رئيس التحرير
عصام كامل

محمد سمير يكتب : عندما يكون الشرف أرخص من سيجارة

فيتو

"الأوبن مايند" كلمة مستحدثة وجديدة انتشرت في أواخر عام 2016 تقريبًا، وتعني الإنجليزية متفتح الذهن والعقل، ولكن استخدمت هذه الكلمة في مصر خلال الفترة الماضية  في غير المعني المقصود بها، فبات المصطلح ذاته يشبه السرطان الذي تفشي في جميع أعضاء الجسم، ويتداولها الشباب بهدف التستر على بعض الظواهر غير الأخلاقية داخل المجتمع.


مؤخرًا شاهدت بعض الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مدي الانحطاط الأخلاقي الذي وصلنا إليه بسبب بعدنا عن الدين وبعد الأهالي عن أولادهم، وعدم التحكم فيما يقومون بفعله، وأثناء تصفحي أحد هذه الفيديوهات ظهرت فتاتان ترتديان ملابس خليعة وترقصان على أنغام أغنية شعبية تحتوي إيحاءات جنسية، وتحاول إحداهما أن تظهر للأخري جزءا من جسدها والأخيرة تقوم بتغطيته، وكأنها تتفاخر بأنها تظهر جزءا من جسمها بهدف الشهرة،  التي أصبحت هدفا لفتيات يقمن بعمل فيديو مخل سواء تظهر فيه جزءا من جسدها أو تقوم بالسباب والشتائم تحت مسمي" الأوبن ميند".

الإسفاف والتفاهة أصبحت تريند، والشهرة أصبحت مرضا حتى لو كلف الأمر التشهير بنفسها وعرض جسدها لكي تحصد لقب "المشهورة"، وسط غياب كامل من الأهالي، فعندما يصبح الشرف أرخص من ثمن السيجارة «يبقي عليه العوض».

أتذكر عندما كنت أبلغ من العمر 13 أو 14 عاما كان والدي يمنعني من الجلوس- في بعض الأحيان- مع أشخاص معينين لعدم سماعي كلمات غير مناسبة لعمري حتى لا أرددها في وقت لاحق وأقوم بحفظها، فأين هذا الآن؟ هل انشغل الأهالي لهذه الدرجة عن مراقبة أبنائهم لدرجة أنهم يقومون بفعل هذا دون أي توجيه أو إلقاء اللوم عليهم بسبب أفعالهم؟

لدى الإجابة: الآباء مشغولون بجمع الكثير من الأموال لتأمين مستقبل أبنائهم، لكن هذا ليس مبررًا لكي يعطيهم مطلق الحرية بهذه الطريقة.
Advertisements
الجريدة الرسمية