رئيس التحرير
عصام كامل

مدينة الثعلب والذئب المحمية.. أشهر 8 مواقع أثرية في أسيوط

محافظة أسيوط
محافظة أسيوط

قال مجدي شاكر كبير أثريين بوزارة الآثار، أن محافظة أسيوط هي بلد التاريخ والحضارة والتي استقرت بها العائلة المقدسة ستة أشهر وعشرة أيام ودشن السيد المسيح بها أول كنيسة في العالم، في جبل قسقام، وتعتبر هي بيت لحم الثانية، وبلد جلال الدين السيوطي، المؤرخ والمفسر، والبابا شنودة، والزعيم عمر مكرم، ومحمد محمود باشا، والزعيم جمال عبدالناصر.


وتحتفل أسيوط يوم ١٨ أبريل من كل عام بذكرى ثـــــورة شعب قرية (بنى عدى) ضد الفرنسيين، حيث احتشد ثلاثة آلاف من أبناء القرية بزعامة الشيخ أحمد الخطيب والشيخ محمد المغربى، والشـيخ أبو العيون العدوي؛ لملاقاة الجنرال (دافو)، الذي كان قائد الاستيلاء على القرية، وقمع الثورة فيها، وقد استبسل الأهالي في مقاومة الجيش الفرنســى وتحولت بيوتهم إلى قلاع، ولقي الجيش الفرنسى مقاومة لم يكن يتوقعها، ومن هنا كان احتفال أسيوط بهذا اليوم 18 أبريل من كل عام تعبيرا عن التقـدير والإجلال لكفــاح أهالي أسيوط، ضد قوى البغى والاحتلال واستعادة لمعاني الفداء والنضال وتوسما لخطى الآباء والأجداد.

ويرصد "شاكر" أهم المعالم الحضارية والأثرية لهذه المحافظة.

وأضاف "شاكر": هي واحدة من أكثر محافظات مصر ثراء في المواقع من عصور ما قبل التاريخ، ومن أعرق مواطن الحضارة البشرية وتقع أسيوط على رأس القوافل التي تربط وادى النيل بالواحة الخارجة وبدارفور غرب السودان، والذي يعرف بدرب الأربعين الذي يربط طريق التجارة بين وادى النيل وبقية أفريقيا، هذا الموقع الأستراتيجى جعل لأسيوط أهمية خاصة، وسهل الإنسان الاستطان بها، وتشتهر مدينة أسيوط بصعيد مصر بمعالمها المهمة والتي يعود تاريخـها إلى الدولة القـديمة، وعصر الانتقال الأول، وكانت عاصـمة الإقليم الخامس عشر لمصر العليا، وفي السـجلات المصرية القديمة كانت تســـمى "ساوييت" بمعنى: المحمية.

أمـــا في العصر اليوناني الروماني فكان اسـمها ليكونوبوليس أي مدينة الثعلب، وهي تســمية تشير إلى ابن آوى معبودها الرئيسي "وبواووت" أي فاتح الطرق.

وكانت ساوييت أهم مراكز عبادة وبواوت المعروف بفاتح الطريق، والذي كان يصور على هيئة ذئب، وكان أوزير معبودًا في صورة ذئب أيضا؛ لذا أطلق البطالمة عليها اسم «ليكوبوليس» أي «مدينة الذئب» في فترة حكمهم لمصر، وهو نفس الاسم الذي أطلقه الرومان عليها فيما بعد، حيث كانت قاعدة عسكرية مهمة وقتها، وقد نقل ديودورس الصقلي أسطورة تقول أنّ جيش من إثيوبيا رُدع من أسيوط وطاردته الذئاب حتى جزيرة إلفنتين.

في عهد قدماء المصريين، كان يسكنها نائب الملك، وفى عهد الإغريق قسمت مصر إلى الدلتا، ومصر الوسطى، ومصر العليا، وفى عهد محمد على قسمت مصر إلى سبع ولايات، إحداها تضم جرجا وأسيوط، وسميت «نصف أول وجه قبلي» وعاصمتها أسيوط.

حضارات ما قبل التاريخ:
بها مناطق قاو الكبير والبداري ودير تاسا وهى مواقع حضارية استقر بها الإنسان في عصور ما قبل التاريخ، وكان له فيها إسهامات حضارية.

١. مير:
تقع على البر الغربى للنيل شمال شرق مدنية أسيوط، وبها جبانة لحكام الأقاليم في الدولتين القديمة والوسطى، وهى مقابر منقورة في الصخر، وأهم مناظرها تمثل أشخاص في حالة نحافة شديدة وآخرين في حالة بدانة شديدة، في إشارة رمزية للأوضاع. بجانب مناظر دنيوية وجنائزية هناك مناظر صيد تظهر حرية الحركة للحيوانات.

٢. قصير العمارنة:
على الشاطئ الشرقي للنيل ومقابرها تشبه مقابر مير في طريقة حفرها ومناظرها.

٣. دير الجبراوي:
على الضفة الشرقية للنيل وهى منقورة في الصخر وبها مقابر لدفن حكام وكبار الموظفين وبها ما يزيد عن مائة مقبرة أهمها مقبرة إبى رقم ٨ الذي كان موظفا في طيبة في الأسرة السادسة، وبجواره مقبره ابنه جاوا.

٤. مقابر دير ريفا:
تقع على بعد 12 كم بالجبل الغربي غرب مدينة أسيوط وبها كنيسة صغيرة وتستخدم الآن كـدير، حيث توجد المقابر الصخرية للإشراف والأمراء والتي تقــع على سطــح المرتفعــات الغربية، وهناك سبع مقابر كبيرة وجميله الصنـع من عصر الدولة الوسطـى والدولة الحديثة.

ومــن هذه المقابر مقبرة "نخت عنخو" التي ترجع إلى عصر الدولة الوسطى ومقبرة "ثاثا"، والتي ترجع بدورها إلى عصر الدولة الحديثة ومن أهم القادة نجل الملك ورئيس رامي السهام.

٥. جبل أسيوط الغربي:
توجد به مجموعة مقابر لأمراء المدنية أشهرها مقبرة مسحتى الذي عثر بداخلها على ماكت عبارة عن تماثيل صغيرة لفرقتين عسكريتين عبارة عن أربعين جنديا من جنود مشاة الجيش المصري في أربعة صفوف وهناك مقبرة حابى جفاى الذي تضم مقبرته عشرة عقود وقعها مع كهنة الإقليم للقيام بالطقوس الجنائزية وسجل ذلك على جدران مقبرته.

٦. ديـــر المحـرق:
أنشئ هذا الـــدير في القرن الرابع الميلادي بسفح الجبل الغربي، ومن بين نحو ٢٥ مكان ارتحـــــلت إليهم العـــــــائلة المقدسة في مصر كان لهذا الدير مكانة عظيمة حيث مكثت فيه نحو 185 يوما.

وأنشئت كنيسة أثرية تعتبر أقـدم كنيسة دشّنت في العالم المسيحي وتضم الكنيسة الهيــكل الذي يحتضن مذبــح حجري على سطحه رخامة منقوش عليها كتـابة باللغة اليونانية تعود إلى سنة 746 ميلادية، ويضم حصــن أثري يتكون من ثلاثة أدوار ويرجع تاريخه إلى نهاية القرن الـ6 وبداية القرن الـ7 وهو على طــــراز الحصون التي كان يشيدها الملك "زينون" عرف منذ القدم باسم دير السيدة العذراء، واشتهر بدير المحرق، وأيضا بدير جبل قسقام وهى كلمة قبطية من قوس ومعناها كفز وترجع شهرته بدير المحرق إلى أن الدير كان متاخمًا لمنطقة تجميع الحشائش والنباتات وحرقها، ولذلك دعيت بالمنطقة المحروقة أو المحترقة، ومع مرور الوقت استقر لقب الدير بالمحرق كما أنه أشتهر بدير جبل قسقام.

٧. قصر ألكسان باشا:
يعتبر هذا القصر من المعالم المميزة بمدينة أسيوط، التي ما زالت باقية حتى الآن، بعد أن هدمت قصور عديدة أخرى، وظهر محلها العمائر والأبراج الضخمة، ويتميز بموقعه على النيل ويعد معلمًا أثريا من المعالم الحضارية والجمالية المهمة في أسيوط.

وأنشأ قصر ألكسان بسخرون باشا الذي كان محاميا من أثرى أثرياء أسيوط، وذلك في عام 1910م وهذا التاريخ منقوش على الواجهة التاريخية للقصر، حيث أحضر أحد المهندسين من إيطاليا لبناء القصر، وشارك في بناءه فنانون من إيطاليا، وفرنسا، وإنجلترا، مما أكسبه تنوعا فنيا، وحضاريا، وجماليا جعل القصر يتفرد به بين معالم أسيوط الأثرية، وقد نزل الملك "فؤاد الأول" في القصر أثناء زيارته لأسيوط خلال عام 1935 وعلى الضفة الغربية من نهر النيل بأسيوط وبجوار شارع مبنى المحافظة، تقف الحدائق الواسعة المزينة بالزهور مختلفة الألوان وبجوارها أشجار أعمارها تجاوزت المائة عام شاهدة على عظمة قصر ألكسان وتبلغ مساحتة 8000 متر مربع (فدانين تقريبا) ويتميز بطابع فنى ومعمارى الفريد في صعيد مصر ويتكون من طابقين تضم واجهاته زخارف وكرانيش مميزة وعقود نصف دائرية تضفى على المبنى جمالا فريدا.

٨. محمية الوادي الأسيوطي:
تقع منطقة المحـمية في منطقة الغريب بساحل سليم بالصحراء الشرقية على طريق أسيوط القاهرةلصحراوى الشرقى جنــــوب مدينة أسيوط بنحو 20 كم، تحدها الصحراءالشرقية من الشمال والجنوب والشرق وقريـــــــــــــة الغريب التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط من الغرب يوجد بها ستة أنواع من الثدييات ومنها الغزال المصري والكبش الأروي والماعز الجبلي والثعالب والأرنب البري والذئاب والضباع، كما يوجد 87 نوعا من الطيور المهاجرة، منها صقر شاهين والبلبل الأحمر المغني والجليل وعصفور الجنة والصقر الحر، إضافة إلى نباتات برية طبية وعطرية، منها كف كريم والشيح والقرضي والمليكة، فضلا عن 15 نوعا من الزواحف و66 نوعا من النباتات المهددة بالانقراض.

وتبلغ مساحتها نحو 35 كم2 وهى من من أهم محميات مصر من ناحية العمل على تربية السلالات والفصائل النادرة من الحيوانات والنباتات والفطريات وهى المحمية الوحيدة التي تمثل بيئة الصحراء الشرقية.

تضم في وديانها 357 سلالة وفصيلة بتنوعها البيولوجى النادر والمهدد بالانقراض، ويوجد بالمحمية 87 نوع من الطيور مثل "العصافير والحمام والنعام والصقور" ولعل أشهرها "الصقر الحر وصقر شاهين" الذي يصل سعره لـ120 ألف جنيه لندرة فصيلته واستعماله في الصيد في بعض المسابقات العالمية، والمحمية تضم نحو 66 نوعا من "النباتات البرية والشجيرات والنباتات العطرية والطبية" والتي تستخدم جميعها في العلاج ومكونات الأدوية كما تشتمل المحمية على أكثر من 105 نوع من الفطريات التي تدخل في تركيبات الأدوية وصناعات الأطعمة، وتعتبر هذه من أعلى نسب الفطريات التي توجد بأي محمية أو منطقة في العالم، و12 نوع من الزواحف ما بين "الثعابين والسحالى والسلاحف" وأكثر من 30 نوع من الثديات والحيوانات البرية مثل "الغزال والأرنب البرى والذئاب والكبش الآسيوى والنمور والماعز الجبلي والحمار الوحشي" وجميعها مهدد بالانقراض.
الجريدة الرسمية