رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سوريا ترسم خريطة العالم من جديد!


تخوض سوريا العربية حربًا كونية منذ ما يزيد على السبع سنوات، شارك في هذه الحرب ما يزيد على مائة دولة حول العالم، لكن الأصيل في هذه الحرب الكونية على سوريا كان العدو الأمريكى وأتباعه في أوروبا، خاصة العدو بريطانيا وفرنسا، هذا بالطبع إلى جانب العدو الصهيوني الذي تصب كل هذه الحرب في صالحه..


وبما أن العدو الأمريكى تاجر شاطر فلا يمكن أن يدفع دولارًا واحدًا من خزينته ولا خزينة أتباعه الأوروبيين ولا خزينة العدو الصهيوني في هذه الحرب على سوريا، وهنا فكر العدو الأمريكي في ممول للحرب فلم يجد غير الرجعية العربية، والتي تكن كل العداء لسوريا وقائدها المقاوم الذي وصفهم في واحدة من القمم العربية بأنهم أشباه رجال.

لذلك لم تنس هذه الدول هذه الكلمات إلى أن جاءت الفرصة للانتقام ورد كرامتهم المبعثرة، فكانت أموال النفط جاهزة لتمويل الحرب الكونية على سوريا، وبدأ العدو الأمريكي يخطط للحرب، فوجد أن أفضل طريقة هي الحرب غير المباشرة في إطار ما يعرف بالجيل الرابع للحروب، حيث قام باستخدام وسائل الإعلام التقليدية والجديدة كجنرال في الحرب، حيث قامت ومنذ اللحظة الأولى بالكذب والفبركات لتضليل الرأي العالم العالمي حول ما يحدث على الأرض العربية السورية وشيطنة الحكومة والجيش والقائد..

ثم استخدمت الفتنة الطائفية والمذهبية والعرقية لتفكيك النسيج الاجتماعى المتماسك للمجتمع العربي السورى في محاولة لإشعال النزاعات الأهلية بين مكونات المجتمع الواحد، وأخيرًا جلبت المرتزقة من الجماعات التكفيرية الإرهابية من أكثر من 80 دولة حول العالم ليدخلوا الحرب بالوكالة عن العدو الأمريكى وحلفائه وأتباعه.

وبالطبع كانت الحدود المفتوحة للدولة السورية جاهزة عبر اتفاق تم بين العدو الأمريكى وأعداء سوريا، وانطلقت الحرب بهدف التخلص من آخر معاقل القومية العربية، حيث يقف المشروع القومى العروبي المقاوم ورغم ضعفه الشديد حجرة عثرة في وجه المشروع الأمريكى – الصهيونى المعروف بالشرق الأوسط الجديد، والذي يسعى إلى تقسيم المقسم وتفتيت المفتت داخل منطقة الشرق الأوسط..

فسوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي لم يستطع العدو الأمريكى من ترويضها، وظلت شوكة في حلقه تؤرقه طوال الوقت، فلم يتمكن من عقد صلح بينها وبين العدو الصهيونى، ولم يستطع تكبيلها بالديون كما فعل مع الآخرين، ولم يستطع أن يغزوها ثقافيا فظلت محافظة على نهجها العروبي المقاوم، ولم يستطع أن يجعل تسليحها أمريكيا خالصا فيتمكن من ابتزاز جيشها وحرمانه من السلاح، لذلك كله كانت الحرب واجبة.

وبدأت الحرب وقررت سوريا منذ اليوم الأول أنها لن تستسلم، وأعلن الرئيس الأسد بوضوح شديد أنه سيخوض الحرب إلى نهايتها على المستويين "الميدانى والسياسي"، وأكد أن الجيش العربي السوري سيخوض المعارك في مواجهة جيوش العدو الأمريكى من الجماعات التكفيرية الإرهابية على كامل الجغرافيا السورية، ولن يترك إرهابيًا واحد على هذه الأرض الطاهرة المقدسة، ورغم ذلك سوف نمد أيدينا بالسلام، وسوف نجلس على طاولة المفاوضات السياسية مع كل الأعداء لكن بشروطنا نحن أصحاب الحق، ودون تفريط في سيادتنا أو قرارنا.

وعبر السبع سنوات الماضية وهى عمر الحرب الكونية على قلب عروبتنا النابض، تمكنت سوريا من هزيمة العدو الأمريكى على كل الجبهات، فالجيش العربي السورى تمكن من هزيمة الجيوش التكفيرية الإرهابية الأمريكية بشكل أذهل الأمريكى وأفقده صوابه، وكانت معركة الغوطة الشرقية فاصلة وحاسمة في عمر الحرب..

وعندما تأكد العدو الأمريكى أن جيوشه التكفيرية قد هزمت على الأرض، وأن مشروعه التقسيمي والتفتيتى قد فشل ويحتاج إلى مزيد من الوقت لتحقيقه، وقد يمتد ذلك إلى سنوات طويلة قادمة قرر أن يتخلى عن فكرة الحرب غير المباشرة ويخوض الحرب بنفسه بشكل مباشر، وبالطبع كان يتطلب ذلك قرارًا دوليًا عبر مجلس الأمن فكانت حجة الكيماوى المفبركة المزعومة.

لكن العدو الأمريكى قد نسي أن سوريا كانت تخوض معه معركة أخرى سياسية تمكنت عبرها من إعادة استنهاض الصديق الروسي ليعود عبر السبع سنوات إلى الساحة الدولية من جديد كقوة عظمى موازية لقوة العدو الأمريكى، وبذلك دخل العالم بفضل سورية مرحلة جديدة تمامًا، فبعد انتهاء الحرب الباردة بين العدو الأمريكى والصديق السوفيتى في مطلع التسعينيات من القرن العشرين انفرد العدو الأمريكى بالساحة الدولية وتوج نفسه عليها كقطب أوحد، لكن الأزمة السورية أخرجت الدب الروسي من محنته وعاد ليلعب دوره الطبيعي كقطب آخر موازٍ على الخريطة الدولية، وبالفعل تصدى الصديق الروسي عبر الفيتو في مجلس الأمن للعدو الأمريكى لمنعه من مواصلة العدوان والحرب على سوريا.

لكن مع الانتصارات المدوية للجيش العربي السوري في الميدان على الجيوش التكفيرية الإرهابية، والانتصارات الموازية على الساحة السياسية بالقيادة الحكيمة للرئيس بشار الأسد والانتصارات الدبلوماسية بقيادة الدكتور بشار الجعفري في كل الساحات الدولية جعلت العدو الأمريكى يقرر دخول الحرب بدون قرار دولى من مجلس الأمن، وبالفعل كان العدوان الثلاثى الفاشل الذي جاء كنوع من حفظ ماء الوجه من قبل العدو الأمريكى ليحفظ هيبته المفقودة على الساحة الدولية..

وما تبعه من ردود أفعال أكدت وأظهرت بوضوح وجلاء أن سوريا خاضت وحدها هذه الحرب وانتصرت وحلفاؤها على العدو الأمريكى وكل من ساعده في هذه الحرب سواء بالمشاركة أو التمويل أو تسهيل استخدام الأرض للعدوان أو الموافقة على العدوان أو الصمت والخرس عن إدانة العدوان والتنديد به، ومن هنا يمكن القول إن انتصار سوريا قد قلب كل موازين القوى الدولية، ويبشر الآن برسم خريطة عالمية جديدة.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
Advertisements
الجريدة الرسمية