رئيس التحرير
عصام كامل

داليا حمدي تكتب: التعليم في مصر «جعجعة بلا طحين»

فيتو

ما يحدث في مدارسنا اليوم أمور تدعو للعجب والذهول، فالمدرسة التي كانت دوما بيتا للتربية ومنارة للتعليم لم تعد ذلك ولا ذاك!
تربينا على أن مدرستُنا هي نبراس للعلم وصرح لنقل الثقافة التي تضم القيم والمعايير وبيئة خصبة لتنمية شخصية الطفل، وتعديل سلوكه فهي تقف كتفا بكتف بجانب البيت لخروج نبتة صالحة للمجتمع.


ولكن ما نشاهده اليوم حقا شيء يدعو للذعر وينافي كل الأعراف والتقاليد والأساليب التربوية، مدرسة حكومية بالهرم تأتي برقاصات كفقرة في حفل تكريم المتفوقين وانتفضت الوزارة وعزلت مديرة المدرسة، ولكن سرعان ما انتشرت لقطات فيديو آخر بمدرسة في حفل متفوقين أيضا «لا أعلم ما علاقة الرقص بالمتفوقين» لطفلة لا تتجاوز الثامنة ترقص في مشهد تمثيلي على أغنية خليعة «رنة خلخالي» وترتفع أصوات الآباء والأطفال والمعلمين بالتصفيق! على أي انحدار أخلاقي تصفقون ،لا أعلم من أين أتت الجرأة لمعلم أو معلمة أن يدرب طالب على مثل هذا المشهد ليخرج بذلك الانحطاط.

وأخرى مدرسة بالدقهلية تقدم في الطابور مشهد ذبح طالب بالسكين دون أن يموت في فقرة «الساحر» في حفل يوم اليتيم والمحافظ يقوم بعزل مدير المدرسة ومسئول النشاط، ولو بحثت فالمشاهد كثيرة لا حصر لها.

نحن أمام انتكاسة تربوية، ونتيجة طبيعية لانحدار منظومة القيم في البيت المصري وبالتالي المدرسة، وأمام وزارة موكلة بالتربية قبل التعليم شعرت أنها فعلت ما عليها حينما أقالت شخصا، ولولا انتشار وسائل التوثيق السمعي البصري ومواقع التواصل الاجتماعي لنقل هذه المظاهر المشينة إلى العلن لتدق ناقوس خطر محدق، لا كانت شعرت ولا رأت.

اهتممنا بتطوير التعليم وتطبيق النظريات الحديثة، وأولت الوزارة اهتماما بأهمية النشاط فهو الوسيلة المبتكرة لغرس المعلومة وخلق بصمة تعليمية وتربوية في ذهن الطالب وحقا ذلك، لكن اهتمننا بتطبيق الاستراتيجيات ونسينا القائم بالاتصال نسينا قائد العملية التعليمية «المعلم» نسيناهُ تدريبًا وتطويرًا وانتقاء.

نجد أنه في النصف الثاني من العام 2016 قد تم عقد ستة مؤتمرات عن التعليم وتقديم حلول إبداعية، ناهيك عن مؤتمرين للشباب برعاية مؤسسة الرئاسة وبهما جلسات حوارية عن إصلاح التعليم، واضف عليهم مؤتمر «علماء مصر بالخارج»: مصر تستطيع الذي كان أحد محاوره الأساسية البحث عن حلول لمشكلات التعليم.

كل هذه المؤتمرات والأمر يزداد سوءا، أيها السادة المسئولون كفانا جعجعة بلا طحين نحن بحاجة إلى تنفيذ بحاجة إلى قيادات تربوية مختارة على أساس الكفاءة والإخلاص وليست اعتبارات أخرى.

حقًا يستوجب المشهد الوقوف طويلا أمام ما نحن ذاهبين إليه ،أمام مستقبل هذه الأجيال التي لا ذنب لها سوى أنها خرجت في زمن أصبح التعليم فيه «سبوبة» و«بطولات كلامية» كفانا تشدق بمصطلحات التطوير والحقيقة أننا نطبق شكلا فارغًا من محتواه.
الجريدة الرسمية