رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد عطا الله.. و«غَرّب مال»


عرفته في بداية الألفية الثالثة وتحديدا قبل نحو 17 عامًا، كنا وقتها في السنوات الأولى نتلمس طريقنا في بلاط صاحبة الجلالة، وقد أدركت أنه مشروع صحفي من طراز خاص وأديب مميز، كان أحمد عطالله وقتها يكتب الشعر، ويتلمس طريقه في الصحافة، كان متحمسا، يعشق التحقيقات الميدانية، والبحث في أسرار وتاريخ نجوم السياسة والفن، وقد تلاقينا معا في ذلك الظرف، وفى تلك الأيام الصعبة، وكان أن تشاركنا العمل، وصنعنا موضوعات صحفية مشتركة، حتى إن أحدها تسبب لنا في صولة وجولة – لا مجال لذكر تفاصيلها الآن- مع الكاتب عمر طاهر الذي كان يعمل في نفس الصحيفة آنذاك.


وتغيرت الأيام وتفرقت بنا السبل كل إلى صحيفة أخرى عمل بها، فقد ذهب هو إلى مجلة "الإذاعة والتليفزيون" واتجهت أنا إلى "روز اليوسف"، غير أننى - كما قلت - أدركت منذ البداية أنه مشروع أديب بامتياز، ولهذا لم أتفاجأ حين حظيت روايته "غرَب مال- ما لم يحكه جرمون في السيرة" على كل الحفاوة التي قوبلت بها من كتاب وأدباء وروائيين.

لم أتفاجأ لأنى أعرف عطاالله، ذلك الشاب المعجون بجدعنة الصعيد الجواني، وأعرف إصراره على النجاح، ولم أتفاجأ لأن هذا الصديق العزيز كان لديه منذ بداياته الأولى، وهو قادم إلى القاهرة من قريته في قنا بوادر لمشروع أدبي عماده الأساسي الفلكلور الصعيدي وتراث السير الذاتية، خاصة سيرة أبوزيد الهلالي.

والحقيقة أن عطاالله أعطى لـ"غرب مال" من روحه كما لم يعط كتبه وكتاباته الأخرى، ولم لا وهو الذي مكث يجهز لها 4 سنوات كاملة، ليسرد فيها تاريخ قرية "أبو دياب " ومنها إلى تونس وشبه الجزيرة العربية، ثم يدمج عطاالله بين السيرة الشعبية التي رواها جرمون وبين السيرة الذاتية له.

إن الرواية فصل من إبداع خاص لصديق عزيز جمع بين الصحافة والأدب، واستطاع أن يصنع لنفسه مساحة في المجالين، فتحية للمبدع أحمد عطالله الذي أمتعنا بالجزء الأول من روايته، وفى انتظار الجزء الثاني في قادم الأيام.
الجريدة الرسمية