رئيس التحرير
عصام كامل

«برافو» ساندرا نشأت


حققت المخرجة "ساندرا نشأت" في برنامجها «شعب ورئيس» ما عجز عن تحقيقه العديد من برامج الفضائيات التي يقدمها مذيعون يتحدثون باسم الرئاسة، بينما أعلن الرئيس أكثر من مرة أنه ليس مدينًا لأحد لكي يدعي أنه مقرب من الرئاسة. سر نجاح البرنامج يتلخص في كلمات الحرص على المصداقية واحترام عقول الناس، والتعبير الحقيقي عن هموم المواطنين دون تذويق.


وحرصت "ساندرا" على أن يكون برنامجها متوازنًا ما بين الذين يؤيدون سياسات الرئيس بلا تحفظات والذين يعارضون بعض تلك السياسات ولا يخفون اختلافهم حول أهميتها دون أن يكون للمخرجة دور سواء في الحذف أو الإضافة وعدم توجيه الأسئلة للحصول على إجابات تؤكد التأييد المطلق أو الرفض الكامل.

وبذلك تكون قدمت نموذجا فريدا بين البرامج التي لا ترى سوى الإنجازات وفي كل شيء تمام وبين برامج أخرى لا ترى سوى السلبيات وتشكك في حقيقة الإنجازات التي يصعب إنكارها.

ولا أذيع سرا عندما أشير إلى أن العديد من برامج الفضائيات المحلية التي لا تتوانى عن الهجوم على أصحاب كل رأي معارض وتعتبر المعارضة خيانة سحبت من النظام العديد من مؤيديه كما أن القنوات المعادية التي تصدر من قطر وتركيا ولندن، ولا تتوقف عن نشر الشائعات وإشعال الفتن وإنكار كل إنجاز يتحقق على الأراضي المصرية، فقدت أيضا مصداقيتها لدى الشعب المصري وأضافت للنظام العديد من الذين يعارضونه بعد أن اكتشفوا كذب وتضليل تلك الفضائيات المعادية والأهداف التي تسعى إليها وفي مقدمتها هدم الدولة المصرية ليبنوها من جديد وفق أوهامهم المريضة!

والحقيقة أن تلك البرامج قدمت خدمات لا تنكر للنظام المصري بعد أن ضربت بالمهنية عرض الحائط وانكشف دورها التخريبي وليس لدى أدنى شك في أن هذا الهجوم سيدفع الملايين من المصريين إلى النزول إلى اللجان الانتخابية، فقد تعلمنا من التاريخ أن المصريين يتواجدون حول قياداتهم عندما يأتي الهجوم من الخارج كما أن لديهم حساسية شديدة من التدخل الأجنبي في شئونهم.

ونجحت مقدمة البرنامج في أن تقدم الرئيس على أنه واحد من الناس يشعر بمعاناتهم ويسعى إلى تخفيف تلك المعاناة عنهم.

كما اقتحمت العديد من القضايا التي كان من الصعب الاقتراب منها مثل السؤال عن ميزانية الجيش وجاءت إجابات الرئيس صريحة وواضحة وقدم معلومات جديدة لم يكن يعرفها الرأى العام.

برافوا.. "ساندرا نشأت"، وأظن أن الشريط الذي قمتِ بإعداده سيشغل الرأى العام طويلا.
الجريدة الرسمية