رئيس التحرير
عصام كامل

أبرز 6 معلومات عن «قم الإيرانية» فاتيكان الشيعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع تقديم أحمد زادهوش مدير جامعة المرتضى الدينية، والتي تدرس المذهب الشيعي، مقترح تحويل مدينة قُم إلى دولة مستقلة مثل الفاتيكان في إيطاليا لتصبح مركزًا للقيادة الشيعية في العالم بأسره، ترصد فيتو أبرز 6 معلومات عن مدينة قم الدينية.


1- المكانة:
ومكانة "قُم" عند الشيعة يمكننا تشبيهها بمكانة الفاتيكان عند المسيحيين الكاثوليك، فهي العاصمة الدينية لإيران، ومركز الدراسات والأبحاث الفقهية الشيعية، ومكان التجمّع المفضّل لمؤتمرات رجال الدين الشيعة، وموقع مسجد "فاطمة المعصومة"، الذي هو أحد أهم مدرستين علميتين للمذهب الشيعي، والمدرسة الأخرى هي جامع "علي" بالنجف، وثمة مزيج من التنافس والتعاون بين المدرستين.

2- الموقع:
تعتبر مدينة "قم" المدينة المقدسة الثانية بعد مدينة مشهد المقدس حيث مزار الإمام الرضا، وهي تتمركز على ضفاف نهر قم، وتقع جنوب غرب العاصمة الإيرانية طهران التي تبعد عنها 125 كلم.

وتقدر مساحة محافظة قم 11 ألف كلم مربع، وتحدها مدينة طهران شمالا وأصفهان جنوبا ومدينة أراك غربا ومحافظة سمنان شرقا، وترتفع بنحو 930 م فوق مستوى سطح البحر، ويتسم مناخها الصحراوي بقلة الأمطار.

ويصل عدد سكان مدينة قم إلى 1.1 مليون نسمة (حسب إحصائيات عام 2011)، وهم خليط من شتى الأعراق.

3- تاريخ المدينة:
تأسست مدينة قم على يد الأشعريين الذين هاجروا من الكوفة إثر ضغوطات وملاحقات الحكام الظلمة المعادين لأهل بيت ولشيعتهم ومحبيهم.

كانت هجرة الآشوريين إلى قم عام 84 أو 94 هجرية. وبذلك كانوا أول من نشر التشيع في إيران. وكانت قم في قسمين عجمي وعربي، ويسمى القسم العجمي بـ (كوميدان) والقسم العربي حتى يومنا هذا يسمى بـ(عربستان) أو حسين آباد. وقد تمصّرت بحلول السيدة فاطمة المعصومة، فاطمة بنت موسى بن جعفر (الإمام السابع من أئمة الشيعة الجعفرية الاثني عشر)، حيث دفنت بها وبني على مرقدها روضتها سقيفة من البواري.

ويرى الشيعة أن قم هي أول مدينة أعلنت تشيّعها في إيران، وذلك في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وهي تأتي- لدى شيعة إيران- في الرتبة الثانية من حيث "القداسة" بعد مدينة مشهد. ويقولون إنها كانت بذلك أول مركز علمي شيعي، كما مثلت بؤرة دائمة لمعارضة "الخلافة السنية" عبر عصورها، ومنها انطلق نشر المذهب الشيعي في البلاد.

4- أهم المزارات:
من مزارات مدينة قم المقدسة: وتوجد في مدينة قم المقدسة العديد من المزارات للسادة من ذريّة الرسول صلى الله عليه وآله والعلماء والصلحاء والإعلام ومراجع الدين قدس الله سرهم.

ومنها: مرقد علي بن الإمام الصادق، ومرقد السيد موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد، ومسجد جمكران، ومرقد الشيخ على ابن بابويه، ومرقد زكريا بن آدم الأشعري من أفاضل أصحاب الإمام الرضا، ومرقد جعفر بن قولويه أكثر الرواة عن أهل البيت، ومرقد على بن إبراهيم القمي صاحب التفسير.

ومن معالم المدينة كذلك "سوق قم" الأثري ذو الهندسة المعمارية الفريدة، ومجموعة من القلاع التاريخية مثل "قلعة سام آباد" و"قلعة مظفر آباد"، إضافة إلى ما يُسمى "خانات قم" التي يعود تاريخها إلى عهد الساسانيين قبل الإسلام.

5- المكانة العلمية
ومنذ العصر الصفوي تزايدت المكانة العلمية والدينية لـ"حوزة قم"، فأصبحت مركزا للمرجعيات العلمية الشيعية التي توجه أتباع المذهب الجعفري وتقودهم عبر العالم، من خلال مجموعة كبيرة من المؤسسات والمدارس العلمية التي يزيد عددها على ستين مؤسسة ومدرسة يدرس فيها عشرات الآلاف من الطلاب، ونحو 15 مؤسسة دراسات، وأربعين دار نشر باللغتين الفارسية والعربية.

ويرى سدنة "حوزة قم" أن رسالتها الأساسية تتلخص في تنشئة وتخريج المراجع الدينية والقضاة وأولياء الأمر "حتى ظهور المهدي المنتظر"، ولذلك كانت الحوزة هي التي أنشأت ودعمت نظام الجمهورية الإسلامية الذي قام بعد الثورة بقيادة مؤسسة "الولي الفقيه".

ومن أشهر معالمها الدينية "المدرسة الفيضية" التي تعتبر "المدرسة الأم" في حوزة قم، بعد أن تأسست في عهد الصفويين، وذاعت شهرتها عام 1963 عندما شهدت صدامات عنيفة بين رجال الدين وقوات الشاه الإيراني آنذاك، عُرفت بـ"ثورة 15 خرداد".

وبعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979، لعبت الحوزة الشيعية في قم دورا رياديا في التأثير على الشيعة في العالم، خاصة العراق ولبنان ودول الخليج وسوريا من خلال استقطاب عشرات الآلاف من الطلبة الشيعة من جميع أنحاء العالم، وأيضا لعبت الحوزة الشيعية فيها دورا هاما في إسقاط النظام الملكي في إيران".

6- شكل الدولة
أما عن شكل الدولة المتوقع فاقترح زادهوش، أن تصبح قم دولة ذات سيادة وحدود جغرافية مميزة، ويصبح لها علم ودستور خاص وتقبل دخول سفراء دوليين من الدول الأخرى.

وحول العلاقات الدولية لما أسماها "دولة قم الشيعية"، قال زادهوش: "بعدما يتم تأسيس دستور خاص للدولة، ستقوم المجاميع الدولية بالاعتراف بها، وستقوم باستقبال السفراء والبعثات الدولية والدبلوماسية من جميع الدول في العالم".

ووصف رئيس جامعة المرتضى "دولة قم" بأنها ستكون فاتيكان الشيعة، قائلا إن "استقلالها على شكل دولة مستقلة، على غرار دولة الفاتيكان، سيجعل الحوزة الشيعية فيها دولة تقود جميع الشيعة في العالم".
الجريدة الرسمية