رئيس التحرير
عصام كامل

محمد طلعت يكتب: الفساد الكروي.. «محمد صلاح نموذجا»

محمد طلعت
محمد طلعت

قال تعالى "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (41) سورة الروم.


جميعنا نتذكر أن نادي الزمالك رفض قبول اللاعب محمد صلاح، نجم المنتخب المصري أحسن لاعب بإنجلترا هذا الموسم، وكانت التصريحات مختلفة ما بين ممدوح عباس رئيس النادي الأسبق، الذي أكد أنه يحتاج لجهد كبير، ليستحق ارتداء الفانلة البيضاء، كما أعلن مرتضى منصور الرئيس الحالي للزمالك "كان الله في عونه"، أن النجم الخلوق لم يتم قبوله بالزمالك لأن لديه رجل "معوجة".

مساء أمس تم الإعلان أن اللاعب المصري محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الإنجليزي حصل على جائزة أفضل لاعب في أقوى دوري في العالم، وسط ترحاب عالمي لذلك الاختيار المتوقع منذ بزوغ نجم صلاح في أول موسم له بعد انتقاله من نادي روما الإيطالي الذي شهد تألقًا ملحوظًا له.

بالعودة للوراء علينا أن نتذكر جزءًا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "وإن اجتمعت الأمة على أن ينفعوك بشيء، لن ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك"، وعلى الرغم من تكاتف البعض لانتقال محمد صلاح لنادي الزمالك فإن إرادة الله كانت هي الحق الأحق، وتم رفضه لينطلق بتوفيق من الله وبركة دعاء والديه وبرهما، وموهبته التي ثقلت منذ انتقاله لنادي بازل السويسري، ومن ثم استعان به فريق تشيلسي لكنه لم يكن لديه رزق هناك، لينطلق إلى الدوري الإيطالي الذي يشهد مولد نجم جديد يحلق في سماء الكرة العالمية.

أما الفساد الذي نتحدث عنه فهو في كيف ترى الأندية اللاعبين المتقدمين للعب أنهم لا يصلحون، على الرغم من قوة موهبتهم، فقبل صلاح كان هناك النيني والشعراوي ورامي شعبان ومحمد زيدان، وجميعهم كان لهم دور بارز مع أنديتهم الأوروبية جعلت العالم أجمعه يعرفهم، ونجحوا في خدمة المنتخب الوطني، وفي السياق نفسه ودون ذكر أسماء أخرج الدوري المصري علينا "عالات" لا تستحق أن تلعب في أقل دوريات العالم، فقط لأن هناك واسطة أو أنهم كانوا مريحين نفسيًا للمدرب الذي يسعى للاختيار.

كما أنه لمن المعلوم أن الدوري المصري هو من أضعف دوريات العالم، حيث إن الفكر العقيم في اختيار اللاعبين يعتمد على تألق فترة الانتقالات الموسمية، ولا يهتمون بالفكر الكروي والرؤية والتحرك الصحيح، أو يمكنك أن تنسى كل ذلك لتحصل على فرصتك وفرص من الآخرين بواسطة أو كارت للمسئول في النادي ولنا بذلك أمثلة كثيرة.

محمود نبيل شاب صغير في الصف الأول الثانوي، من جنوب الصعيد يرى نفسه كأنه "أبو تريكة" الجديد، ويمتلك نفس جسده لكن لا يستطيع أن يلعب بالقاهرة بعد فشله في اختبارات أحد الأندية، وبعد واسطة تم قبوله في النادي نفسه، لكن تم استبعاده في المراحل الأخرى واختيار من هم أتوا عن طريق أحد الأشخاص المقربين من المدرب.

وهناك طفل آخر يدعى أحمد أشرف، من محافظة المنيا، تم قبوله في أشبال أحد النوادي التي تدعى اهتمامها بالموهوبين، وتم إطلاق لقب "ميسي" عليه، لكن دون سابق إنذار تم استبعاده من الفريق، كما أنه ذهب إلى اختبارات أحد أندية القناة، وتم قبوله بالفعل دون أي واسطة، لكن بعد المسافة كان حاجزًا لاستكمال مسيرته بسبب الدراسة.

وهنا يبقى السؤال من هو المسئول عن فساد الاختيار للاعبي الدوري المصري، الذي من خلاله يتم اختيار 60% من لاعبي المنتخب، ولماذا يتم هدم المواهب منذ الصغر، وعلى الرغم من أن شوارع مصر تمتلئ بهم ينتظرون فرصة واحدة ليضعوا مصر على أول الصفوف في اللعبة الشعبية الأولى، لكن أعتقد أن هناك من لا يؤمن بالرياضة ويريد أن تظل كما هي في فسادها، ولا أرى عاقلا من الممكن أن يُنجي مصر من قتل المواهب التي تستحق اللعب بدلًا من بعض اللاعبين غير الموهوبين ويتخذون من اللعبة "لقمة عيش"، تعودا عليها مع التمرين.
Advertisements
الجريدة الرسمية