رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حكاية فتاة أسست أول مركز ثقافي في الصعيد الجواني (صور)

فيتو

من منا لم يحلم بالسفر إلى قاهرة المعز، للبحث عن الحرية، من قلب الصعيد الجواني خرجه فتاة سمراء بلون طمي النيل، تحمل قلمًا لتخط به خريطة مستقبلها المجهول، خرجت قبيل أحداث ثورة يناير بأيام حاملة في شنطة سفرها ملابسها وفي عقلها وقلبها حلم لم تتضح معالمها إلا عندما سافرت إلى القاهرة ووقعت أحداث الثورة وأغلقت الأبواب وتوقفت القطارات، وهو ما دفعها إلى الجلوس بمفردها في القاهرة ووقتها لم يكن قرار البقاء في القاهرة برغبتها بل بأمر الحكومة لحين إعادة تشغيل القطارات وعايشت أحداث الثورة وهي جنين في الرحم منتظرين المولود الجديد الذي يحمل لقب «تنويره».


«فيتو» التقت مع أمل هاشم ابنة محافظة قنا، التي تعد أول فتاة صعيدية تؤسس مؤسسة ثقافية وفنية بمدينة قنا تحت عنوان «تنويرة»، تهدف إلى نشر الثقافة والفن والموسيقى ومختلف الفنون.

قالت أمل، إن الفكرة ولدت عندما شاركت في أحداث ثورة يناير بالقاهرة وكانت هذه المشاركة بالصدفة كنت وقتها قد سافرت إلى القاهرة وتوقفت القطارات وظللت فترة طويلة هناك وعشت فترة في القاهرة عملت فيها كصحفية بأحد المؤسسات الصحفية، وتعلمت الكثير واكتسبت الأكثر، وبعدها عودت إلى محافظة قنا للمشاركة في أحداث الثورة وعايشت كيف كان الأهالي يرفضون الثوار ويلصقون بهم الكثير من التهم، مؤكدين أن ما يحدث في ميدان الساعة لا قيمة له.

وأضافت «أمل» لـ«فيتو»: أنها قررت بعد ذلك أن تنمي وعي وثقافة المواطنين في الشارع وخاضت العديد من التجارب وكان من بينها الوصول إلى قصر ثقافة قنا والذي شدد علينا في البداية عدم جمع أموال أو الحديث في السياسة ولكن يمكن ممارسة الأنشطة وبالفعل كان هناك جمهور كبير من الأهالي والأطفال والشباب وهو ما دفعني إلى أن أفكر جديًا في البحث عن مكان أكبر يجمع تلك المواهب، ووجدنا هذا المكان، ومن حسن الطالع أن يوافق أصحاب العقار على أن أقوم بالهدم والبناء بهذا الشكل واستدنت حتى أستطيع استكمال حلمي وحصلت على عدد من القروض ودخلت في عدد من المسابقات عن الفخار والتراث وحصلت على منح أكملت بها ما ينقصني.

وأكدت على أن محبة الناس وتقبلهم للفكرة هو الذي جعلني أكمل مشواري، الذي واجه الكثير من الصعاب كان أهمها الأسرة والمنزل الذي رفض عملي كصحفية في القاهرة وبعدها عدت ورفض فكرة تنويرة خوفًا على من الفشل وتراكم الديون إلا أنهم في النهاية ساعدوني واستقبلوا الفكرة معي بحفاوة شديدة وهم يشاركوني في كل شي.

وأشارت إلى أن اسم تنويرة كان إهداء من أحد الشعراء لها فهو كان يحلم بمشروع مثل هذا ولديه الخطة كاملة إلا أنه لم يستطع التنفيذ فوجدت الاسم معه وطلبته منه ووافق مباشرة ومنحنا الاسم، منوه إلى أن من أهم الصعوبات التي واجهتنا هي المشكلات المادية وبعض التعقيدات الأخرى ولا زلنا نحاول ونسعى لاستكمال حلم وصول تنويرة إلى أهالي الصعيد الجواني في القري والنجوع.
Advertisements
الجريدة الرسمية