رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يكتب: نجوم متألقة

فيتو

في 16 أبريل عام 1959 صدر لأول مرة كتاب «ألحان السماء» للكاتب الصحفي محمود السعدني وحول هذا الكتاب كتب السعدني في مجلة صباح الخير عام 1962 يقول:

«قبل مطلع هذا القرن لم يكن لمقرئ القرآن سعر، وكان الأجر لا يزيد عن عشوة وأحيانا حتة بخمسة، وكان المورد الحقيقى للمقرئين هو القراءة في المقابر. كان المقرئ في هذا الزمان اسمه «الفقي» وكان الفقي الجيد هو الذي يقوم بالتدريس للطلاب في الكتاب، أما الفقي الخايب هو الذي يسعى على رزقه. لكن مع ظهور القرن العشرين ظهر معه فنان أدهش الناس بصوته وأدهشهم بطريقته الفذة في الأداء».

وتابع: كان الفنان الفذ الجديد شيخ معمم أصبح حديث المدينة كلها، ثم أصبح نجم مصر كلها وأجبر الأدباء والنقاد على الالتفات إليه حتى أن صديقه الشيخ البشرى كتب عنه فصولا في مجلة الهلال وفى جريدة الأهرام. هذا الفنان الذي أمتع الناس هو الشيخ أحمد ندا.. الذي طار صيته في كل مكان، وأصبح زينة كل مجلس وعمدة كل سهرة في بيوت كبار الفنانين والسياسيين والأدباء، وارتفع أجره إلى خمسين جنيها ثم مائة جنيها حين أتى إلى القاهرة.

وأضاف: معدن صوته كان معدنا نفيسا حتى أنه أصبح أشهر رجل في مصر وبيته مقصدا للجميع، من هنا أصبح للمقرئين سعرا ومكانة لكن لم تكتب للشيخ ندا الحياة لحين ظهور الإذاعة لذا ضاع صوته ولم يستمع إليه سوى أبناء جيله. ظهر بعد الشيخ ندا عشرات من المقرئين بعضهم ظل خالدا في قلوب الناس.. كل منهم له لون وله طعم لكن أعظمهم وأمجدهم الشيخ محمد رفعت الذي بدأ في جامع فاضل بدرب الجماميز، وأصبح مسجده مقصدا للزوار في الريف والمدن كل يوم جمعة.. فقد كان صوت الشعب، بالإضافة إلى ذلك كان الشيخ رفعت أول مقرئ قرآن يجتمع عليه أقباط مصر والأجانب.

واستطرد: ومع الشيخ رفعت ظهر عبقري آخر كان له أثر بعيد في التلحين والطرب وهو الشيخ علي محمود عالما بفن الموسيقى الشرقية ودارسا لفن الموسيقى الغربية.. فخرج من بيته أعظم الملحنين واشتهر منهم سيد درويش وزكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب، كما أصبح للشيخ على محمود تلاميذ منهم طه الفشنى وأبو العينين شعيشع.. وكان فريدا في صوته، رتل القران كاملا للإذاعة، ثم جاء بعده الشيخ مصطفى إسماعيل الذي سمعه الشيخ رفعت لأول مرة في مسجد السيد البدوى بطنطا، ثم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذي خرجت شهرته من مسجد السيدة زينب.
الجريدة الرسمية