رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إحسان عبدالقدوس يكتب: خط ماجينو حول عبدالناصر

فيتو

في مجلة روز اليوسف عام 1958 كتب إحسان عبد القدوس مقالا قال فيه:


نشرت جريدة لوموند الفرنسية بحثا سياسيا بعنوان (البحث عن سياسة للشرق الأوسط)، وتضمن تحليلا لسياسة الغرب وموقفه من البلاد العربية المحررة من سيطرة الاستعمار.

ليس في التحليل جديد فالموقف الغربى لم يتغير من دول الشرق الأوسط، لكن التحليل جاء فيه تأكيد لشكوانا نحن العرب فيقول التحليل "إنه منذ تأميم قناة السويس والدول الغربية تتأرجح بين سياستين: أولا سياسة الدفع.. وهى سياسة تقوم على أساس اعتبار جمال عبد الناصر ديكتاتورا ومن عملاء موسكو، ويجب العمل على التخلص منه... وقد أدت هذه السياسة إلى الهجوم المسلح الذي قام به إيدن ومولييه وانتهى بالفشل، وثانيا سياسة التطويق والعزل، وهى السياسة التي وضعها دالاس.. وقد نجحت هذه السياسة خلال الستة أشهر من العام الماضى، فقبل لبنان مشروع إيزنهاور، وقام الملك حسين بانقلاب تخلص به من نفوذ جمال عبد الناصر.

لكن الأمريكان في غمار فرحتهم بنجاح خطتهم لم يحاولوا إخفاء محاولتهم إحداث انقلاب في سوريا مما أدى إلى إسراع سوريا إلى الوحدة مع مصر حتى تتجنب الانقلاب الأمريكى، أو الاعتماد على تأييد موسكو.

أما المرحلة الثانية فكانت بعد ثورة العراق، كانت ثورة مفاجئة للغرب، وفكر الغرب في تدبير ثورة مضادة، ولأن الشعب العراقى أيد الثورة، ولأن الاتحاد السوفييتى هدد بالتدخل وقدم خروشوف إنذارات متلاحقة.. فعدل الغرب عن الثورة المضادة.

والغرب يعتقد أن أوان القضاء على جمال عبد الناصر قد فات أيضا، وأن كل ما تستطيع أن تفعله هو تطويقه بخط كخط ماجينو.. وذلك باتباع أسلوب يقوم على تدعيم حلف بغداد، وتقديم المساعدات فورا للبلاد المهددة في الوقوع في مصير كمصير العراق.
وأتساءل هنا هل تنجح خطة تطويق جمال عبد الناصر؟

وأقول إن البحث نسى أن خط ماجينو قد انهار في الشهور الأولى من الحرب الماضية، وخط ماجينو أقامه الفرنسيون ليحموا أنفسهم من الألمان.. ولكن الألمان في النهاية احتلوا باريس.
Advertisements
الجريدة الرسمية