الرئيس السيسي وأولى أولوياته في ولايته الثانية!
إن الفن الرفيع سلطان القلوب وسيظل هذا الفن وفي القلب منه الأغنية من أسس صياغة الوجدان والمشاعر والعقول تتساوى أهميتها مع التعليم، وربما تتفوق عليه أحيانا بتشكيل مقومات الشخصية وتغذيتها بروح الوطنية والولاء.. وما النشيد القومي لأي دولة أو قومية إلا كلمات صدح بها صوت شجي تسلل إلى القلوب وصارت أيقونة وطنية تربت على معانيها الأجيال..
الأغاني الوطنية وسيلة مهمة في ترقية الشعور وتنمية الولاء وشحذ الهمم.. ولا تنسى الأجيال التي عاصرت نصر أكتوبر أغنية بروح الانتصار وهي "بسم الله.. الله أكبر" التي كتبها ولحنها العملاق بليغ حمدي وغنتها مجموعة من مطربي الإذاعة المصرية.. ومن ثم فلا غنى عن عودة الدولة لإنتاج الأغاني والأعمال الدرامية والسينمائية إن أردنا تربية الأجيال الجديدة على القيم النبيلة والثوابت الوطنية، حتى لا نترك عقل مصر وضميرها وقادة مستقبلها نهبًا للعشوائية والفوضوية ومصالح رأس المال التي غيبت أجيالا ًعن واقعها ودمرت عقولًا لم تعد تصلح حتى لاكتساب قوت يومها، ناهيك عن تربية أبنائها أو النهوض بوطنها.
التربية والثقافة والفنون هي أهم أدوات تشكيل العقول وبناء الشخصية، منها يكتسب المواطن الصغير ذوقه الفني وعشقه للوطن وثقافته وتاريخه، وتتكشف مواهبه الكامنة، ويتم من خلالها بناء الإنسان بصورة صحيحة في مختلف جوانب شخصيته الأخلاقية والدينية والفكرية، حتى يصبح لحياته قيمة ومعني وهدف.
لاشك أن الساحة السياسية تغيرت في مصر وتغيرت معها كل شروط اللعبة، وصار الشعب هو السيد يختار رئيسه وبرلمانه بكل حرية بعد سنوات عجاف من السيولة والتطاحن والاستنزاف والاستقطاب الحاد، وتشويه الوعي وإهدار التماسك الاجتماعي، واستهداف الجبهة الداخلية بعد فتنة الإخوان وانتهازيتهم، وسطوهم على الثورة والحكم في مصر بمعاونة الأمريكان وقطر وتركيا..
وقد آن الأوان لاستعادة مصر لقواها الناعمة، وهى أولوية ينبغي أن تتقدم على ما سواها في أولويات الرئيس السيسي في ولايته الثانية، إيمانًا بفكرة الدولة الوطنية.. وأظنه قادرًا عليها كما كان قادرًا على تثبيت أركان الدولة وتحمل مسئولية الحكم في مرحلة صعبة وخطيرة من ناحية الإرهاب، وتآمر أهل الشر وتكالبهم على مصر، التي استعادت مع السيسي قدرتها وتوازنها، وها هي اليوم تبدأ مرحلة جديدة من الأمل والبناء وتحسين أحوال المواطن الذي هو الهدف الأسمى والركيزة الأولى في أي تنمية.
