رئيس التحرير
عصام كامل

محمد غنيم يكتب: الباحثات عن الأمان

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تنظر لي وتقول: (ماتيجي ولا مش معاك فلوس) !!
أظن أن في عصرنا هذا لا تطلبك امرأة للمتعة من أجل المتعة، إذا دخلت إلى عقول بنات الليل ستجد في حياتهن من المآسي والشقاء ما يقتل أي لذة وشهوة تدفع للعمل من أجل المتعة، ولكنها الحاجة إلى المال أصبحت غريزة أقوى من أي غريزة أخرى.


المرأة المصونة صاحبة الصون والعفاف، هي أرخص السلع المنتشرة تداولا الآن بين جميع فئات المجتمع، انظر إلى نسب التحرش المعلنة واعلم أن المسكوت عنه أفظع، ابحث عن نسب زنا المحارم وإلى أي واقع لا يصدقه عقل قد وصلنا، انظر إلى أعين الرجال في الشوارع في أي سن وأي مظهر وفي أي مهنة، إذا مرت من الطريق امرأة حسناء ممشوقة القوام، وبعيدا عن النظرات فالأخلاق أساس الفساد، حتى وإن كانت المرأة تمشي إلى جوار زوجها، رأيت الأعين تتلصص والألسنة تتفوه "الراجل سايب مراته وبناته لابسين إزاي"، فأصبح النظر وكأنه عبادة وتقرب إلى الله، ووجدنا الدافع والمبرر الأخلاقي الذي يسمح للرجل بالنظر والتفحص في جسد المرأة والتحرش بها.

منذ سنوات كنت أجري عملية جراحية وكان فريق الأطباء في غرفة العمليات يتكلم عن الطبيب فلان وعلاقته بالممرضة فلانة، وكيف أن هذه الممرضة عليها جسد صاروخي لا يقاوم، وأن هذا الطبيب محظوظ بمثل هذه العلاقة، وأن لديه مهارة خاصة في الإيقاع بالحريم ما لذ منهن وطاب، ولكن المرأة اللعوب تغافل زوجها بدافع مكوثها في العيادة، بينما هي بين أحضان الطبيب.

آلاف القصص التي نسمعها يوميا عن مثل هذه القذورات المنتشرة في جميع المجالات والفئات فقير أو غني، أستاذ جامعي أو حارس عقار، تجد المرأة نفسها سلعة قابلة للبيع في أسواق النخاسة تحت شعار (حريم خلقن للبيع)، حتى تشعر المرأة أن الله قد خلق فيها هذا الجمال وأعطاها هذا الجسد من أجل إشباع غريزة الرجل، وتلبية رغباته فيها، لم يعد ذلك في صورة الزواج فقط، الزواج مسئولية وبيت وأطفال، وهؤلاء يبحثون فقط عن جسد المرأة لقضاء بعض الوقت، هؤلاء لا يكتفون بواحدة، فالنساء كالفاكهة لكل نوع مذاق خاص.

بأي ذنب دفعنا النساء إلى قفص الاتهام دون جريمة، هذا عيب، هذا حرام، هذا لا يصح لكونك أنثى، حتى جعلنا المرأة تشعر بأنها عار.

تقف امرأة على جانب الطريق تنتظر الزبون، يقف بسيارته تتفاوض معه على الثمن، تطلب منه العربون، ينتشلها من الطريق لتصبح بجوار رجل لا يعرفها ولا تعرفه، ولكنها الآن تشعر بالأمان، تقضي معه الوقت حسب الاتفاق ثم تأخذ المال الذي يشعرها بالأمان، (ضل راجل ولا ضل حيطة)، مثل ترسخ في أذهان بعضهن، نحن ننشئ نساء خائفات بامتياز.

كيف ننظر للمرأة التي تأخر زواجها؟ وماذا نقول عنها؟ وكيف ننظر للزوجة إذا تأخر حملها؟ وماذا نقول لها؟ كيف ننظر للمرأة المطلقة أو الأرملة؟ وماذا نقول إذا رغبت في الزواج مرة أخرى؟

نحن نتهم المرأة في كل أحوالها، ثم نتعجب لماذا نرى نساء يقفن على الطرقات، إن كانت جميع الأعين وجميع الألسنة وجميع الأفكار تتجه إليها في صورة شهوانية وجنسية رغبة بالنيل منها دون مقابل وبالرخيص، فمن يستحق المحاكمة إذا لجأت المرأة لتفعل ذلك ولكن بالمال ؟!

كثيرات يشعرن بالخوف ولم يعد (ضل الراجل) كافيا للشعور بالأمان، لا تثق في أن هذا الرجل لن يطلقها، ماذا ستفعل بعد الطلاق، ماذا ستفعل بعد وفاة أبيها، إنهن بين مجتمع لا يرحم، بمن تثق ولمن تأمن!!

الأمان ليس في رجل، ليس في شخص، ليس في أحد، ربما في المال أو في العمل، الرجل قد يخون أو يبيع أو يفارق، العمل سيبقى معي، المال سينفعني، هكذا أصبحت عقليات النساء بفعل كثير من الرجال وكثير من الأفكار الخاطئة.

إذا شعرت المرأة معك بالأمان ستمنحك كل شيء، وإذا خافت المرأة ستظهر مخالبها تنهش كل من حاول الاقتراب منها، وستخلق الأمان لنفسها دون انتظاره من أحد.
Advertisements
الجريدة الرسمية