رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة للسيد الرئيس


من منطلق حبي وانتمائي لمصرنا الحبيبة وعملا بالمقولة التي تقول: "متقلش إيه إديتنا مصر قول هندي إيه لمصر"، أعطيت لبلدي الكثير والكثير دون انتظار أدنى مقابل، حاربت في حرب أكتوبر ٧٣ المجيدة بالسلاح وكنت أحد أبطالها بسلاح المهندسين بالجيش الثاني الميداني، وأصبت بثقب في طبلة الأذن اليمنى ولم تعالج حتى الآن، ومن أكثر من خمس وثلاثين عامًا حاربت وما زلت أحارب بقلمي وكلمتي من خلال وسائل الإعلام المتنوعة، الصحافة والإذاعة والتليفزيون المصري والفضائيات دون أي مقابل مادي لوجه الله وطلبًا لمرضاته عز وجل وحبًا في مصر بلدي التي أعشقها..


حاربت بالسلاح والقلم والعقل والفكر المستنير وما زلت أحارب الأفكار المتطرفة والمتشددة، والتي تتنافى مع سماحة الإسلام واعتداله ووسطيته، والتي أنتجت الجماعات المتطرفة والدواعش ومن على شاكلتهم وبفضل الله اهتدى على يدي الكثيرين منهم، وكم دافعت ومازلت أدافع عن مصر وأمنها وقائدها الوطني البطل المصري الحر السيد الرئيس السيسي، والذي أحبه وأحترمه وأعتبره هدية الله ليس لشعب مصر فقط بل للأمة العربية والإسلامية..

هذا ومن أراد أن يتحقق من ذلك فليراجع مقالاتي بالصحف المصرية وعلى بوابة "فيتو" وليراجع أعمالي التليفزيونية والإذاعية والمعروض منها على اليوتيوب تحت اسمي الإعلامي رمضان البيه، حاربت وما زلت أحارب ولم أدخر جهدًا في سبيل الحفاظ على مصر والدفاع عنها وحمايتها من الفتن والإرهاب على قدري المحدود، وذلك بتصحيح المفاهيم المغلوطة المتشددة والتي ينتج عنها العنف والتطرف..

المهم أصبت بانسداد في أحد شرايين القلب وتوجهت إلى مستشفى معهد ناصر وعملت كل الفحوصات والأشعات والتحاليل وعملية قسطرة استكشافية كل هذا على نفقتي الخاصة، والتي تكلفت عدة آلاف من الجنيهات وأوصى الطبيب الذي أجرى عملية القسطرة بسرعة إجراء العملية لارتفاع نسبة الانسداد إلى نسبة ٩٨٪، مما يجعل وصول الدم إلى القلب ببطء شديد جدًا، وكذلك وصول الأكسجين للدم والدماغ ببطء شديد ويتسبب عن ذلك آلام شديدة لا تحتمل ولا تطاق وذبحة صدرية غير مستقرة تنتابني كل ساعة تقريبًا مصحوبة بألم شديد في الظهر والرأس والذراعين والأطراف حتى أني أكاد أن أجن..

المهم قمت بعمل قرار علاج على نفقة الدولة وأنا أتحمل جزءًا بعدما عرضت على لجنة ثلاثية من أساتذة مستشارين في جراحة القلب بمعهد ناصر وقرروا إجراء عملية، وأوصى طبيب القسطرة بالإسراع بإجراء عملية قلب مفتوح وأن تجرى في خلال أيام قليلة، وقمت بإعادة التحاليل والأشعات والفحوصات على نفقتي الخاصة أيضًا بالمعهد وأحضرت عشرة أفراد متبرعين بالدم، وتم التبرع والانتهاء من إجراءات التجهيز للعملية.. ولكن للأسف سوف أنتظر الدور في قائمة كبيرة بمرضى ينتظرون دورهم في إجراء عمليات بالقلب..

وللأسف تجرى عمليات القلب في خلال ٢٤ ساعة لمن يملك المال ولديه القدرة على أن يدفع قرابة المائة ألف جنيه، هذا ومن شدة معاناتي وآلام الذبحة التي تكاد لا تفارقني أنتقل يوميًا بسيارة أسعاف على نفقتي الخاصة أيضا لقسم الطوارئ في مستشفى معهد ناصر ومستشفى الهرم ولا أجد عندهم سوى بعض المسكنات من الأدوية الخاصة بي والتي تجاوزت العشرة أصناف، أنا أعطيت مصر الكثير والكثير وما زلت أعطي بالرغم من تجاوزي الأربعة والستين من عمري وبالرغم من قسوتها فإنني سأعطيها لآخر نفس من أنفاسي، ولآخر لحظة من عمري..

سيادة الرئيس من أقوالك الشهيرة وأنت رجل صادق ومعلوم عنك أنك رجل أفعال وليس أقوالًا، مصر مبتنساش ولادها، لكن تقريبًا نسيت ابنها "رمضان البيه" الذي قدم وما زال يقدم لمصر بدون مقابل.
الجريدة الرسمية