رئيس التحرير
عصام كامل

محمد فودة يكتب: «كل شيخ وله طريقة»

فيتو

استوقفني ذلك المثل الشعبي الذي يقول "كل شيخ وله طريقة" والمقصود بهم مشايخ الطرق الصوفية والذين تجاوز عددهم 77 طريقة ويتبعهم ما يزيد عن 15 مليون مصري.


لم يقف المثل عند ذلك المعنى المقصود وامتد إلى أن أصبح لكل إنسان طريقته الخاصة التي ينطلق منها نحو تحقيق أحلامه وأهدافه وطموحاته في العمل أو الحياة بشكل عام.. سواء بالطرق المشروعة أو غير المشروعة، ولم يعد المثل مرتبطا بشيوخ الطريقة كشيخ مشايخ الطرق الصوفية الشيخ عبد الهادي القصبي؛ فهذا "شيخ الفنانين"، محمد توفيق الذي أبهرني على المستوى الشخصي في جميع أعماله الدرامية والسينمائية، وعلى رأس تلك الأعمال دوره في فيلم "حسن ونعيمة".. وذلك "شيخ الصحفيين" حافظ محمود الذي أسس نقابة الصحفيين في نهاية مارس 1941 وكان له إسهامات عديدة في بلاط صاحبة الجلالة.

ومن اللافت للانتباه خلال العصر الحالي أننا نجد بعض الشيوخ يحملون ذلك اللقب الجليل ولا يعملون به ولا يقدرونه حق قدره.. وبعضهم لا يستحق هذا اللقب من قريب ولا من بعيد فما أن يحفظ الواحد منهم كتابا أو اثنين وألقى موعظة أو ما شابه لقبه الناس بالشيخ.. ومنهم من يجالس العلماء حتى إذا حفظ كلمتين أو وصل إلى أمر ما أنكر ما تعلمه على أيديهم.. وتلك الطريقة إن جاز لنا أن نسميها سنطلق عليها الطريقة "الشيخونية"..!

وهناك أيضا «شيخ النمرة» وهذا النوع قد يبدوا مريضا إلى حد ما بهوس الظهور في الإعلام صباحا ومساء لافتعال ما يمكن افتعاله وإشعال ما يمكن إشعاله من القضايا حبا في الظهور ورغبة في تحقيق المزيد والمزيد من الشهرة على حساب كل الأعراف والأدب والقيم وما أكثر «شيوخ النمرة».

النوع الثالث وهو الأخطر مما سبق هو الشيخ «البطيني» وهو مصطلح تعرفت عليه من أحد المشايخ ويعني أن الشخص مهموم ببطنه.. ذلك أنني في صلاة جمعة ماضية استوقفني ما قاله الخطيب الذي يقف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول للناس- مترحما على أيام زمان – "راحت فين أيام الخير بتاعت زمان أيام ما كانت الفتة بتتوزع على الناس ويضيف: يعني لو مفيش فتة يبقى فيه رز بلبن" تمالكت نفسي وحبست ضحكتي بعد أن شاهدت الناس يضحكون من حولي وكنت عزمت على محادثة الخطيب بعد أن ينتهي من صلاة الجمعة وبعدما شاهدته دون الزي الأزهري ومربي "سوالفه" بشكل غريب وعامل "سكسوكة"... «لله الأمر من قبل ومن بعد».

وللحديث بقية بإذن الله...
Advertisements
الجريدة الرسمية