لماذا المرأة المصرية؟
«إن هذا الوطن العظيم يستحق منا أن نعمل من أجله.. فنزرع له الأمل.. ونصنع له المستقبل.. ونكتب له تفسير حلمه.. ونرسم له طريقًا للغد.. يعبر به نحو ما يستحقه ويليق بتضحيات أبنائه.. إن مصر لن يبنيها أو يحميها سوى أبنائها.. هذه نبوءة التاريخ التي ستحققها الجموع مــن أبناء أمتنا»..
هذا الجزء نص من خطاب الرئيس السيسي الأخير الذي عبر فيه عن امتنانه وشكره لكل أطياف الشعب المصري الذي خرج للصندوق الانتخابي، معبرًا عن صوته ورأيه خلال الفترة الماضية في الحكم، حيث عبر أكثر من 24 مليون ناخب عن رأيهم في تلك الفترة، بينما أحجم ما يزيد على هذا العدد عن الإدلاء بصوته لا عن إحجام عن المشاركة كما يردد أعداء هذا الوطن، ولا عن عدم قناعة بهذا الحكم الذي ارتضته الملايين وتنتظر ملايين أخرى منه الكثير، وإنما تفويض من هؤلاء -ولا أقول الممتنعين- الذين يريدون الخير لمصر، وهم كثر والحمد لله، ولا أقول لا تشغلهم الحياة السياسية، بل إن ما يشغلهم لقمة العيش وأعباء المعيشة والحياة الضرورية..
وأعرف العديد من الناس ممن كانوا يريدون المشاركة ولكن منعتهم أعمالهم، وأشغالهم، وخصوصًا أرباب الحرف والأعمال اليدوية الذين لا يشغلهم الشأن العام بقدر ما تشغلهم شئونهم الخاصة، وهؤلاء هم أبناء هذا الشعب الذي دفع كل منهم إما بزوجة أو ابنة أو أختا أو أما للمشاركة في الانتخابات حتى يستطيع المساهمة في بناء هذا الوطن ولو بالجهد القليل، ولو أمعنا النظر جيدًا لرأينا أن المرأة المصرية خرجت للانتخابات لا للتعبير عن رأيها فقط، بل للتعبير عن آخرين ربما منعتهم شئون الحياة عن المشاركة، وهو الأمر الذي يستحق الدراسة.
