رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وسيبقى الربيع العربي!


ليس غريبًا أن ينتقد بعض الكتاب، والسياسيين، والإعلاميين، وكثيرٌ من المفكرين الربيع العربي ويتهمون ثوراته بأنها السبب في انهيار دول وتفككها.. لكن قبل الخوض في تصنيف منتقدي الربيع العربي، دعوني أضع النقاط على الحروف.


رفض ما حدث من ثورات قامت لتغيير نظم الحكم السلطوية، يعني أن منتقدي الربيع العربي كانوا يفضلون بقاء الديكتاتوريات العربية على حالها، الأسباب التي تدفع البعض إلى انتقاد الربيع العربي متعددة:

بعض الإعلاميين والمفكرين والسياسيين ترعرع واستفاد من هذه الديكتاتوريات، هناك من لم يستفد من هذه الأنظمة السلطوية، لكنهم يرون أن الديمقراطية لا تصلح إلا لشعوب بعينها، فريق آخر ينظر لنتائج الثورات، وما آلت إليه بعض الدول متغنيا بالاستقرار في دول يعيش شعوبها في خوف.. وفريق أخير يرى أن المطلوب من الشعوب أن تأكل وتشرب وتنام.

بعض من منتقدي الربيع العربي يتبعون تيارات سياسية أو فكرية، وهم لذلك لا يستطيعون الخروج من إطار هذه التيارات الفكرية.

تفكك بعض الدول لم يحدث بسبب الربيع العربي، ولكن بسبب ضعف القوى المدنية في بعض الدول بما لم يمكنها من مواصلة جهودها.

بعض الشعوب العربية مثل سوريا، واجهت حاكمًا قد يقضي على الشعب السوري بأكمله في سبيل بقائه، هناك بعض الدول تعاني من تركيبات طائفية لا تستطيع شعوبها أن تتخلص منها، مما أدى إلى الصراع بين هذه الطوائف على المكاسب، في مصر، أدى تكالب السياسيين على مقعد الرئاسة إلى سيطرة الإخوان باعتبارهم القوة السياسية المنظمة في ذلك الوقت.

من الظلم أن نتهم الربيع العربي بأنه السبب في تفكك الدول، فالوصول إلى الديمقراطية الحقيقية يحتاج إلى وقت، وإيمان بأن الحرية والكرامة أهم من الخبز وأفضل من الاستقرار الذي يتطلب تكميم الأفواه.. الربيع العربي سيبقى في ذاكرة الناس التي تحب الحرية، وسيبقى شاهدا بأن هناك من واجه القهر السياسي، ووقف في وجه الكبت والظلم وحكم الفرد، المشكلة ليست في الربيع العربي، ولكن في دول ترعرع فيها الاستبداد حتى صار داخل عقول وقلوب بعض الناس.
Advertisements
الجريدة الرسمية