رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قمة عربية انتهت!


رغم أنني أكتب مقالي هذا عن القمة العربية قبل أن تنعقد، فإنني لا أغامر عندما لا أعول الكثير على قراراتها.. ليس لأنني كان في مقدوري توقع هذه القرارات مسبقًا قبل انعقاد القمة من خلال متابعة مناقشات وزراء الخارجية العرب وما انتهوا إليه حول مشروع البيان الختامي للقمة، وإنما أتابع بأسى عميق حجم الانقسام الذي اعترى البيت العربي، وأدى إلى اختلاف الأشقاء العرب في الكثير من الأمور والقضايا العربية..


كان آخرها ذلك الانقسام العربي حول الموقف من الضربة الصاروخية الثلاثية (الأمريكية- البريطانية-الفرنسية).. ففي الوقت الذي ترحب فيه بعض الدول العربية بهذه الضربة، ومن بينها الدولة التي تستضيف القمة، فإن هناك دولا عربية أخرى، نددت بهذه الضربة واعتبرتها عدوانًا تعرضت له دولة شقيقة يتعين مساندتها..

وإذا كانت القضية الفلسطينية قد نجت من هذا الانقسام العربي، عندما اتفقت الدول العربية على حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على حدود يونيو ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بمبادرة السلام العربية، فإن الالتزام عمليًا بذلك من قبل كل الحكومات العربية ليس أمرًا مضمونًا، في ظل ما نشاهده ومنذ سنوات من اتصالات عربية مع إسرائيل وقبل التوصل إلى حل للمشكلة الفلسطينية.

ولعل السبب الرئيسي لهذا الانقسام العربي هو الخلاف حول تحديد العدو الرئيسي للعرب، وبالتالي حول التحدي الأهم والأخطر الذي يواجه العرب، والذي يتعين أن يكون الأولى بالاهتمام من قبل الدول العربية.. ولذلك وجدنا خلافات بين الدول العربية في تقدير المصالح المشتركة.. بل وجدنا دولا عربية ترى أن مصالحها تتناقض مع مصالح أشقائها العرب وتتوافق مع مصالح قوى عالمية توفر لها الحماية أو قوى إقليمية توفر لها الدعم.

وهكذا في ظل هذا الانقسام العربي يصعب توقع أن تسفر قمة عربية عن قرارات قوية وليس مجرد بيان تمت صياغته بعد جهد دبلوماسي ليغطي على خلافات حقيقية.. وهذا أمر صار يدركه الرأي العام العربي.
Advertisements
الجريدة الرسمية