رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ولا عزاء للشعب السوري!


لا أعتقد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يقصد أن يتزامن تهديده بضرب سوريا مع عقد مؤتمر القمة العربية في الرياض.

الرجل ليس معنيا بمشاعر أصدقائه من الحكام العرب، وإذا ما كانت قراراته ستؤدي إلى إحراجهم أمام شعوبهم، أو ربما تفجر مشاعر الغضب الشعبي ضدهم.


ولو كان الرئيس الأمريكي يقيم أي اعتبار لردود الأفعال العربية، ما كان قد أقدم على اتخاذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو القرار الذي لم يرفضه العرب وحدهم، إنما رفضه بالإجماع أعضاء مجلس الأمن.

ترامب يعلم جيدا أن بعض الدول العربية لا تخفي عداءها للدولة السورية، وربما تبارك قراره بضربها على أمل القضاء على النظام وإزاحة الرئيس بشار الأسد، وهو يعلم أيضا مدى حالة التردي التي وصل إليها النظام العربي، وأن كل دولة غارقة في أزماتها التي كادت أن تصبح أزمات وجود، ولم يعد بمقدور أي منها النظر خارج إطار تلك الأزمات، وبذلك خرجت القضية السورية منذ سنوات من اهتمام الأنظمة العربية، ولم يعد بمقدورها التعامل معها، ما أفسح المجال أمام القوى الإقليمية والدولية، لاقتحام الملعب والتوافق حول نصيب كل منها من التورتة السورية في ظل غياب كامل للإرادة العربية.

تركيا لا تتوقف عن محاولات التوسع باحتلال مدن سورية، قواتها تقتل وتشرد آلاف السوريين، وترفع العلم التركي فوق مدينة عفرين وتجبر أطفالها على التغني ببطولات أردوغان الزعيم المفدى.. وحامي حمى المسلمين في العالم أجمع، ويلقي احتلاله لمدن سورية ترحيبا من جماعات الإخوان التي تبارك الاحتلال، على أساس أنه خطوة على طريق إعادة الخلافة الإسلامية وإقامة دولتها الواحدة.

وإيران تدعم النظام السوري ليس حبا في الشعب إنما سعيا وراء امتداد نفوذها إلى الدول العربية، وقد استطاعت بالفعل وفق تصريح وزير خارجيتها أن تمد نفوذها إلى أربع دول عربية، وروسيا كانت تحلم أن تصل إلى البحار الدافئة، ونجحت في إقامة قاعدة بحرية.. وأخرى جوية على أرض سوريا، وهي تدافع عن مصالحها.. وعن وجودها على الأراضي السورية.

أمريكا تسعى إلى تقسيم سوريا، والسيطرة على آبار النفط، وحماية إسرائيل من وجود قوات إيرانية على حدودها، والقمة العربية ستكتفي في أحسن الأحوال بإصدار بيانات الشجب والإدانة.

تحالف الجميع ضد الدولة السورية، الأشقاء الذين أسهموا في تمويل الإرهابيين.. ومنهم من اتخذ موقف المتفرج، والأصدقاء الذين يبحثون عن مكاسبهم والأعداء الذين يحافظون على أمن إسرائيل.. ولا عزاء للشعب السوري.
Advertisements
الجريدة الرسمية