رئيس التحرير
عصام كامل

خائنون ومختلفون دائمًا!!


كنا نرجو من قمة السعودية التي انعقدت لعدة ساعات في يوم واحد وقد اتخذت القدس عنوانًا لها أن تبادر باتخاذ قرارات واقعية على الأرض تجاه فلسطين وحقوقها، وأن تبادر الدبلوماسية العربية باستخدام شتى أوراق الضغط؛ استثمارًا لحالة الرفض العالمي لقرار ترامب إزاء القدس، والتحرك في مسار قانوني يبين للعالم أجمع وللرأي العام الأمريكي بوجه أخص كيف أن قرار رئيسهم مخالف لكافة المواثيق الدولية.. كما رجونا لو خرجت عن القمة تعهدات بسحب الأرصدة المالية العربية الضخمة من أمريكا وغيرها من الدول الدائرة في فلك الإدارة الأمريكية كورقة ضغط اقتصادية تدفع في اتجاه نصرة قضايانا المهضومة.


كثيرة هي إخفاقات العرب ونكباتهم ومردها جميعًا لخلافاتهم البينية؛ وخيانة بعضهم لقضايا الأمة ومصالحها الإستراتيجية، ثم تخلف الإنسان العربي في التفكير والتعليم والإنتاج وانتكاسة ردود أفعاله إزاء ما يتعلق بمصيره ومستقبله.. وهل هناك نكسة أكثر من أن بعضًا من العرب باركوا ضرب ترامب للشقيقة سوريا، وتغافلوا عن عبر التاريخ وعظاته.. فمن قام بضرب العراق بالأمس قام من بعدها بضرب ليبيا ثم سوريا..

ومَن يدري مَن سيكون عليه الدور غدًا.. وكيف تسمح ضمائرهم بضرب دولة عربية شقيقة حتى لو اختلف البعض مع نظام حكمها.. وهنا لا يفوتني الإشادة بموقف الرئيس السيسي وكلمته الشجاعة المؤثرة أثناء القمة الأخيرة حين نبّه إلى الأخطار الكبرى للتدخلات الخارجية في شئون الدول العربية واحتلال تركيا لأجزاء من دولتين عربيتين (العراق وسوريا)، مؤكدًا أن الأخيرة أرض عربية لا يجوز أن يتقرر مصيرها إلا بإرادة شعبها، وأن فلسطين هي قضية العرب المركزية، ولن نسمح باستمرار انقسام الصف الفلسطيني، رافضًا قيام عناصر يمنية بقصف أراضٍ سعودية بصواريخ باليستية، محددًا خارطة طريق للأمن القومي العربي.

لا شك أن الغرب على علم بأدق تفاصيل الخلافات العربية البينية وربما تكون تلك الخلافات هي من وحي أفكاره ومن صنع يديه، يشعلها مستفيدًا من أطرافها كلٍ على حدة؛ والدليل ما قاله ترامب إنه سيتقاضى مقابلًا للضربة الأمريكية لسوريا.. وذلك هو النهج الترامبي مع العرب؛ نهج التاجر البراجماتي في التعامل مع كل حادث بمنطق الصفقة.
الجريدة الرسمية