رئيس التحرير
عصام كامل

الإهمال الطبي يغتال حياة «نجلاء».. أجرى لها عملية تنظيف بعد الإجهاض.. ثقب الأمعاء والرحم ينهي حياتها.. الأهل يطالبون وزير الصحة ونقيب الأطباء بالتدخل.. وخوف من تكرار الكارثة

فيتو

قال القدر كلمته، واختطف الموت "نجلاء"، السيدة الثلاثينية، تاركة خلفها طفلة يانعة، لم تتجاوز السنوات الثلاث، واحتار الأهل هل يقومون بتصعيد المشكلة، خاصة أن الوفاة لم تكن عادية، بل وراءها إهمال طبيب، وتقصير بالغ، أم يتركون الأمر لعدالة السماء، لا سيما أن الوفاة مرت عليها أيام عدة، وغالبًا ما ستكون الجثة قد تحللت، أو على الأقل الأمعاء، وهي بمثابة دليل الاتهام.. البعض رأى في الخيار الثاني استسلامًا.


ولكي نستطيع الحكم نستعرض المأساة من البداية...

بداية القصة
الضحية اسمها "نجلاء عبد الله توفيق".. حملت بطفل، وبدلًا من أن يكون ذلك مبعثًا للسرور في الأسرة، بدأت من لحظتها الكارثة؛ فقد أصيبت "نجلاء" بإجهاض، وفقد الجنين، حملها الأهل إلى طبيب نساء وتوليد في أبو رجوان القبلى بالجيزة لإجراء عملية تنظيف للرحم، وهي عملية سهلة وروتينية إلا أن النتيجة كانت إصابتها بثقب في الرحم والأمعاء، ومع ذلك خرج الطبيب على أهلها ليخبرهم أن كل شيء على ما يرام.

آلام شديدة
وفي المساء، شعرت نجلاء بآلام شديدة في المعدة فتوجهوا بها لنفس الطبيب فأخبرهم أن هذه الآلام سببها تأثير المخدر، وظلت السيدة الثلاثينية تعاني وذهبت له في اليوم التالي ليردد نفس الكلام.

وبعدها لم تستطع "نجلاء" تحمل الآلام، فذهبت مع زوجها لطبيب آخر، فأجرى لها أشعة وتحاليل، فكانت الطامة الكبرى عندما أخبرهما الطبيب بإصابتها بثقب في القولون وآخر في الرحم، وأن الصديد والمخلفات تسربت في المعدة، ولا بد من عرضها على جراح فورا.

خطورة الحالة
أسرع أهل "نجلاء" لمستشفى قصر العيني، فأكد أطباؤه خطورة الحالة، وحتمية توقيع إقرار من أهلها بتحمل مسئولية إجراء عملية فوافقوا مضطرين، ولكن توفيت "نجلاء" بعد توقف عضلة القلب، تاركة طفلتها.

"سعيد هلال"، أحد أقارب الضحية، يقول: «بعد الوفاة بدأنا التحرك لأخذ حق نجلاء من الطبيب المهمل، وخاصة أنها لم تكن أول حالة، فما أكثر ضحايا هذا الطبيب، وعلى رأسهن سيدة أصيبت بفقدان الذاكرة، ولكن الطرق جميعها أغلقت أمامنا، بعدما طالبنا بتشريح الجثة، فقد همس في آذاننا بعض المسئولين والموظفين بأن الطب الشرعي لن يستطيع إثبات حقنا، بعد تحلل الأمعاء».

لم يملك الأهل سوى التوجه باستغاثة إلى كل من وزير الصحة، ونقيب الأطباء لمحاسبة الطبيب المهمل، الذي تسبب في تلك المأساة.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية