رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وصف مصر بالكلمة والكاميرا في «حكاوى القهاوى»

فيتو

في حوار نشرته مجلة (كلام الناس) عام 2000 مع المذيعة التليفزيونية سامية الأتربى حول برنامجها "حكاوى القهاوى "قالت فيه :

لقد ذهبت إلى أماكن في مصر لم أكن أتخيل انها موجودة، ولم أصدق أنها كانت موجودة دون أن نعرفها أو نذهب إليها، وجمال حمدان لم يكذب حين لخص طبيعة هذا البلد بأنها مزيج من العبقريات في آن واحد.

نعم إن عبقرية مصر هي عبقرية المكان والإنسان، وبرنامج حكاوى القهاوى لم يسجل شخصية الإنسان المصرى والبشر والحياة.. بل سجل أيضا طبيعة الأماكن والأحياء والقرى التي ذهبنا إليها.

إننى لا أبالغ حين أقول إن حلقات هذا البرنامج هي السجل الحى لما يمكن أن يسمى بـوصف مصر، لقد ذهبت مثلا إلى قرية في الصعيد اسمها "بلاط ".. وأقسم أنها أجمل مكان في الدنيا إنها عالم سحرى مدهش وجميل ولا مثيل له.. بيوتها عجيبة ولها ممرات وسراديب كأنها دنيا قادمة من ألف ليلة وليلة، أو من حكايات الشاطر حسن، وقد بهرت بها، وتمنيت أن تبقى كما هي ولا تتغيرأبدا.، لكنى أخاف أن يكون الأسمنت قد غزاها.. فما أقبح الأسمنت، وما أسوأ الحضارة المصنوعة التي يعبر عنها.

ذهلت أيضا من واحة سيوةـــ فلم أكن قد ذهبت إليهاــــ وحين قدر لى أن أسافر إليها، ذهبت أولا إلى مرسي مطروح، ثم توغلنا في الصحراء القاحلة لمسافة 400 كيلو متر، وفجأة تنشق الأرض عن الجنة نفسها، والله ليس أقل من الجنة، وهذه هي واحة سيوة بكل جمالها الفاتن العجيب، حيث الصحراء فيها الشجر والعيون والآبار والعيون والزرع والطبيعة بكل ما فيها من بكارة ودهشة وحياة.

وأقول هنا إن عبقرية الإنسان وعبقرية المكان وجهان لعملة واحدة، وتلك أهمية البرنامج أنه صفحة من تاريخ مصر، إن برنامج حكاوى القهاوى هو درس في التاريخ والجغرافيا وعلم النفس أيضا..إنه وصف مصر بالكلمة والكاميرا معا.. ولهذا اتمنى أن يعاد تقديمه ليس من أجل سامية الأتربى ولكن من أجل الأجيال الجديدة، فهو رحيق الحياة كما يعيشها البسطاء والغلابة من أهل مصر..إنه يعلمنا معنى الانتماء، ويعلمنا أن مصر عظيمة وكبيرة وثرية ثراء بشريا بلا حدود.
Advertisements
الجريدة الرسمية