رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ما بعد الانتخابات الرئاسية (١)


انتهت الانتخابات الرئاسية في مصر بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات.. وسوف تتفاوت الآراء حول تقويم نسبة ونوعية كل منهما للآخر.. وأرجو أن لا نستمر طويلا في الحديث حول هذا الأمر والظروف التي واكبت الانتخابات، وأن نتطلع لما ينبغى أن يكون من خطط وبرامج على المستوى المجتمعي العام نحو المرحلة المقبلة. 


كما أرجو أن لا ننشغل كثيرا أو قليلا، أو نلقى بالا لهذه الترهات التي تنبعث من هنا وهناك، وأن تكون هناك ثقة ويقين، وعدم اهتزاز، فهذا ما يريده أعداء مصر؛ على المستويين الداخلي والخارجي.. بالطبع يجب أن لا ننسى أن الانتخابات كانت على أعلى درجة من النزاهة والشفافية، الأمر الذي يعتبر مصدر فخر وتقدير واعتزاز بكل المؤسسات التي شاركت بالإعداد لها وإنجازها.

في البداية نحن في حاجة ماسة إلى بذر أهم عوامل البناء والتقدم والرقي في مجتمعنا، وهى الثقافة الإيجابية الرفيعة، وأن نبنى هذه الثقافة على محبة الوطن والسعي الدائم إلى تنميته وتقدمه ونهضته وتعزيز قدره ومكانته، فضلًا عن الدفاع عنه وحمايته من أي اعتداء.

هذه الثقافة يجب أن تبدأ في المدارس، والجامعات، ومراكز الشباب، وقصور الثقافة، والأندية الرياضية، والبرامج الإعلامية، فضلا عن المنابر في المساجد. لا بد أن يعي الجميع أن مصر هي قلب العروبة النابض، وأن نهضة العالمين العربي والإسلامي مرهونة بنهضة مصر؛ فمصر هي العمود الفقري لأمة العرب والمسلمين، وهي العمود الفقري أيضا لقارة أفريقيا. 

ولا بد أن نضع في عقولنا وحسنا ووعينا، ضرورة صعود هذا الدور يوما ما إلى المستوى العالمي، بل يجب أن نحلم بأن تكون مصر إحدى الدول العظمى التي يشار إليها بالبنان.. ولِمَ لا؟ نحن لا ننسى ما قاله حافظ إبراهيم، شاعر النيل، في قصيدته الرائعة "مصر تتحدث عن نفسها"، والتي كان عنوانها حين نشرت عام ١٩٢١ (مصر فوق الجميع): "أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائد عقدي"، وقوله: "أنا إن قدر الإله مماتي... لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي".

المهم أن نبدأ، وأن نتحلى بقوة الإرادة وعلو الهمة، والقدرة على مواجهة الصعاب.. ولنتذكر جيدًا في هذا الصدد ما قاله أبو القاسم الشابي، شاعر تونس العظيم: "ومن لم يتعلم صعود الجبال... يعش أبد الدهر بين الحفر".. هذا هو دور مؤسسات الدولة في المقام الأول، وفي مقدمتها- بالطبع- رئيس الدولة.. ولا شك أن هناك دورا آخر مهما للغاية، لا يغيب عن بالنا، وأقصد به دور مؤسسات المجتمع المدني، من أحزاب، ونقابات، وجمعيات.. إلخ.
Advertisements
الجريدة الرسمية