رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المادة السوداء.. والمادة البيضاء


في زيارة سريعة لألمانيا ذهبت لشراء مارك ألماني أو يورو، وهنا تذكرت أيام ألمانيا الاتحادية عندما كانت مفتوحة للمصريين على البحري بلا فيزا ولا تأشيرة، وكان معي ورقة بمائة جنيه مصري كان يطلق عليها ورقة بمئذنة في مصر؛ لأنها كانت نادرة لا يقدر على امتلاكها الكثيرون، وكنت أودّ شراء مارك ألماني لزوم المصاريف، وقيل لي يومها انتظر للغد لأن قيمة الجنيه المصري سترتفع؛ لأن القطن المصري ينزل السوق العالمية، وكان عملة صعبة، وكانت مصر تبيع الذهب الأبيض أحسن قطن على وجه البسيطة.


أما المادة السوداء غير المنظورة فيعتقد علماء الفلك أنها تكون أغلب الكون لكنها تستشعر فقط من تأثير جاذبيتها، ويقرر الإخصائيون أن المجرات تدور بسرعة هائلة لا تستطيع جاذبية كتلتها أن تسيطر عليها، وقدروا أن هناك مادة غير منظورة لا يستطيعون إدراكها تعطي كتلة إضافية تقوي من جاذبية هذه المجرات لإحكام السيطرة عليها، وإلا كانت هباءً منثورًا "ويخلق ما لا تعلمون".

العلماء يبحثون عن المادة السوداء ونحن نهمل المادة البيضاء.. أين ذهب مصر الأبيض أين جيزة ٧، والمنوفي المنسوجات العالمية الراقية، مصنوعة من القطن المصري حتى الآن.

واكتشف علماء الفلك أخيرًا مجرة تبعد عن الأرض ٦٥ مليون سنة ضوئية، أكبر من مجرتنا درب التبانة، لكنها تشمل نجومًا عددها أقل كثيرًا عن درب التبانة، لكنها وهذا الأهم لا تحوي مادة سوداء، والمعلوم أن المجرات تحتوي مادة سوداء أكثر من العادية، وهذا في حد ذاته صعب على الفهم، ولله في خلقه شئون.. ويخلق ما لا تعلمون.. ويقول علماء الفلك إن الفضاء ليس كذلك يعني ليس فارغًا، وأقول إن الفارغ هو القلوب.. وعلينا أن نهتم بالمادة البيضاء التي في أيدينا.. وعلى الله قصد السبيل وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
Advertisements
الجريدة الرسمية