رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل احتفال الآثار باليوم العالمي للتراث والكشف عن رمسيس الثاني بالأقصر

فيتو

انطلقت اليوم الجمعة، فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للتراث من مدينة الأقصر، حيث توجه الدكتور خالد العناني وزير الآثار ومحمد بدر محافظ الأقصر إلى معبد الكرنك وطريق الكباش والمحور الجنوبي الذي يمتد من الصرح السابع إلى الصرح العاشر، لتفقد آخر مستجدات أعمال التطوير بهم.


ورافقهما خلال الجولة سفير الكونغو بالقاهرة، الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعدد من أعضاء مجلس النواب وقيادات المحافظة والسفراء والشخصيات العامة.

وأوضح مصطفى الصغير مدير عام معابد الكرنك ومشروع طريق الكباش بالأقصر، أن خلال الزيارة تفقد "العناني" أعمال تطوير وتأهيل معبد الكرنك لاتاحته لزوارة من ذوي الاحتياجات الخاصة، عن طريق تمهيد طرق خاصة تسمح باستخدام الكرسي المتحرك لذوي الإعاقة الحركية والبصرية بالإضافة إلى لوحات إرشادية لذوي الإعاقة السمعية.

وبذلك يكون معبد الكرنك هو أول موقع أثري في مصر يتم إتاحته لذوي الاحتياجات الخاصة طبقًا للمعايير والمواصفات العالمية، وذلك في إطار مشروع وزارة الآثار بالتعاون مع مؤسسة حلم.

كما تفقد "العناني" وبدر المحور الجنوبي لمعبد الكرنك بعد أعمال تطويرة كمرحلة تمهيدية لربطة بطريق الكباش والذي تم بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

ويمتد المحور الجنوبي من الشمال للجنوب ويبدأ من فناء الخبيئة أمام الصرح السابع انتهاء بالصرح العاشر.

أما عن مشروع تطوير طريق الكباش، أضاف الصغير أن الوزارة قامت بأعمال تطويره بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والتي تقوم حاليًا بالعمل على الانتهاء من تطوير الطريق وتزويده بالخدمات اللازمة والكشف عن باقي أجزاء الطريق وترميم ما تم اكتشافه.

ويذكر أن طريق الكباش هو أحد أهم المحاور الرئيسية لطيبة القديمة يربط معبد الكرنك بمعبد الأقصر مرورًا بمعبد موت بإجمالي أطوال نحو 2700 متر.

يتكون الطريق من رصيف حجري يحده من الجانبين تماثيل على هيئة أبي الهول، مرة بجسم أسد ورأس كبش من عصر الأسرة 18 بين معبدي الكرنك وموت، ومرة أخرى بجسم أسد ورأس أدمي تمثل الملك نختنبو من ملوك الأسرة 30 بين معبدي موت والأقصر.

واستخدمه المصريون القدماء كمسار للمواكب الكبرى خلال الاحتفالات الدينية والأعياد المقدسة. انتشرت على جانبيه الكثير من المباني المرتبطة بالمواكب الاحتفالية التي تمر عليه، حيث تم اكتشاف مقياس للنيل ومعاصر للنبيذ وحمامات ومناطق صناعة الفخار.

بدأ الكشف عن الطريق في 18 مارس 1949 حتى الآن، وقريبا سيتم الكشف عنه بالكامل لأول مرة منذ 3000 عام.

واستكمالًا لفعاليات احتفال وزارة الآثار باليوم العالمي للتراث من مدينة الأقصر توجه الدكتور خالد العناني وزير الآثار ومحمد بدر محافظ الأقصر إلى متحف الأقصر لافتتاح تطوير بعض قاعات عرض متحف الأقصر بعد عملية نقل ١٢٢ قطعة للملك توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير بالقاهرة.

وقالت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف، إنه بعد نقل هذه القطع من متحف الأقصر إلى المتحف المصري الكبير، رأت وزارة الآثار ضرورة وضع سيناريو عرض جديد لبعض قاعات المتحف، التي كانت تعرض بعض كنوز الملك الشاب بحيث تعرض مجموعة من ١٨٦ قطعة أثرية من نتائج الاكتشافات الحديثة للبعثة المصرية من وزارة الآثار برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، داخل أربع مقابر بمنطقة ذراع أبو النجا بالبر الغربي بمدينة الأقصر.

وأضافت إلهام صلاح أن القطع تتضمن عددا من بقايا توابيت ملونة وتماثيل الأوشابتي وبعض الحلي وأقنعة ملونة للمومياوات وأوان فخارية وتمثال فريد لسيدة تدعى إيزيس نفرت منشدة الإله آمون.

وتوجه "العناني" و"بدر" إلى معبد الأقصر لإزاحة الستار عن التمثال الثاني للملك رمسيس الثاني والتي قامت الوزارة بترميم أجزائه وتجمعيها ورفع التمثال كاملا أمام الصرح الأول لمعبد الأقصر.

وصرح الدكتور وزيري، أن أعمال الترميم والتجميع والتركيب استمرت نحو ستة أشهر حيث بدأت في نوفمبر ٢٠١٧، بالإضافة إلى مساهمة الهيئة الهندسية والمحافظة الذين وفروا للمشروع بمواد الترميم اللازمة، الذي قام به فريق عمل من الأثريين والمرممين المصريين.

وأشار "وزيري" إلى أن أجزاء التمثال التي تم تجميعها كانت تتكون من 14 قطعة أي ما يمثل 40%، من جسم التمثال وكانت أكبر هذه القطع رأس التمثال كاملة، والقاعدة وعليها القدمين.

ويبلغ ارتفاع التمثال نحو 11.70 متر من القاعدة وحتى التاج، ويزن نحو ٦٥ طنا، ويصور الملك رمسيس الثاني يرتدي التاج المزدوج واقفا مقدما قدمه اليسرى للأمام وهو الوضع الذي اعتاده الفنان المصري القديم.

ومن جانبه قال أحمد عربي، مدير عام معبد الأقصر، إنه تم الكشف عن بقايا التمثال أثناء أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور محمد عبد القادر داخل المعبد عام 1958 وحتى 1960، الذي تمكنت من الكشف عن التمثال وغيره من التماثيل التي الذي وجدت مدمرة نتيجة تعرضها قديما لزلزال مدمر في العصر الفرعوني، وكانت عبارة عن اجزاء، وأخذ الأثري "عبدالقادر" هذه البلوكات وتجميعها وترميمها ووضعها على مصاطب خشبية لحمايتها.

ويشار إلى أن هذا التمثال هو التمثال الثاني الذي قامت بترميمه وإعادة تركيبه الوزارة في إطار مشروع تجميع وترميم تماثيل الملك رمسيس الثاني عند البيلون الأول بمعبد الأقصر.

وكانت الوزارة أزاحت الستار في يوم التراث العالمي العام الماضي في أبريل 2017، عن التمثال الأول بعد الانتهاء من أعمال ترميمه وتجميعه، وهو الموجود الآن أمام الصرح الأول بمعبد الأقصر، حيث وجد في نحو ٥٧ جزءا، مصنوع من حجر الجرانيت الأسود ويبلغ ارتفاعه نحو 11،70 مترا من القاعدة حتى التاج، ويزن نحو ٧٥ طنا، ويصور الملك رمسيس الثاني يرتدي التاج المزدوج واقفا مقدما قدمه اليسرى للأمام وهو الوضع الذي اعتاده الفنان المصري القديم، وإلى جانبه تظهر زوجته الملكة نفرتاري ملاصقة له بارتفاع 1.5 متر تعبيرًا عن مدى اعتزازه وتقديره لزوجته.
الجريدة الرسمية