رئيس التحرير
عصام كامل

محمد رشدي يكتب: ظاهرة فريدة في الغناء

فيتو

في مجلة الكواكب في أبريل عام 1977 كتب المطرب الشعبى محمد رشدى مقالا بعد وفاة المطرب عبد الحليم حافظ بأيام قال فيه:


في عام 1952 كنت أقف في ميدان التوفيقية مع اثنين من الملحنين هما عبد الفتاح بدير وفؤاد حلمى، ومن خلال الإذاعة استمعت إلى برنامج شهير كان يقدم المواهب الشابة في دنيا الطرب.

وغنى المطرب الشاب عبد الحليم حافظ أغنية من ألحان أحمد صبرة، وعجبنى صوته ولما قابلته قلت له: تعرف أن فيك حاجة من حليم الرومى ؟. وكان حليم الرومى من المطربين المعروفين آنذاك وهو والد المطربة ماجدة الرومى.

وما إن قلت ذلك حتى انفجر عبد الحليم وثار ثورة عارمة وقال (أنا مش زى حد.. أنا لى لون خاص)، ومن يومها تنبأت له بمستقبل كبير لأننى أدركت مدى ذكائه وحرصه على أن يتفرد بلون جديد.. وصدقت نبوءتى وأصبح عبد الحليم بعد سنوات قليلة ظاهرة فريدة في عالم الغناء.

والسؤال الذي بات يشغل الناس الآن: لماذا عاشت أغانى عبد الحليم وازدادت تألقا حتى بعد رحيله.. في حين أن كثيرا من الأغانى اليوم تموت بعد ولادتها بأيام؟ والإجابة في رأيى ترجع إلى أن حليم كان يعزف الأغانى قبل أن يغنيها، يبحث عن الجديد يتابع الحركة الفنية بعيون فاحصة واعية، والأعم من ذلك أنه كان مؤمنا بقضية الغناء في حين أن مطربى اليوم يعتبرون الغناء مجرد وسيلة للثراء الفاحش.
الجريدة الرسمية