رئيس التحرير
عصام كامل

شفافية سامح شكرى


أدهشتني تلك الشفافية التي تعامل بها وزير الخارجية سامح شكري في مسألة مفاوضات سد النهضة، عندما قال وبصراحة متناهية إن يومين متتاليين من النقاش بين الوفود الثلاثة من مصر وإثيوبيا والسودان لم تصل إلى نتائج إيجابية في النقاط العالقة في الملف الشائك.. شفافية الوزير وضعت الأمور في نصابها وقدمت نموذجًا جديدًا من النظام تجاه شعبه في واحدة من أهم القضايا التي تهدد حياته.


على مدى سنوات مضت كان المفاوض المصري يلتزم الصمت أو الهروب من مواجهة استفسارات الرأي العام.. ربما كان المغزى هو أن الملف فني ومعقد ولا يجب أن يُطرح على وسائل الإعلام بشكله وتفاصيله؛ لأن ذلك من شأنه زيادة هوة الخلاف بيننا وبين الإثيوبيين على وجه الخصوص دون إغفال ما سببه الإعلام أو التناول غير الدقيق للعلاقات المصرية السودانية، ووصولها إلى مراحل الخلاف المهيأ لما هو أبعد من ذلك.

صراحة وزير الخارجية أدت بالإعلام المصري إلى تناول التفاصيل دون عصبية، واتسمت التغطيات ونشر التصريحات باتزان ورصانة دون أن تنزلق إلى ما هو أبعد من ذلك.. تعالت وسائل الإعلام المصرية بنضج ومسئولية، وتعاطت مع ما قاله الوزير بحكمة مع الإشارة إلى أن ماراثون التفاوض لم ينتهِ بعد والتركيز على محاولات الوفود للوصول إلى نقاط مشتركة بناء على ما توافق عليه قادة الدول الثلاث.

متابعة وسائل الإعلام المصرية تشجع الوزير وكل مسئول على التعامل بشفافية فيما يخص الوطن من قضايا يجب أن تصل ملامحها إلى الناس صاحبة القضية فالشعوب وحدها دون غيرها هي التي تتحمل مسئوليات ما يواجهها من خطر، وليس من المنطقي أن يظن البعض أننا أوصياء على الناس.. شكرًا سامح شكري.
الجريدة الرسمية