رئيس التحرير
عصام كامل

«حليم» مدرسة الحب والوطنية!


كان عبدالحليم حافظ الذي حلت ذكرى رحيله الـ 41 منذ أيام مدرسة فريدة متنوعة في الغناء، غنى للحب وللحلم الوطني وللمشروع القومي.. غنى للدولة وللشعب وللشباب.. وكان صادقًا في كل ذلك لم يصطنعه بل أداة بإحساس العاشق لفنه، المتفاني في إسعاد جمهوره المتعطش للحب.. غنى للخير وللحب وللثورة والقدس والعروبة.. ولم يترك مناسبة وطنية ولا قومية إلا وغنى لها معبرًا عن مشاعر الملايين وطموحاتهم.


ولم يكن مستغربًا ذلك الأثر القوى الذي تركته أغاني العندليب في النفوس؛ ذلك أن الأغنية كما السينما والمسرح والثقافة عامة قوة ناعمة وسفير حضاري بالغ الخطورة والأثر وما تحدثه في النفوس أغنية واحدة أو فيلم سينمائي أو مسرحية يفوق مئات المقالات والدعاية المباشرة؛ الأمر الذي ينبغي أن تلتفت له حكومتنا وتسعى إلى جعل الدولة مساهمًا رئيسيًا في إنتاج الأغاني والأفلام والفن الهادف الذي يمكنه أن يعيد صياغة وجدان المصريين ولا سيما الأجيال الجديدة ليغرس فيها القيم الحضارية والأخلاقية الرفيعة من نبذ للعنف وحب للتسامح وقبول الآخر وحب الوطن والولاء له وهي القيم التي صارت محل شك كبير في عصرنا الحاضر.. فعلًا كان حليم مدرسة في الحب والوطنية.
الجريدة الرسمية