رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لو كان حليم بيننا اليوم.. ماذا كان سيغني؟!


آن الأوان أن يأخذ التعليم الهادف والثقافة الرفيعة والفنون الراقية مكانها اللائق في حياتنا، وأن تعود لحضانة الدولة لتخرج من رحمها وتحت رعايتها، لتكون وسيلة إيقاظ للوعي وشحذ للهمم، وسفيرًا للوطن في المحافل الدولية.


ترى لو أن "حليم" الذي احتفلنا بذكرى رحيله الـ41 منذ أيام كان بيننا اليوم فماذا كان سيغني لثورة 30 يونيو التي قام بها الشعب وانحاز إليها الجيش لتضع نهاية للمشروع الإخواني؟ ماذا لو لم ينحز الجيش للشعب؟ أو لم يتقدم السيسي ليضع روحه على كفه غير مبالٍ بالفشل ولا بالمشانق التي تنتظره إذا أخفق لا قدر الله؟ ماذا كان "حليم" سيقول عن عام الإخوان، وأحداث يناير وثورات ما سُمي بالربيع العربي التي جرى استغلالها لتمزيق شمل الأمة واستنزافها بصورة غير مسبوقة؟

ماذا كان سيغني "حليم" عن أوضاعنا المؤسفة وهو الذي غنى للقدس وللعروبة؟ ماذا كان سيغني لخروج غير مسبوق للمصريين لانتخاب رئيسهم لفترتين متتاليتين دون جماعات مصالح تحركهم أو رشاوى انتخابية أو شعارات تدغدغ مشاعرهم كما فعل الإخوان أو نخبة تفرض وصايتها عليهم.. خرج المصريون بكامل إرادتهم لينتخبوا السيسي حبا فيه وإيمانًا بمصداقيته، ومن أجل مستقبل أفضل رغم ما اتخذه من قرارات صعبة ظهرت تداعياتها في غلاء الأسعار وصعوبة المعيشة.

ظني أن حليم ورفاقه من عمالقة الغناء والتلحين والأشعار والكلمات لو كانوا بيننا لقدموا لنا أعمالا راقية ترصد وتعالج ما يحدث من ظواهر سلبية تسبب فيها بلا شك ضعف دور التعليم والأسرة وانحطاط الفن والدراما وخلوها من القيم الهادفة باستثناءات قليلة.

ومع تجدد ذكرى العندليب سيظل السؤال: ما سر الحب الجارف الذي سرى في قلوب الملايين لحليم ولا يزال موجودا حتى اليوم؟ وكيف لا تزال أغانيه تعبر عن أحوالنا.. والأهم كيف نجح حليم في إثبات وجوده وسط هذه الكوكبة اللامعة من عمالقة الفن والغناء حينذاك؟ كيف توهجت نجوميته في زمن قياسي فتربع على عرش القلوب وشق طريقه إلى المجد والشهرة من أقصر الطرق؟!

ظني أن الصدق هو أهم مقومات نجاح حليم، وثقته بنفسه وإخلاصه لفنه وجمهوره وانشغاله بإسعاد هذا الجمهور وليس بنجاح الآخرين ولا بالقيل والقال..
Advertisements
الجريدة الرسمية