رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رئيس الطائفة الإنجيلية أندريه زكي: لا نعطي خطابات تغيير ملة وكل الخطابات المرسلة للمحاكم مزورة

فيتو

  • أنا «أهلاوي» أعشق مانشستر يونايتد وتمنيت أن أكون «محاميا» إذا لم أكن «قسيسا»
  • الاستقواء بالخارج آفة مدمرة ونستقوي بالمسلمين في الداخل
  • 90 % من خطابات تغيير الملة «مزورة».. و«هحبس المزورين»
  • تأجيل مناقشة قرار رسامة المرأة قسيسا 10 سنوات
  • اشتراكات المذاهب تمثل 1% من أنشطتنا أو إيراداتنا ومصروفاتنا ولا نعتمد عليها
  • متطرفو الطوائف يشوهون شكل الكنيسة ويخالفون الواقع
  • يحق للكنيسة أن تسأل القسيس «من أين لك هذا؟»
  • «الكادر» وحزمة إجراءات اقتصادية لتحسين أحوال قساوسة الكنيسة
  • الإخوان نشأت كرد للحركة الليبرالية وليس التبشير بالإنجيلية
  • نتمنى منح الطائفة مساحة في العاصمة الإدارية لإنشاء مجمع إنجيلي
  • الدولة بعد 30 يونيو جادة في قضية التمييز والمواطنة والعيش المشترك
  • ليس من الضروري وجود خانة الديانة في بطاقة الهوية
  • مشروع الإسلام السياسي كان محاولة لتفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين.. وبقاء المسيحيين مرهون باستقرار مصر
  • الحديث عن إغواء شباب الطوائف الأخرى «افتراء».. والاستقواء بالخارج «آفة مدمرة»
  • الزواج الثاني قرار الكنيسة المحلية

تولى الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، رئاسة الطائفة، ورئاسة الهيئة القبطية الإنجيلية، منذ ثلاث سنوات، بالتحديد في العام 2015، لم يتخل طوال تلك الفترة عن البحث العلمي والكتابة، احتفظ بموقعه ككاتب وباحث، وأنتج مئات الكتب والمقالات، آخرها عمل يخرج للنور قريبا بعنوان «من لاهوت الشفافية إلى لاهوت المشاركة والاندماج.. نحو مستقبل المسيحيين العرب».

حياة «زكي» مزدحمة للغاية، فهو يتحمل مسئولية 750 موظفا و5 آلاف متطوع، يخدمون مليوني فقير سنويا عبر الهيئة القبطية الإنجيلية، لم تغيبه عن أسرته، فيقول «أسرتي تأتي قبل الخدمة».

يعترف «زكي» أنه إنسان عادي يصدر قرارات خطأ وأخرى صواب، ويحترم في الوقت نفسه التعددية الفكرية، كما يحاول أن يقترب أكثر من الشباب، ويعتبرها نوعا من التحدي والأمل اللذين يملأن حياته.

تذكر رئيس الطائفة الإنجيلية أنه «بكى»، عندما سمع قصة فتاة «لاجئة»، على هامش حفل توقيع وثيقة التصالح بين الإنجيليين والكاثوليك، في السويد 2016، وتخيل وقتها أن ابنته قد تكون مثل تلك الفتاة، إذا ما استقرت الأوضاع في بلاده.. يحب وطنه، متفاعل مع كل الأحداث التي يمر بها، يبكي إذا شاهد حالات فقر، فهو يعيش الحياة الإنسانية بكل معناها.

يحلم «أندريه زكي»، أن تكون الكنيسة أكثر قوة، ويحلم أيضا بزفاف أبنائه ويطمئن على استقرارهم.. المنصب يسبب له أحيانا بعض المضايقات، حيث يحد من حريته، إذ لا يستطيع فعل أشياء كان يمكن أن يفعلها خارج منصبه.

يحب «زكي» رياضة المشي، ويشجع النادي الأهلي، فيما تشجع الزوجة والأولاد «الزمالك»، لكنهم يتفقون على تشجيع مانشستر يونايتد الإنجليزي، حيث إنه خريج جامعة مانشستر، ويحرص على متابعة الدوري الإنجليزي أسبوعيا، كلما سنحت له الظروف.

يرى «زكي» أنه كان يمكن أن يكون «محاميا»، إذا لم يكن «قسيسا»، حيث يرى في نفسه «متحدثا لبقا»، لكنه أخذ قرار التفرغ للخدمة منذ كان في الثانوية، وبالفعل تخرج في الثانوية إلى كلية اللاهوت الإنجيلية مباشرة.

«ديكتاتور» يكون «أندريه زكي» في المواقف التي تتطلب ذلك، متحملا العواقب، لكن يميل إلى وجود مساحة حقيقية من الاختلاف، بحيث يوازن بين مساحة الديمقراطية والديكتاتورية، وهي من صفات القائد الناجح.

«اعطني يا رب حكمة».. كانت أول طلب ذكره في صلاته، فور وصوله لرئاسة الطائفة الإنجيلية، وله فلسفته في ذلك «مش كل الناس هترضى عنك.. وهتوافق على قراراتك».

رهن «زكي» موعد الرحيل عن رئاسة الطائفة الإنجيلية، بعدم قدرته على اتخاذ قرار، وشعوره أن رسالته انتهت، ويرى أن ذلك من سمات القائد الذكي.

للتفتيش في «عقل»، الدكتور أندريه زكي، كان لـ«فيتو» موعد معه، في مقر الهيئة القبطية الإنجيلية.. طرحت أمامه العديد من الأسئلة، وفتح هو قلبه مجيبا دون تحفظ.. إلى نص الحوار..


# في البداية ماذا يقرأ القس أندريه زكي؟
- أقرأ في السياسة والدين، علوم سياسية، وإسلام سياسي، والعمل الاجتماعي، فهذه مجالات بحثي.

# الود والمحبة كانت حاضرة في حديثكم مع البابا تواضروس.. لماذا تَحضر على مستوى القيادة وما زالت غائبا بين شعب الكنيستين؟
- المبدأ العام مبدأ احترام، ونحن ننظر إلى البابا تواضروس نظرة احترام وتقدير، وبالتأكيد كلامنا معه نابع من القلب، الذي له تأثيره، وبالعكس الشعب نفسه عنده رغبة صادقة في الاحترام والوحدة، لكن المشكلة أنه في كل مرحلة يخرج مجموعة من المتشددين سواء من الكنيسة الإنجيلية أو الأرثوذكسية أو الكاثوليكية، يحاولون بشكل أو بآخر التأثير على المناخ العام، وفرض أجندتهم، وفي كل حركات التشدد التي ظهرت مؤخرا لم يصدر قداسة البابا أو أنا بيانات ترد عليهم، وهذا يعني أن قيادات الكنيسة لا ترغب في مثل هذا التشدد، وترغب في المحبة واحترام الآخر، وإذا كان هناك ندرة من المواقف المتشددة فهناك آلاف المواقف التي تظهر الناس يعيشون معا، العلاقات الطيبة، لكننا أحيانا نركز على المشكلة دون الجانب الإيجابي، وهو ما يثير معركة فيس بوكية، لكن تنتهي سريعا، ويبقى الود والاحترام المتبادل بين الجميع.

 # لكنكم أخذتكم خطوة من خلال «المحكمة الإنجيلية» للتصدي لهؤلاء المتطرفين؟
- هذا جزء من الشائعات وسوء الفهم، فالنظام في الكنيسة الإنجيلية المشيخية ينص على أنه إذا أخطأ قسيس يحال إلى مجمعة، وللعلم لدينا 8 مجامع وهي نصاب السنودس، ويحال القسيس المخطئ إلى مجمعة كمحكمة أولى، ثم إذا أصدر المجمع حكما، واستُؤنف يحال إلى مجلس القضاء الأعلى، وهذا نظام معمول به منذ مئات السنين، لكن بعد أن حدث في مواقع التواصل الاجتماعي انفلات وإساءات واتهامات، وإذا أحيل القس إلى مجمعة يضع الشخص في حرج شديد، فتم الاقتراح أن يكون هناك دائرة كمحكمة أولى، يحال إليها المخطئ، إذا ما اقتنعت اللجنة التنفيذية السنودسية بخطئه، ثم إذا أصدرت ضده قرارا من حقه أن يستأنف في السنودس كدائرة ثانية، وعليه فنظام التأديب الكنسي موجود منذ مئات السنين.. ويمكن القول إنه لا توجد محاكمات لدى السنودس، وهذا نظام قضائي وتأديبي كنسي موجود منذ مئات السنين، والكنيسة الإنجيلية مثلها مثل أي كنيسة إذا أخطأ أحد في العقيدة، أو اتهم باتهامات تسيئ إلى الكنيسة، يواجه أو يعاقب.

# هذا يأخذنا إلى سؤال آخر.. كيف يدار السنودس؟
السنودس المشيخي، كل قسيس مشيخي عضو فيه، بجانب شيخ منتدب عن كل كنيسة، وقوته الفعلية ما بين 500 إلى 600 شخص، وقد يكون أكثر إذا كل الكنائس أرسلت شيوخا، يدار عبر تقارير وآلية ديمقراطية شفافة، حيث يتوافق على القرار برأي الأغلبية، والأغلبية هي 50% +1 أيا كان عددهم، وذلك بعد إقرار قانونية الجلسة.

# هل هي الطريقة نفسها لإدارة الكنائس المحلية؟
- كل كنيسة تدار من خلال مجلسها، المكون من شيوخها وقس الكنيسة، وهو له سلطة على كنيسته، لكن المجمع الذي يرأس منطقة جغرافية هو أعلى من المجلس ثم السنودس يعلو فوق الجميع.

# هل يقدم القس إقرار ذمة مالية قبل رسامته؟
- لا يوجد إقرار الذمة المالية، لكن يحق لمجلس الكنيسة أن يسأل القس من أين لك هذا، وإذا خاطب مجلس الكنيسة المجمع، فهو الجهة المنوط بها أن تسأل القس عن مصدر أمواله ودخله.

# ألا توجد آلية في السنودس لتذويب الفوارق الاجتماعية بين القساوسة؟
- نعم لدينا خطة مثل مكافأة نهاية الخدمة، والتعاقد مع شركة تأمين، فعندما يبلغ سن التقاعد يجد مبلغا جيدا من المال، سواء يشتري به سكنا أو يضيفه إلى معاشه، ونظام تأمين على الحياة لكل قسيس يتعرض لعجز جزئي أو كلي أو وفاة، يصرف مباشرة، بالإضافة إلى صندوق الزمالة، ونظام لعلاج القساوس على مستوى الجمهورية، تم تطويره، ونظام لتعليم أبناء القساوس، لكن الحاجة الوحيدة التي لا نملك أن نقترب منها، هي الفوارق الاجتماعية بين الكنائس، فتختلف في مستواها الاجتماعي، بين الريف والمدن، فهناك كنائس أكثر غنى وكنائس أقل، وبلا شك ظروف الكنيسة المالية تنعكس على الراعي، لا تستطيع أن تساوي كنيسة مصر الجديدة أو قصر الدوبارة أو مدينة نصر أو الكنائس الكبرى بكنيسة في قرية أو مدينة، طبيعة الكنيسة تفرض ظروفا معينة، لكننا نعمل حاليا كادرات مالية للقساوس على مستوى الجمهورية، ونأمل لو أقرها السنودس أن تلتزم الكنائس المحلية بها، لكن قمنا بمجموعة إجراءات أو حزم اقتصادية لتحسين أحوال الراعي، وتبقى الفوارق الاجتماعية، لأن هناك فوارق اجتماعية بين الكنائس، ولا نستطيع تغييرها.

# ماذا عن المذاهب التي يضمها المجلس الإنجيلي؟
- لا يسمى مذهبا إنجيليا في مصر ما لم يعترف به المجلس الإنجيلي العام، وما يخالف ذلك وجوده غير شرعي، نضم 18 مذهبا إنجيليا، أكبرها الإنجيلية المشيخية ثم الإخوة، يرعون 1600 كنيسة محلية، الإنجيلية لديها 400 كنيسة محلية، وأصغر المذاهب ترعى من 15 إلى 20 كنيسة، وإذا كان هناك مجموعة كنائس لا تنتمي إلى مذهب، تتقدم بأوراقها إلى المجلس إذا قبلها صارت مذهبا أو يضمها إلى مذهب قائم، إذا لم يقبلها لا وجود لها، فالدولة لا تعتمد أي مذهب إلا إذا اعتمده المجلس الإنجيلي العام.

# لكن ما شروط الاعتراف بالمذهب؟
- لديه على الأقل 20 كنيسة، ودستور وعقيدة إنجيلية واضحة، عنده شعب، وفيه نظام يعرض أولا على اللجنة الملية، إذا اقتنعت بأوراقه ترفعه إلى المجلس الإنجيلي العام، وهناك تحت اللجنة الملية لجنة «المذاهب تحت الإنشاء»، لكن الأهم أن يكون لديه عقيدة بروتستانتية ثابتة، حتى يكتمل الإنشاء، إذا اكتمل نعتمده إذا لم يكتمل نضمه إلى مذهب قائم، والأهم أن يختبر معتقده من خلال اللجنة اللاهوتية والقضائية، والمجلس الإنجيلي العام لديه كل صلاحيات الثواب والعقاب على جميع المذاهب، هي التي تمنح لقب قسيس وكنيسة ومذهب وتسحب كل ذلك عند الخطأ.

# هل يشترط المقابل المادي حتى تمنح صفة «مذاهب»؟
- هذا كلام كاذب مائة بالمائة، فاشتراكات المذاهب الـ18 السنوية لا تتخطى الـ40 ألف جنيه، فأكبر مذهب يدفع 8 آلاف في السنة، وبعض المذاهب تدفع ألفا، والطائفة الإنجيلية لا تعتمد على اشتراكات المذاهب، التي لا تمثل 1% من أنشطتها أو إيراداتها ومصروفاتها.

# البعض يدعي أن حركة الإخوان المسلمين نشأت ردا على انتشار التبشير بالإنجيلية.. كيف ترى هذا؟
- لا أساس من الصحة حول ارتباط نشأة الإنجيلية بنشاة الإخوان المسلمين، لأن الإنجيلية عمرها 500 سنة، أما حركة الإخوان فنشأت منذ 80 سنة، وهناك فرق أكثر من 400 سنة، كما أن الإنجيلية في الشرق الأوسط تعود لأكثر من 200 عام، أي تعود للقرن الـ18، أي إن هناك فرقا 120 سنة، ولم يذكر المؤرخون أنها نشأت كرد فعل للحركة الإنجيلية، إنما نشأت كرد فعل للحركة الليبرالية، وهي حركة دعوية وأخذت أبعادا سياسية.

# ماذا تتمنى من السيسي في الفترة الرئاسية الثانية؟
-السيسي جاء في فترة دقيقة من تاريخ مصر، والمنطقة تمر بفترة نحر مذهبي وتوتر وانقسامات وتهلهل، لكن مصر ربنا حماها، ونحن كمصريين يجب أن نكون مديونين لربنا أولا الذي حمى مصر، وثورة 30 يونيو والجيش والرئيس السيسي، وكل من له دور في الحفاظ على سلامة هذه البلد، والسيسي تعامل بجرأة مع أصعب الملفات أولها الاقتصادي، ونعلم أن القرارات كانت صعبة وقاسية لكن ننتظر أن نتائجها المباشرة تلمس الفقراء ومحدودي الدخل، وأتوقع أن هذا يحدث في الولاية الثانية للرئيس، لأنه سار السكة الصعبة، والآن تبدأ مراحل الحصاد الذي سيكون تدريجيا، الملف الثاني هو الأمني وهو ملف معقد لأن مواجهة الإرهاب عملية ضخمة جدا، نجحت مصر بشكل كبير أن تقلل نتائج الإرهاب، ما يحدث في سيناء اليوم هو عملية غير مسبوقة في التاريخ العسكري، الملف الثالث هو الشباب، فالشباب في البعد السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي يمثل ملفا مهما، وبدأ الرئيس عددا من اللقاءات مع الشباب وهي لقاءات ناجحة، بدأ يجتذب إليها عددا من هذه المجموعات تفكر بشكل مختلف، لكن يظل هذا الملف مطروحا للدراسة والتطوير، ومن الملفات المهمة في المرحلة المقبلة، أيضا الملفات المرتبطة بالمواطنة والعيش المشترك، فالرئيس قدم فيها الكثير لكن يظل هذا الملف يحتاج إلى تدعيم وتفعيل أكثر، ودراسة كل أبعاده، كذلك ملف المياه، والصحة والتعليم.

# ماذا عن مطالب الكنيسة؟
- قانون بناء الكنائس بدأنا في تفعيله، ومعاينة وبناء عدد من الكنائس، وفي الفترة الثانية تنتهي تماما الكنائس المتقدمة للاعتماد، وانتهاء قانون الأحوال الشخصية، كما أتمنى أن تعطي الإنجيليين مساحة جيدة في العاصمة الإدارية الجديدة لإنشاء مجمع للطائفة الإنجيلية، ومتابعة ملف الكنائس في المدن الجديدة.

# هل انتقل ملف الأقباط من الأمني إلى السياسي؟
- نعم.. لكن عند التعامل مع قضية الأقباط يجب أن ندرك أن الأمن جزء منها ليس الكل، ونحن نريده سياسيا والأمن جزء منه، ولا نستطيع أن نجهض البعد الأمني في ملف الأقباط، لكن ليس هو البعد السائد، بل هو أحد الأبعاد، الملف القبطي أمني ثقافي اجتماعي سياسي، انتقل من كونه أمنيا فقط.

# يمكن مقارنة مكاسب الأقباط بحجم التضحيات التي قدموها؟
- الدور الوطني لا يرتبط بجني مكاسب، يرتبط بالوطنية بالانتماء إلى هذا التراب، مرتبط بمصير الوطن، مشاركة الأقباط لم ولن تكون مقايضة، الأقباط يشاركون من دافع انتمائهم الوطني، ويظهر في الإعلام بعض المشكلات، لكن لا تظهر العلاقات الطبيعية الإسلامية- المسيحية، توجد مشكلات نعم.. يوجد متطرفون نعم، لكن لن تكون مقايضة سياسية، لكنها بدافع وطني، ويمكن القول إن هناك تطورا طبيعيا في العلاقات بين الكنيسة والدولة، وهناك علامات مضيئة ومشرفة في هذه العلاقة، مثل قانون بناء الكنائس، وبناء الكاتدرائية، وزيارة الرئيس في العيد، واهتمام القيادة السياسية عندما قتل أقباط ليبيا، والجنازة العسكرية لشهداء البطرسية.

# لكن لا يمكن إغفال المشكلات التي يعانيها الأقباط في حياتهم العادية؟
- كاذب من يقول إنه لا توجد مشكلات، من يدعي أن الصورة وردية هو منعزل عن الواقع، فيه مشكلات لها تاريخ طويل، نعم هناك رغبة لدى القيادة السياسية لتجاوز هذه المشكلات والتعامل معها بشكل مختلف، نعم هناك أمور أخرى تحتاج إلى وقت وحوار، وليس عيبا أن نقول إن المشكلات موجودة، لكن قناعتي أن الدولة المصرية بعد 30 يونيو جادة في قضية المواطنة وعدم التمييز والعيش المشترك، لازم نشجع، فالمشكلات لن تتغير في ثانية لكن هناك جدية وخطوات نحو هذا، وهناك فرق كبير بين قانون بناء الكنائس الحالي والخط الهمايوني، ويجب أن نكون عادلين أن هناك تغييرات ومساحات تحتاج إلى تغيير.. الإيجابيات نعظمها والسلبيات نعمل على حلها.

# هل تؤيد إلغاء خانة الديانة من بطاقة الهوية؟
- خانة الديانة تلقى تباينا في الرأي، المؤيد يفضلها من أجل معرفة الهوية في موضوعات الزواج وغيرها، وهذا الاختلاف من المسلمين والأقباط، لكن أنا مع أنه ليس بالضرورة أن تكون خانة الهوية موجودة في البطاقة، غيابها أفضل من وجودها.

# تحدثت عن تهلهل المنطقة العربية.. هل ترى أن هناك محاولة لتفريغ الشرق الأوسط من الأقباط؟
- لا مستقبل للمسيحيين العرب بعيدا عن مسيحيي مصر، ولا استقرار لمسيحي مصر بعيدا عن استقرار الدولة المصرية، نكذب ونخدع أنفسنا إذا قلنا عكس ذلك، لذا استقرار الدولة المصرية، جزء مهم من استقرار المسيحيين، وكان هناك محاولة لتفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين في إطار مشروع الإسلام السياسي، ولا يوجد شك في هذا، فقد بدأت مراحل الهجرة، وفي حرب سوريا والعراق هجر المسيحيون بأعداد كبيرة، ولو كان استمر الوضع في مصر كانت ستحدث هجرة كبيرة، ونتيجة ذلك كان سيفرغ الشرق الأوسط من المسيحيين، لولا سقوط مشروع الإسلام السياسي ووقوف مصر كدولة محورية في هذه المنطقة، ودون شك استقرار المسيحيين في المرحلة المقبلة سيكون أكثر، ومرهونا باستقرار مصر.

# دائما ما تتحدث عن إصلاح الكنيسة.. أي إصلاح تقصد؟
- الكنيسة دائما تحتاج إلى إصلاح إداري وتطوير لغتها، وخلق مساحة جديدة مع الشباب والنظر إلى دستورها وتطويرها، فالإصلاح عملية مستمرة، وإذا فرغنا من الإصلاح فرغنا من معنى عميق كإنجيليين، لذا يجب أن تعيد الكنيسة النظر في أسلوبها وإستراتيجيتها وقوانينها ودستورها، وعلاقتها بالمجتمع والشباب.

# هل ما زالت الكنيسة منعزلة عن المجتمع؟
أعتقد في الـ5 سنوات الأخيرة فتحت مساحات بين الكنيسة والمجتمع أثرت في الكنيسة والمجتمع، لكنها لن تمحو عشرات السنوات السابقة، لكن كل شيء يأخذ وقته.

# هل بعض القساوسة يحتاجون علاجا نفسيا؟
- أي قائد يحتاج علاجا نفسيا، فالبعد النفسي مهم، والقس ليس إلها أو نصف إله، لكنه إنسان يخطئ ويصيب.

# كيف ترى الاتهامات بإغواء شباب الطوائف الأخرى.. والاستقواء بالأمريكان؟
- نحن لسنا أمريكا، بل مصريين 100%، أما فيما يشاع حول إغواء الشباب فكل البرامج مذاعة تليفزيونيا، وليس بها إغواء والتعليم الذي يقدم، والخدام يقولون لكل شاب يحضر ارجع لكنيستك، وما يقال عكس هذا افتراء، ومن أين جاءوا أن حضور المؤتمرات يحضرون كنائس، وغالبا من يقف وراء هذه الشائعات أشخاص.. وعن الاستقواء بالأمريكان فنحن لنا علاقات دولية، وشراكات، أما قناعتنا فالاستقواء بالخارج آفة مدمرة، ونحن نستقوي بالمسيحيين والمسلمين في الداخل.

# تؤيد رسامة المرأة قسيسا.. أليس هذا مخالف لتعاليم الإنجيل؟
- الكنيسة المشيخية عندما رسمت المرأة قسيسا، كانت مؤمنة بذلك، ولا فرق بين الشيخ والقسيس من الناحية اللاهوتية، وتمنحها ذلك بناء على التعليم، وأؤمن برسامة المرأة قسيسا، لكن طالما السنودس أجل القرار احترم قرارات الكنيسة، وأؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة، والسنودس أجل مناقشة القرار النهائي عشرة سنوات حتى 2026.

# إلى أي مدى حدث اتفاق فيما يخص قانون الأحوال الشخصية؟
- 90 % من قانون الأحوال الشخصية متفق عليه، لكن في بند الطلاق والزواج سيكون لكل كنيسة مادة خاصة بها، لأننا مختلفون.

# لكن الإنجيلية تكثر من جوابات تغيير الملة الذي يسمح بالطلاق؟
-لا نعطي جوابات تغيير ملة، وكل الجوابات التي ترسل للمحكمة مزورة ونطعن عليها، والمجلس الإنجيلي العام اتخذ قرارا عندما يطلب أحد تغيير يحصل على شهادة عضوية، وقديما كان رئيس طائفة أو سكرتير طائفة يوقع على الجواب وحده، أمام القرار الجديد في عهدي، ينص على أن أي شهادة عضوية تعرض على المجلس الملي بأكمله وبعد موافقته يتم توقيع الشهادة، وهذا يأخذ وقتا كبيرا، في الثلاثة السنوات وقعنا شهادتين أو ثلاث لحالات المجلس الملي اقتنع بها، ووقع عليها 99% من الشهادات الموجودة أمام المحاكم مزورة وعندما ترسل لنا المحاكم نقول إنها مزورة، والخطوة الجديدة لنعطي المزورين درسا أننا سنطعن عليها، حتى يدخل من زورها السجن، وفيه حالة طعن.

# أخيرا ماذا عن قرار الزواج الثاني؟
- القرار متروك لكل كنيسة محلية هي التي تحدد المذنب، ومن يحق له الزواج الثاني.
Advertisements
الجريدة الرسمية