رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اغتيال العقول.. كيف أفشلت إسرائيل حلم مصر النووي عبر التاريخ؟

الموساد الإسرائيلي
الموساد الإسرائيلي

كلما تأخر العرب وتراجعوا للوراء كلما شعرت دولة الاحتلال براحة داخلية وتيقنت أن مخططها يسير بسلام ولما كان العلماء عنصرا رئيسيا في نهضة الأمم رأى الكيان الصهيوني أنه من الضروري على القضاء على هذا العنصر لأنها لا تريد للبلاد العربية خيرًا وخاصة مصر، ولذلك لعب الموساد الصهيوني دورًا رئيسيًا في تصفية العلماء المصريين.


وفي آخر التقارير التي كشفتها وسائل الإعلام الأجنبية، يتجلى بوضوح دور الموساد الإسرائيلي في استهداف العلماء ليس فقط المصريين ولكن أيضًا الذين ساعدوا مصر في تطوير برنامجها الصاروخي وخاصة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

خوف الاحتلال

وعلى مدى عقود انتهج الموساد الإسرائيلي سياسة ثابتة لتنفيذ اغتيالات لأبرز العلماء العرب والمصريين الذين يشكلون النواة الحقيقية لأي مشروع علمي أو عسكري من الممكن أن يهدد دولة الاحتلال الإسرائيلي.

علماء ألمان

ووفقًا للتقارير فإنه في عام 1962 أضحت إسرائيل على كابوس مرعب عند إعلان مصر عن نجاح برنامجها الصاروخي وعلم الإسرائيليون أن "كلمة السر" في ذلك هو بعض العلماء الألمان الصفوة في عهد هتلر. وذلك لأن دولة الاحتلال اعتبرت مساعدة العلماء الألمان للمصريين يشكل خطرًا على الكيان الصهيوني.

ترهيب العقول

ومن بين الأسباب التي تجعل الموساد يقوم باغتيال العلماء هو ترهيب العقول والدول وردعهم عن مواصلة بحوثهم وتطوير برامجهم العلمية. ونتيجة لذلك وضع الموساد في حالة تأهب قصوى للدفاع عن إسرائيل والعمل على تحطيم الفكرة المصرية بتطوير قدراتها العسكرية التي تهدد تل أبيب.

الحصول على معلومات

ويرصد كتاب إسرائيلي بعنوان "النهوض والقتل أولا: التاريخ السرى للاغتيالات المستهدفة لإسرائيل، أن الموساد أرسل لعملائه في أوروبا في أغسطس عام 1962 رسالة تقول "نحن مهتمون بالحصول على معلومات، لو تبين أن ألمانيًا يعرف شيئا عن هذا وليس مستعدا للتعاون، نحن مستعدون لأخذه بالقوة وإجباره على الحديث، من فضلكم اهتموا بهذا لأننا يجب أن نحصل على معلومات بأى ثمن.

رفض أي مشروع نووي مصري

منذ الإعلان عن قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي في 1948، صب الجهاز تركيزه على مصر خاصة مع اهتمام القاهرة ببناء مفاعل نووي منذ 1963، بسبب خشية الاحتلال من امتلاك مصر قدرات نووية.

ومن بين ضحايا الموساد في هذه الفترة عالم الذرة المصري سمير نجيب، الذي تم اغتياله في الولايات المتحدة عام 1967 بعد قراره العودة لبلاده بعد حرب 1967.

وفي العام نفسه، أُلغي مشروع بناء أول محطة نووية مصرية، والتي فازت بها شركة أمريكية.

المحطة الثانية في منتصف السبعينيات وبداية الثمانينيات، حيث استهدف الموساد تدمير المشروع النووي العراقي، الذي استقطب خبرات دولية، من بينهم عالم الذرة المصري يحيى المشد.

الرعب من الصواريخ المصرية

وشن الموساد بحسب التقرير الأجنبي حملة شرسة تضمنت عمليات تخويف وترهيب وتهديد للعلماء الألمان وعائلاتهم في محاولة للحصول منهم على أي معلومات بشأن الصواريخ المصرية بسبب الرعب منها.

ويزعم التقرير نقلا عن الكتاب الإسرائيلي أن عملاء الموساد استطاعوا اختراق مباني البعثات الدبلوماسية والقنصليات المصرية في عدد من العواصم الأوروبية لتصوير الوثائق. وكانوا قادرين أيضا على تجنيد موظف سويسرى يعمل في مكتب مصر للطيران بزيورخ، وساعد الموظف السويسرى عملاء الموساد بالحصول على حقائب البريد ليلا مرتين أسبوعين وأخذها إلى منزل آمن، وقاموا بفتحها وتصوير محتواها ثم أغلقوها مرة ثانية بواسطة خبراء لم يتركوا أي دليل على فتحها قبل أن يعيدوها إلى مكتب الشركة. وبعد فترة قصيرة نسبيا، أصبح لدى الموساد فهم أولى لمشروع الصواريخ المصرى ورؤسه.

وعلمت إسرائيل أن اثنين من العلماء المعروفين دوليا، وهو الدكتور يوجين سانجر، وولفجانج بيلز، على رأس فريق العلماء، اللذين يتولون برنامج الصواريخ المصرية.

وبعد الحرب في ألمانيا، كانت الظروف وقتها ضد هؤلاء العلماء، الذين بحثوا بدورهم عن مكان آخر للعمل، فقاموا بالتواصل مع السلطات المصرية في ذلك الوقت وعرضوا عليهم تجنيد وقيادة بعض العلماء لتطوير صواريخ أرض أرض طويلة المدى.

ويوضح التقرير أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وافق وعين واحدا من أقرب مستشاريه العسكريين ويدعى "عصام الدين محمود خليل"، مدير مخابرات القوات الجوية السابق ورئيس قسم البحث والتطوير في الجيش المصرى لتنسيق البرنامج.

وكشف التقرير عن قيام عملاء الموساد باختطاف أحد العلماء الألمان المشاركين في برنامج الصواريخ المصري ويدعى هانز كروج، وتم نقله إلى إسرائيل ثم سجنه في أحد الأماكن التابعة للموساد وتعرض للتعذيب وظل صامتا في البداية لكنه اعترف فيما بعد، كما عرض كروغ العودة إلى ميونيخ والعمل كعميل للموساد.
Advertisements
الجريدة الرسمية