رئيس التحرير
عصام كامل

امرأة بألف رجل في البحيرة !


تحظى المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، بشعبية كبيرة داخل المحافظة، منذ تعيينها نائبا لمحافظ البحيرة، عام 2013، ثم تعيينها في فبراير 2017 محافظا للبحيرة، وهي أول امرأة يتم تعيينها في هذا المكان، والحقيقة أن هذا القرار لم يأت من فراغ، ولم يكن الاختيار الغرض منه أي امرأة والسلام، بل كان الغرض منه اختيار سيدة صاحبة تجربة في الإدارة والقيادة وتحقيق نجاحات خلال مشوارها الوظيفي.
 

المهندسة نادية عبده لم تخذل من راهنوا عليها ووضعوها في هذا الاختبار الصعب، بل أثبتت أنها صاحبة تجربة فريدة في الإدارة، تعطي مساحة كبيرة للعاملين معها، ثم تحاسبهم على النتائج، لا تضع جميع المفاتيح في يديها، هي تمسك بكل الخيوط وتتابع الموقف عن قرب، تعرف متى تتدخل ومتى تترك الفرصة لصناعة صف ثان من القيادات، قدرتها على اختيار مساعديها تبقى بين أهم ما صنعته داخل البحيرة، منذ تعيينها استطاعت أن تزيل الكثير من الغبار على مساعديها الذين أبهروا الجميع بقدرتهم على العطاء والإنجاز.

مع بداية تعيينها حاول البعض أن يروج أن محافظة البحيرة أصبحت بلا محافظ، وأن المكان أصبح شاغرا حتى يتم تعيين محافظ جديد، فكيف لسيدة تدير محافظة كبيرة تضم 16 مركزا، يقطنها أكثر من سبعة ملايين مواطن وبها الكثير من الأزمات والمشكلات المزمنة التي فشل الكثيرون في حلها على مدى سنوات طويلة، وأن يومها الوظيفى سينتهى مع الواحدة ظهرا، وأنها لن تغادر جدران مكتبها وأنها ستلتقى أبناء المحافظة في المناسبات الرسمية. 

إلا أن هذه السيدة التي أثبتت أنها بألف رجل وليس مائة رجل كما يقول المثل الدارج، خذلت أعداءها، وخيبت ظن من تمنوا لها الفشل، فهى موجودة في كل مكان تسبق الجميع في الذهاب إلى مكتبها تتواجد في الشارع قبل الكل، فتحت الملفات المسكوت عنها، كل من يحب هذا الوطن ويؤدي مهمته بنجاح تضعه بجوار قلبها وكل من يقصر فى عمله تضعه في المكانة التي يستحقها.

تؤدى واجبها بهدوء الأم وحماس الشباب وقتال الأبطال، لا تعرف للمستحيل طريقا على مدى أكثر من عام، أنجزت ما لم يتم إنجازه على مدى عشرات السنين، تعرف ماذا يريد أبناء البحيرة؟ وعملت على تحقيقه بكل جهد ومثابرة، تجربة هذه السيدة تستحق أن يتوقف أمامها الجميع فهى سيدة بألف رجل وليس مائة رجل فقط.

الجريدة الرسمية