رئيس التحرير
عصام كامل

بدء العدوان الثلاثي على سوريا.. ترامب يعلن التحرك العسكري.. ماكرون يأمر القوات الفرنسية بالتدخل.. بريطانيا تبرر اشتراكها باستخدام الأسلحة الكيمائية.. ودمشق: إسقاط 13 صاروخا

فيتو

انتقلت الحرب ضد سوريا بقيادة الولايات المتحدة من التهديدات إلى تنفيذ ضربات أعلنها رئيسها دونالد ترامب بزعم استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي، بمشاركة بريطانية وفرنسية، ضد بلد ينزف شعبه يوميا من ألم صراع تريده القوى الدولية تمهيدا لساحة حرب لها لهثا وراء مصالحها وتذرعا باستعادة استقرار. سيبدوا حلما مستحيل التحقيق لشعب بات محاصرا تحت وطأة نظام متحالف مع إيران وروسيا من جهة وبين نيران عدوان خارجي من جهة أخرى ليتطور الوضع السوري إلى مزيد من المجهول.


تهور ترامب
الرئيس الأمريكي أعلن أنه قرر ضرب سوريا بالتنسيق بين بريطانيا وفرنسا، وذلك بعد سلسلة تغريدات هاجم فيها النظام السوري وحليفيه روسيا وإيران والتي على إثرها وجه نواب ديمقراطيون، انتقادا لترامب جراء استخدامه وسائل التواصل الاجتماعي في الحديث عن إمكانية شن ضربة عسكرية ضد سوريا، ونبهوا إلى أن هذه اللهجة المتهورة والساخرة تعرض القوات الأمريكية للخطر.

ودعا تسعة أعضاء في مجلس النواب، من المحاربين الأمريكيين القدامى، ترامب إلى الكف عن نشر التغريدات وقال النواب، «مايك تومبسون، وتيد ليو، وسيث مولتون وآخرون»، في بيان مشترك: باعتبارنا محاربين قدامى، نعرب عن قلقنا العميق حيال الاستخدام المتهور للرئيس لتويتر والمنصات العامة الأخرى لمناقشة استخدام القوة العسكرية في سوريا.

السيناريو العسكري
توقع الضربات الأمريكية على سوريا لم يكن بمنأى عن روسيا الحليف الأكبر للرئيس السوري بشار الأسد، فقد سبق لفاسيلي نيبينزيا، السفير الروسي لدى الأمم المتحدة قوله: إنه يبدو أن الولايات المتحدة تبنت سياسة وضع سيناريو عسكري ضد سوريا، لكن موسكو مستمرة في مراقبة استعدادات عسكرية وصفها بـ «الـخطيرة».

وأضاف في اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الجمعة، أن الخطاب المولع بالقتال يتم تصعيده على جميع المستويات، ومنها أعلى المستويات، وهذه التطورات لا يمكن التسامح معها، فلها تبعات خطيرة على أمن العالم، خاصة مع نشر قوات روسية في سوريا.

وتابع: أن الأمر لا يستحق من الولايات المتحدة استعراض القوة العسكرية.

تحركات فعلية
كان البنتاجون تأهب قبل توجيه الضربة بنشر أكبر أسطول بحري وجوي استعدادا لتوجيه الضربة، وفق تقارير إعلامية أمريكية وبريطانية.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن المدمرة الأمريكية «يو إس إس دونالد كوك»، المحملة بقرابة 60 صاروخًا من طراز «توماهوك»، على أهبة الاستعداد في مياه البحر المتوسط، فضلًا عن 3 مدمرات أخريات، فيما أبحرت حاملة الطائرات العملاقة «يو إس إس هاري إس ترومان» الأربعاء الماضي من ولاية فيرجينيا في طريقها إلى المنطقة، محملة بنحو 90 طائرة حربية، و5 سفن حربية، وصواريخ توماهوك.

دفاعات دمشق
وبثت وكالة الأنباء السورية سانا خبرا عاجلا مفاده، أن الدفاعات الجوية للجيش السوري تتصدى للهجوم الأمريكي البريطاني الفرنسي، وذكرت مواقع تابعة للنظام السوري أن الدفاعات الأرضية أسقطت 13 صاروخا غربيا فوق الكسوة في ريف دمشق.

ومع استمرار الغارات الجوية ذكرت مواقع تابعة للنظام السوري، أن الضربات الأمريكية البريطانية الفرنسية، أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق عدة في دمشق.

لغة القوة
تيريزا ماي رئيسة الحكومة البريطانية قالت: «إنها سمحت للقوات البريطانية بإجراء عمليات منسقة ضد أهداف محددة في سوريا»، مشيرة إلى أنه لا بديل عن استخدام القوة ضد النظام في سوريا، وأن العملية الجارية هناك لا تمثل تصعيدا للتوترات في المنطقة، مبررة التحرك العسكري بالقول: لن نسمح باستخدام أسلحة كيماوية في سوريا. 

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه أمر بتدخل الجيش الفرنسي في سوريا ضمن مشاركة وصفها الإليزيه في بيان له بعملية عسكرية دولية مشتركة بعد ثبوت استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية.

تبريرات البنتاجون
وقال جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي خلال مؤتمر صحفي: إنه تم التنسيق مع فرنسا وبريطانيا في العملية العسكرية على سوريا، التي تأتي استكمالا للعملية التي حدثت العام الماضى ضد المنشآت التي تستخدم في نشر الأسلحة الكيماوية.

وأضاف أن استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين جريمة لا تغتفر، وأوضح أنه لا توجد أي تقارير حتى الآن عن الخسائر التي تكبدها النظام السورى، قائلا: «تم تحديد مواقع النظام السوري لتفادي ضرب أي مواقع روسية، ولم يتم التنسيق مع موسكو بشأن الضربة العسكرية الموجهة لسوريا».

واستكمل: «مقتنعين ولدينا ثقة بناء على معلومات استخباراتية بأن النظام السورى استخدم الأسلحة الكيمياوية ضد المدنين».

ضعف الأسلحة
وواصل وزير الدفاع الأمريكى: «استخدمنا ضعف الأسلحة في الضربة الموجهة لسوريا مقارنة بضربات العام الماضي»، متابعا: «أن النظام السوري هو الوحيد الذي يقوم بالرد على الضربة العسكرية وليس لدينا أي معلومات حتى الآن عن أي تدخل روسي، ونتوقع حملة تضليلية من المتعاطفين مع نظام الأسد غدا».



الجريدة الرسمية