رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريو كوريا.. في سوريا!


الوصول بالصراعات السياسية إلى حافة الهاوية يكون أحيانا الطريق إلى حلها بالتفاهم والتفاوض وتكون الوسيلة المعروفة للحصول على مكاسب سياسية بغير استخدام القوة.. وربما كان هذا ما أراده ترامب وكان الاستعداد الروسي والكبرياء السوري ردا عليه استعدادا لما بعد هذه "التهويشات" ولكن..


ربما كان ترامب جادا في تهديداته وأن الانتصارات السورية تسببت له في هيستريا أدت لانفعاله الذي نراه رغم أنه هو تاريخيا كان ضد التدخل في سوريا فما الحل في مواجهة التهديد بشكل جاد وحقيقي؟

نقف جميعا أمام نموذج تمت تجربته وحقق مع ترامب نفسها وأمريكا نفسها نجاح باهر.. وهو الحل الكوري الشمالي الذي هدد بأن الجميع سيدفع الثمن أن اقتربت أمريكا من كوريا الشمالية.. وكان التهديد أولا ضد حلفاء أمريكا من جيران كوريا وهما اليابان وكوريا الجنوبية بإبقائهم تحت تهديد الصواريخ الكورية المدمرة واستمر الوضع حتى طورت كوريا صواريخها لتصل إلى حدود أمريكا ذاتها!

أمريكا وقفت عاجزة.. ووقتها قلنا إن ترامب هو الذي في ورطه وليس العكس فالصواريخ الكورية منتشرة في كل انحاء البلاد بل وتم توزيع إعداد كبيرة منها على القطع البحرية الكورية واغلبها يتحرك باستمرار ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل تم تحميل الغواصات بعشرات الصواريخ العابرة وأصبح أي قصف أو حتى تدمير العاصمة "بيونج يانج" نفسها لن يجدي فالتعليمات هي إطلاق الصواريخ على أهدافها في الدقيقة الأولى لأي عدوان أمريكي!

النموذج بأكمله يمكن نقله إلى منطقتنا.. بل يجب نقله حرفيا وأن يكون العدو الإسرائيلي بدلا من اليابان وكوريا الجنوبية وأن تؤكد سوريا علنا وصراحة أن هذه الدولة المجرمة ستكون أول من يدفع ثمن أي عدوان عليها.. الآن يقوم الجيش السوري وعلي سبيل الاحتياط بتغيير مواقعه وإخفاء صواريخه وطائراته في تحصينات قوية مع تغيير دائم لمنصات الصواريخ المتحركة وهو ما يتطلب رقابة من الأقمار الصناعية الأمريكية لتحديد أهداف الضربة التي من الممكن جدا أن تكون مدنية كما تعودنا.

ونكون في غني عن كل ذلك لو تم الإعلان عن ذلك.. وكثيرون من العروبيين والداعمين لسوريا الحبيبة طالبوا بضرب إسرائيل بالفعل لكن تبقي أهداف أخرى من ذلك.. أولها التعاطف الكبير الذي سيتضاعف مع سوريا وثانيا سيتم التأكيد على استمرارها رمزا للصمود أمام إسرائيل وأمريكا كما انها الفرصة الأهم لإبراز مصداقية حلفاء سوريا في العداء مع العدو الإسرائيلي !

الصواريخ كثيرة.. واتجاهها إلى أهدافها في تل أبيب أو نهاريا وباقي مدن فلسطين المحتلة، سيغير المعادلة كلها والزعم أن ذلك يرفع درجة التصعيد فالدرجة مرتفعة بالفعل!
إسرائيل تستحق القصف حتى بغير أي سبب.. فما بالنا والأسباب موجودة!
الجريدة الرسمية