الفقر وتطوير التعليم!
في البداية أنا مؤيد بقوة مشروع تطوير التعليم الذي أعلن عنه الدكتور طارق شوقى وزير التعليم، وأراه مشروعا طموحا وجيدا ويحتاج مع دعم القيادة السياسية دعما جماهيريا واسعا حتى يتم تنفيذه بنجاح، ولا يتعطل أثناء التنفيذ، خاصة وأنه يحتاج لاستكماله نحو أربعة عشر عاما، حيث يبدأ بروضة الأطفال.
لكن أتمنى على الوزير ومن يقومون على تنفيذ خطة تطوير التعليم التي سوف تبدأ العام الدراسى المقبل بعد نحو خمسة أشهر أن يبذلوا الجهد الأكبر في إزالة وتذليل العقبات التي تواجه هذه الخطة وهى كثيرة ومتعددة ومتنوعة.. وأنبه مبكرا أن أكبر وأخطر هذه العقبات هو الفقر الذي يعانى منه أكثر من ٢٨ في المائة من المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر طبقا لآخر دراسات جهاز الإحصاء..
فهؤلاء وأغلبهم يعيشون في قرى وعشوائيات، خاصة في وجه قبلى ليس لديهم مدارس كافية بها فصول رياض أطفال، بل إن هناك أسرا لا تهتم أصلا بإرسال أطفالها إلى التعليم الأساسى، حيث يفضلون إرسالهم إلى سوق العمل لمساعدتهم على ظروف الحياة القاسية التي يعيشونها، في ظل عدم كفاية دخولهم لتوفير احتياجاتهم الأساسية من غذاء وكساء ومسكن.
هذا هـو التحدى الأكبر والأخطر الذي يواجه مشروع تطوير التعليم، والذي لن ينجح وزير التعليم بمفرده في التغلب عليه، وإنما يحتاج إلى تضافر جهود كل مؤسسات الدولة، بدءا من الحكومة، ومنظمات المجتمع المدنى وأيضًا القطاع الخاص في التعليم.. وإذا كان هذا المشروع سوف يبدأ تنفيذه في شهر سبتمبر المقبل بدور الحضانة، فيجب أن يتأكد القائمون على تنفيذه من توفر دور الحضانة في القرى والنجوع، وكذلك الاطمئنان على أن أطفال هذه القرى والنجوع سوف يلتحقون بالفعل بها حتى لا يفوتهم قطار تطوير التعليم، وحتى لا يبدأ مشروع التطوير ناقصا أو مبتورا.
