نقيب الضيافة الجوية: الشركات الخاصة تعاملنا كالعبيد.. والراكب المصري يعتبر الطائرة «عزبته الخاصة»

• لجأنا للرئاسة لدعمنا في إثبات الذات وننتظر صدور اللائحة التنفيذية لقانون حرية النقابات
• المضيف على الطائرة.. رجل المهام الصعبة "مسعف ودكتور نفسي ورجل إطفاء"
• عمل المضيف من أخطر المهن وليست كما يراها البعض
• واجبنا حماية الأعضاء والوقوف بجانبهم والمطالبة بحقوقهم
• لدينا 2000 عضو بالنقابة من أصل 4000 مضيف في مصر

تأسست نقابة الضيافة الجوية عام 2011، وتعد جزءا لا يتجزأ من منظومة الطيران المدني، وعمل المضيف على الطائرة من أخطر الوظائف نظرا للضغوطات التي قد يتعرض لها لممارسة تلك المهنة.. وانتشرت التعددية النقابية والتنظيمات، وتسببت في مشكلات لجهات معينة وأصحاب المنشآت، رغم توقيع مصر على الاتفاقية الدولية لحرية النقابات رقم 87 لسنة 48، فإن مصر لم تصدق عليها بعد أكثر من 50 سنة من تاريخ تأسيس النقابة.
صعوبات وتحديات كثيرة تواجه النقابة، تم سردها على طاولة الحوار مع نقيب الضيافة الجوية أسامة عبد الباسط للاطلاع على دور النقابة في الدفاع عن أعضائها والخطط المستقبلية خلال الفترة المقبلة.. وإلى نص الحوار:

متى بدأت الدعوة لإنشاء نقابة الضيافة الجوية؟
في 2011 تم الإنشاء وفقا للاتفاقية الدولية، وتم إجراء أول انتخابات في أبريل 2015، وأسفرت عن فوز المجلس الحالي برئاستي.

ماذا عن هدف المجلس من تأسيس النقابة؟
ضم جميع العاملين بالضيافة الجوية داخل وخارج مصر، وتضم النقابة 2000 عضو من العاملين داخل مصر من شركات الطيران المصرية "النيل للطيران، نسما، إير ليجر، مصر للطيران، إير كايرو"، من أصل 4200 مضيف، وتضم النقابة أعضاء من العاملين في شركات الخليج العربي، وبعض شركات الطيران الأوروبية.

وما دور النقابة تجاه العاملين بالشركات؟
تقديم الدعم لأعضاء النقابة من خلال توفير الحماية وأخذ حقوقهم، لكن ينطبق ذلك على المضيفين المصريين الخاضعين للقانون المصري، فمثلا لو حدثت مشكلة مع مضيف من قبل شركة طيران، فـوظيفتنا التفاوض والوقوف خلف المضيف، وإذا لم يتم التوصل إلى حل يتم رفع قضية من محامي النقابة على شركة الطيران، أما فيما يخص العاملين الخارج فيقتصر دور النقابة على تقديم الخدمات.

وماذا عن الخدمات المقدمة للمضيفين بشركات الطيران الخارجية؟
المضيف الجوي لديه هاجس خوف دائما، بشأن الصعوبات والمخاطر الناجمة عن الطيران، كحصول المضيف على عدم لياقة مهنية للطيران، فأي مضيف جوي له رخص طيران متعلقة بالطرازات التي يعمل عليها ونشرة طيران خاضعة للقانون، ويتم تجديد تلك الرخصة وفقا للكشف الطبي للمضيف كل عامين.
وكان لنا العديد من الوقفات مع المضيفين منذ تأسيس النقابة منها تعرض مضيفة على الخطوط القطرية للتحرش من جانب راكبين فوق الأجواء المصرية، وتواصلنا مع المضيفة لكنها فضلت التنازل عن القضية.


ماذا يحدث في حالة ظهور حالات مرضية على المضيفين؟
يتم سحب تلك الرخصة ويمنع المضيف من الطيران نهائيا ويتحول لوظيفة أرضية في حالة تأثير المرض على عمله بالطائرة، ويأتي هنا دور الخدمات من خلال وثائق تأمين عند حصوله على عدم لياقة للطيران، ووثائق تأمين يصرفها المضيف عند المعاش، ونحاول توفير تأمين طبي له ولأسرته، فشركات الطيران الخارجية تؤمن على المضيف فقط طبيا، وكذلك نوفر لهم عروضا سكنية.

دور النقابة في دعم اقتصاد الدولة؟
دعمنا حملة "عشان تبنيها"، ولأن النقابات ليس لها توجهات سياسية، إلا أن الظروف الحالية الاستثنائية التي تمر بها البلاد، دفعتنا لتأييد مبادرة دعم الرئيس، ودعينا أعضاءنا للمشاركة في الحملة.

نعود إلى عمل المضيف ورخصة الطيران، نريد توضيح نوع الأمراض التي تمنع المضيف من مزاولة رخصة الطيران؟
المضيف معرض لأمراض كثيرة منها أمراض الخشونة والعظام والفيروسات التي قد تنقل إليه من خلال التعامل مع ركاب من بلدان وجنسيات مختلفة، إلى جانب الإصابة بالديسكات أو انزلاق غضروفي، وتلك الأمراض قد تعوقه عن الطيران، فضلا عن الضغط الجوي الذي يتعرض له باستمرار، فسلامة المضيف من سلامة الركاب فهو المرشد لإنقاذ الركاب في حالة وقوع حريق.

النقاط التي يتضمنها الكشف الطبي للمضيف؟
بعد أن يقوم المضيف بالتقدم لشركة الطيران يخضع لكشف طبي يضمن النظر والطول والوزن، وأن لا يكون لديك أمراض تعوقك في أداء عملك كمضيف، ومهنة المضيف شاقة ومتعبة بعكس ما يراه المواطنون، حيث إن المضيف في ثوان يتحول لرجل إطفاء ومسعف في حالة إصابة راكب بوعكة صحية.

هل سبق أن تعرضت لإحدى تلك الحالات؟
في 2003 كنت أخضع للكشف الطبي الروتيني العادي، وبعد الانتهاء من الكشف الدكتور قال لي انت نسبة الهيموجلوبين عندك منخفضة، وتأخذ إجازة لمدة 20 يوما لحين إعادة النسبة لطبيعتها، فكان ردي عليه أنا بتحرك عادي ومفيش أي مشكلة، فكان رده انخفاض الهيموجلوبين هيخليك تشعر بدوران وإغماء وبالتالي ستهبط الطائرة اضطراريا وهو ما يكلف شركات الطيران الكثير.


المؤهلات الواجب توافرها في المضيف الجوي؟
لكل شركة طيران معايير معينة على أساسها يتم اختيار المضيف الجوي، منها المظهر والابتسامة والثقافة، وأن يكون لديه وعي وقدرة على التواصل مع الركاب والعمل تحت ضغط ولديه القدرة على القيادة، والتغاضي عن مشاكلها الاجتماعية على الطائرة.

تفسيرك للهجوم الذي يتعرض له المضيفون المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي؟
الراكب في الخارج يلتزم بكل كلمة يسمعها من المضيف في الشركات الخارجية، أما بالنسبة لمصر فتشعر أن الراكب يقول: "أنا داخل عزبتي"، ويكون هناك تعنت من الراكب في تنفيذ تعليمات المضيف، دون محاولة التعاون معنا، وظيفتنا الأساسية راحة وسلامة الركاب، وبالتالي فإن عدم التزام الراكب بتنفيذ تعليمات المضيف خلال حدوث مشكلة على الطائرة قد يتسبب في حدوث كارثة.

يقال إن هناك حالات تعدِ مضيفين لفظيا على مسافرين، ما مدى صحة ذلك؟
مواقع التواصل الاجتماعي تسيء للمضيفين بشكل كبير، لكن شركات الطيران تضع قيودا وشروطا وتعليمات يجب أن يلتزم بها المضيف، لكن هناك كلام قد يصدر عن المضيف بحسن نية لكن الراكب قد يرى فيه إساءة ويصعد الموضوع بشكل مبالغ فيه، لكن الموضوع يختلف من شركات الطيران المصرية عن نظيرتها الخارجية، على سبيل المثال أصيبت طائرة بعطل فني في كندا لمدة 7 ساعات، وكان رد فعل الركاب الابتسامة في كل مرة يخبرونهم بمحاولة إصلاح العطل، الأمر كله ثقافة راكب، بعكس لو حدث ذلك الأمر في مصر قد يصل إلى التشاجر والتشهير على مواقع التواصل الاجتماعي.

في ضوء الصعوبات التي يواجهها المضيف هل هناك مقابل مادي مجزي؟
إذا وقع المضيف عقدا مع شركة طيران فأكيد هو راضي عن المقابل المادي الذي تم التعاقد عليه، وراتب المضيف يختلف من شركة إلى أخرى وفقا لساعات العمل ورحلات الطيران سواء كانت شارتر أو منتظمة، فالشارتر أقل في المصاريف بالنسبة للمضيف، حيث إن معظم المصاريف بالمصري، لأن وقت وصول ومغادرة الرحلة من مطار الهبوط لا يستغرق ساعة بعكس المنتظمة، وهناك اعتبارات أخرى تجعل مرتب المضيف مميزا، ففي حين المقارنة بين المضيف والوظائف الأخرى فأقصى درجة يصل إليها المضيف رئيس طاقم فهو في الأول والآخر مضيف، بعكس التدرج في الوظائف الأخرى.

متى يتم وقف التجديد للمضيف.. والسن المسموحة به للعمل؟
المضيفون يتعاملون معاملة العبيد في الشركات الخاصة، إلا في بعض الشركات القليلة جدا، بعكس القطاع العام حيث يبلغ سن المعاش للمضيف في الستين داخل مصر، بعكس الشركات الخارجية.

يقال إن المضيفين المصريين دائما يظهرون أمام المسافرين في حالات استياء.. فما ردك؟
لا تقارن بين الشركات المصرية والخليجية، فالأخيرة شركات رفاهية، بمعنى أن تلك الشركات تتعاقد مع مضيفين حديثي السن لمدة 5 أو 10 سنين ويتم تغييره بآخر أقل سنا، لكن المقارنة تكون مع شركات الطيران العملاقة لوفتهانزا الألمانية، حيث إن الأعمار فيها تتعدى ٦٠ سنة ولا مشكلة، فالموضوع شكلا وموضوعا ثقافة شعب.

لكل موظف عيوب ومميزات.. ماذا عن المضيف؟
المضيف الجوي إنسان مثل باقي البشر ولديه عيوب ومميزات، وعيوبه تتمثل في عصبيته على أهل بيته ومجتمعه، لكن مطلوب من المضيف التعامل بابتسامة.

أثيرت مؤخرا مشكلات في بعض شركات الطيران حول إلغاء شيفت المبيت بالنسبة للمضيف..ما تعليقك؟
في البداية يوجد نشرة طيران المدني خاصة بالمضيف وفقا لمنظمة الطيران المدني، فعدد ساعات التشغيل تلزم عدد ساعات راحة تحسب للمضيف لأنها تكون ضمن نطاق العمل، فساعات الراحة ضرورة ليكمل المضيف عمله كاملا، في حالة حدوث أي مشكلة فذلك يتطلب وجود المضيف في كامل لياقته لأداء مهمته، وشيفت المبيت ليس للتنزه بالنسبة للمضيف لكن للراحة لمواصلة عمله دون أخطاء.

نعود إلى تأسيس النقابة..إلى أي مدى وصلت النقابة للاعتراف بها كنقابة مهنية؟
بدأنا في مخاطبة الزملاء للانضمام إلى النقابة، وأي مشكلة كانت تواجهنا كنا نخاطب مؤسسة الرئاسة وكان هناك ردود إيجابية، ووفقا للاتفاقية الدولية هناك قانون 35 ل 76 الذي ينظم عمل الحرية النقابية، وذلك القانون كان عليه طعونات كثيرة، وتم صدور قانون 213 لسنة 2016، وتم اعتماده من الرئاسة، لكن اللائحة التنفيذية لم تصدر بعد، ووفقا لرؤيتنا قد نظل كيانا مستقلا كنقابة عامة للضيافة الجوية، لأن القانون اشترط أعداد معينة غير متوفرة فينا وهذا هو الاختيار الأول.

وما الاختيار الثاني؟
أن تنضم النقابة لكيان أكبر وهو اتحاد عمال مصر، وتم التواصل لمعرفة الشروط الانضمام، وهناك إطار آخر قمنا بدراسته في تحويل نقابة الضيافة الجوية إلى مهنية، وقمنا بإعداد مشروع قانون وتم عرضه على الجهات المختصة وفي انتظار رد مجلس النواب.

الدافع من كل تلك المحاولات دون التركيز على هدف واحد؟
نسعى أن يكون هناك أكثر من طريق ففي حالة فشل إحدى المحاولات يكون لدينا بديل آخر، واختيارنا الأول أن نكون نقابة مهنية الأمر الذي قد يتحقق خلال 6 أشهر، وفي ضوء ذلك سنترك العمل العمالي، وحاليا نحن نقابة مستقلة، وأبدينا تفاهمات لاتحاد عمال مصر، والمرجعية في ذلك هي صدور اللائحة التنفيذية لقانون 213 لسنة 2016.

في النهاية.. سبب توجيه النقابة خطاباتها للرئاسة دون مؤسسات الدولة الأخرى؟
لرفع الحرج عن المؤسسات الأخرى التي تنظر إلينا أننا نقابة غير شرعية.