رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة بن سلمان لهوليود في عيون الصحافة العالمية

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

شغلت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مدينة هوليوود وسائل الإعلام والصحف العالمية، التي عددت جوانب الأهمية في تلك الزيارة، وأكدت أنه سيلتقي صناع الفضاء والسينما في أمريكا، ويعرض فرصا لمشاريع تجارية في السعودية، كما سيعقد العديد من الاجتماعات واللقاءات مع مستثمرين في شركات عملاقة ومع أكبر منتجي صناعة السينما في هوليوود وسعيا لسينما سعودية رائدة وتوقيع اتفاقات استثمارات متبادلة في مجال السينما وصناعة الأفلام تؤثر بشكل مباشر وإيجابي عن نشوء صناعة أفلام سعودية، وأيضا للتسويق للرياض الجديدة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا.


وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الأمير محمد بن سلمان يروج للسعودية بوساطة نجوم هوليوود والإعلام ونشرت الصحيفة تقريرا أشارت فيه إلى أن جدول زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة يشمل العديد من أباطرة الإعلام ونجوم هوليود.

وأضافت أن جدول الزيارة يتضمن حفل عشاء ولقاء إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ وكذلك أوبرا وينفري وتيم كوك، كما أشارت الصحيفة إلى أن اللقاءات تتضمن عرض فرص لمشاريع تجارية في السعودية، مشيرة إلى أن اللقاءات التي يتم عقدها سعت للتسويق للرياض الجديدة.

تطور صناعة السينما
من ناحية أخرى ركزت وكالة "بلومبرج" الأمريكية على علاقة تطور صناعة السينما بالنمو الاقتصادي، موضحة أن الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته للوس أنجلوس، سيجري محادثات مع كبار مسئولي شركات صناعة السينما.

وأضافت في تقريرها «تأمل الحكومة أن تعمل دور السينما كمحفز للنمو الاقتصادي، والتنويع وخلق فرص عمل جديدة، وتزويد السعوديين بمجموعة أكبر من خيارات الترفيه".

التراث السعودي
واهتمت وكالة Sputnik Arabic بالزيارة وكتبت تحت عنوان "محمد بن سلمان يلتقي صناع الفضاء والسينما في أمريكا"، مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي توجه إلى مدينة لوس أنجلوس، حيث وصل إليها قادما من سياتل، حيث سيلتقي عددا كبيرا من منتجي صناعة السينما في هوليوود.

وأضافت أنه كذلك سيلتقي شخصيات عربية وأمريكية في مجال الفضاء وفي وكالة "ناسا"، إلى جانب لقاء مع عمدة مدينة لوس أنجلوس، كما ستشهد مدينة لوس أنجلوس فعاليات ثقافية من مؤسسة مسك وإرث لعرض التراث والفن السعودي طوال الزيارة.

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى دعوة الرئيس التنفيذي لشركة فوكس روبرت موردو، للأمير محمد بن سلمان على العشاء، وذلك اليوم الإثنين، كما قام موردو بدعوة عدد من أهم وأبرز الشخصيات في هوليوود للمشاركة، وعلى رأسهم رئيس شركة ديزني بوب إيجر، وكيفن تسوجيهارا رئيس مجلس إدارة شركة "Warner Bros"، ورئيس مجلس إدارة شركة "Universal" جيف شيل، إلى جانب رئيس مجلس إدارة شركة "Sony" توني فينكيرا، وعدد كبير من المستثمرين والإعلاميين، وذلك للتحدث عن مستقبل السينما في السعودية، بعد قرار رفع منع السينما الذي دام لأكثر من ثلاثة عقود.

المنتجون السينمائيون السعوديون
ويرى العديد من المنتجين السينمائيين السعوديين أن زيارة ولي العهد ولقائه بالمنتجين في هوليوود يدل على أن هناك خطوة نحو تأسيس بيئة خصبة لسينما السعودية تتمسك بمبادئ الدين ولا تحيد عن العادات والتقاليد يساعدها على ذلك وجود مجموعة كبيرة من الفنانين السعوديين المحترفين، ومجموعة أكبر من الهواة، الذين طالما تمنوا أن يكون لديهم سينما ومسرح، موضحين أن هذه الزيارة قد ينتج عنها تعاون بين البلدين في صناعة السينما السعودية بطابع خليجي وتقنيات عالمية.

وأشاد عدد من المنتجين والمخرجين السعوديين بهذه الزيارة ولقاء ولي العهد مع أكبر منتجي السينما في أمريكا، إذ سيخلق بيئة استثمارية في القطاع السينمائي، مما ينعكس على تحقيق التنمية الاقتصادية وازدهار الحياة الاجتماعية على الأصعدة كافة.

ويرى المنتج والمخرج السعودي عاصم الرومي أن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولقائه المرتقب مع أكبر منتجي صناعة السينما في هوليوود يبشر بوجود دعم قادم للسينما السعودية ويتوافق مع القرار الذي سمح باستخراج رخص لدور السينما في المملكة، موضحا أن المملكة سنشهد تبادل خبرات بين منتجين سعوديين ومنتجين أمريكيين وسيكون هذا التبادل عن طريق فتح معاهد تدريس فن صناعة السينما وإخراج منتجين حرفيين يمثلون المملكة.

وأضاف الرومي، وفقا لصحيفة "الوطن" السعودية، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان ستؤتي ثمارها على السينما السعودية خلال فترة قريبة، فقد ينتج عن ذلك فتح معاهد وأكاديميات للفنون، كذلك افتتاح أكاديميات للإنتاج والإبداع السينمائي، مما سيسهم في إيجاد فرص عمل للموهوبين في هذا المجال ونتوقع خلال السنوات المقبلة أن نرى العديد من الأكاديميات للفنون ومن ضمنها أكاديمية دراسة الفنون والإنتاج والإخراج السينمائي.

برنامج طموح
وأوضح المستشار الإعلامي سلطان البازعي، وفقا لصحيفة "سبق" السعودية، أن ولي العهد يذهب إلى لوس أنجلوس حاملا برنامجا طموحا يتلخص في رؤية المملكة 2030، وهذا البرنامج ظهرت ملامحه في جميع محطات الزيارة للولايات المتحدة الأمريكية بدءا من واشنطن مرورا ببوسطن ونيويورك وسياتل واليوم في لوس أنجلوس وغدا في هيوستن.

وأضاف "على العكس من الزيارات الرسمية التي تبدأ بمحادثات مع قادة الدول المضيفة وتنتهي ببيان مشترك فإن الأمير محمد بن سلمان كان يعقد اجتماعات تنتهي بتوقيع اتفاقات عملية تغذي مسارات الرؤية في مجالات الاستثمار والتعليم والتقنية والتصنيع والثقافة والفنون".

وأكد أن ولي العهد ينظر إلى السينما وصناعة الأفلام كعنصر ضروري ومهم في تعدد المسارات الاقتصادية باستثمار المواهب السعودية القادرة على تأسيس صناعة سينما قوية ومؤثرة تنقل صوت المملكة إلى العالم، كما تسهم في إحداث الحراك الثقافي في الداخل، ذلك أن الأمر لا يتوقف عند التصريح بافتتاح دور السينما في المدن السعودية تقوم بدور المتلقي لما ينتجه العالم، إنما بإنشاء قاعد قوية تسمح لصناع الأفلام السعوديين بعرض إنتاجهم وتطويره ليصبح رقما في سجل الصادرات السعودية،.

وأشار إلى أن صناع الأفلام السعوديين أثبتوا قدرتهم على المنافسة الإبداعية في كثير من المحافل، وكان ينقصهم وجود القاعدة الإنتاجية التي تحتوي إبداعهم.

مبادرات فنية
وأشار الأكاديمي في الإنتاج المرئي أحمد الحازمي إلى تميز الشباب السعودي بامتلاكهم هوايات متعددة التي يظهر بعضها في المسلسلات السعودية، كما أن الشباب السعودي نافس على المراكز الأولى خلال الفترة الماضية واحتكر المراكز الأولى في كافة المهرجانات بدول الخليج والدول العربية الخاصة بأفلام السينما.

ولفت إلى أن زيارة ولي العهد المرتقبة لمدينة الملائكة كما يسمونها "لوس أنجلوس" ستضيف العديد من المبادرات التي قد تنصب في صالح السينما السعودية، ومن بينها على سبيل المثال إنشاء معاهد لدراسة فن الإنتاج من خلال إحضار منتجين من هوليوود إلى تلك المعاهد والكليات لكسب منهم الخبرات الواسعة في مجال الإنتاج وكذلك الإخراج وكافة صناعة السينما العالمية، إلى جانب إتاحة الفرصة لعرض الأفلام السعودية بعد توقيع اتفاقية بين البلدين في تبادل الخبرات والثقافات بالمجال السينمائي.

وطالب الحازمي أنه لا بد من دعم صناع السينما في السعودية فوجود منتجين أمريكان لتبادل الخبرات فيما بينهما، سيجعل من صناع السينما في الداخل من أفضل الإنتاج لصناعة الأفلام، ويجعل العديد من الأفلام السعودية تتسابق للمراكز الأولى في كافة احتفالات ترشيح أفضل الأفلام التي تقام بالخارج.
الجريدة الرسمية