رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أهلا بكم.. في كوكب «الشيء ونقيضه»


تتفقُ معيَ، عزيزي القارئ، في أننا نعيشُ في عالمٍ منْ المتناقضاتِ، تجعلُ الحليمَ حيرانَ، والعاقلَ مجذوبًا، فمصرُ بلدُ الشيِء ونقيضِه، قدْ تعجبُ مثلًا أنَّ 4 ممرضاتٍ "ملائكةِ الرحمةِ سابقًا" أتلفنَ جهازَ الحضورِ والانصرافِ في المستشفى بـ "ماءِ النار"، لكنَّ عجبَك قدْ يزول عندما تقرأ خبرًا عنْ ضبطِ مسئولين سرقوا المُخصصاتِ المالية لـ"تكافل وكرامة"، أو يتناهى إلى سمعِك وقائعُ السطوِ على "نذورِ المساجدِ"، أو الحصولِ على مُخصصاتٍ ماليةٍ لـ"مساجدَ وهميةٍ"!!


وربما تعتريكَ حالةُ منْ "الصرع" مثلًا عندما تعلمُ أنَّ "فريد الديب"، الذي لم يكنْ مُجرد مُحامٍ للرئيسِ المعزولِ "مبارك" ورموزِ نظامِه، بلْ منْ أشدِّ كارهي ثورة 25 يناير، تحولَ مؤخرًا إلى الدفاع عنْ قياداتِ جماعةِ الإخوانِ الإرهابيةِ، ويطالبُ لهم بالبراءة.

تلك الحالةُ منْ "الصرع" سوف تتفاقمُ عندما أخبرك أنَّ "الديب" ليس وحدَه منْ يدافعُ عنْ رموزِ الإخوانِ، لكن معه "أحمد فتحي سرور" و"آمال عثمان"، آه والله زي ما بقولك كدة، هتعملِّي فيها "الليمبي" وتصرخ في وشِّي وتقول لي: "إيه اللي جاب القلعة جنب البحر"؟ هقولك: "وربنا ما أعرف".

ومنْ نافلةِ القول إنَّ ثورتي: 25 يناير و30 يونيو لم تندلعا من أجل: "عيش – حرية – عدالة اجتماعية"، absolutely.. لكن عندما يُكتبُ التاريخُ منْ جديدٍ سوف نكتشفُ أنهما رفعتا شعار: "عيش – حرية – عدالة اجتماعية – فريد الديب"، وسوفَ يقولُ كتبة التاريخ: إنَّ الثورتين قامتا في الأساس منْ أجلِ إثراءِ "فريد الديب" الذي انضمَّ مؤخرًا للدفاع أيضًا عن الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات المستشار "هشام جنينة"، وقبلَ أنْ تقرع رأسَك في أقربِ جدارٍ، أذكِّرُكَ أنَّ "جنينة" المحسوبَ على "الإخوان"ِ، و"الديبَ" المحسوبَ على نظامِ "مبارك" كانا دائمي التلاسُنِ حتى وقتٍ قريبٍ.

وقبلَ أنْ تحجزَ مكانك في "العباسية"، لا تنسَ أنَّ الإعلاميَّ المنكفئ على يد "القرضاوي" لتقبيلها هو نفسُه الذي يقدِّمُ الآنَ البرنامجَ الرئيسىَّ في التليفزيونِ الرسمي، وأنَّ كاتبًا كان يُسبِّحُ بحمدِ "خيرت الشاطر" صار الآنَ من المُقربين.

وقبلَ أنْ تنفجرَ غضبًا، احتجاجًا على رفع مرتباتِ ومعاشاتِ الوزراء، برعايةٍ برلمانيةٍ، والتحايلِ على إنصافِ الفقراءِ والغلابة، أذكِّرُك أنه لا يزالُ في نهايةِ النفقِ المُظلمِ نقطة ضوءٍ، تتمثلُ في أنَّ هناك عالمًا جليلًا اسمُه "أحمد الطيب" قررَ منذُ سنواتٍ التنازلَ عنْ مرتبِه بالكاملِ.. فلا تيأسوا، واشحنوا بطارية أحلامِكم منْ جديدٍ، واتركوا "العباسية" حتى إشعارٍ آخرَ.. "أكيد هنروحها كلنا سوا"..
Advertisements
الجريدة الرسمية