رئيس التحرير
عصام كامل

واجبك الوطني.. ومكافحة الإرهاب


مع بدء الانتخابات الرئاسة المصرية... فإصلاح الأحوال هو أولوية للشعب وللرئيس.. وقد بدأت خطوات الإصلاح في جميع المجالات على نحو يشهده الجميع في داخل البلاد وخارجها.. والمشاركة في الانتخابات مع كامل الحرية لصوتك.. هي في حد ذاتها إصلاح لإنهاء عقود كانت سمتها العزوف عن المشاركة السياسية، كما أنها تصب بما لا يدع مجالًا للشك في صورة مصر دوليًا...


سواء كان سياسيًا بالوصول إلى نسبة تصويت عالية ممن لهم حق الانتخاب، وهم ما يقرب من 60 مليون نسمة، وتفويت أي فرصة على من يترصدون ويتربصون من أجل إثارة القلاقل والاضطرابات، أو اقتصاديًا لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وإعطاء صورة جيدة عن الأمن لتعزيز الاقتصاد المصري.

انزل وشارك هذا أقل ما يمكن تقديمه لوطنك.. في حربه ضد الإرهاب، وأقل تقدير لدماء من ضحى بحياته من أجلك، وحد أدنى من الاعتزاز بمن هم مازالوا على الجبهة يقاتلون ويكافحون الإرهاب من أجلك أيضًا.. لتنعم بحياة آمنة مستقرة تستطيع فيها الذهاب لأماكن العمل أو العلم أو حتى البقاء بمنزلك آمنا مطمئنا.. وجعلهم يشعرون بالحماس والاجتهاد والمساندة.. ـوأن جهودهم مشكورة ومقدرة وأنه يخدم ويدافع عن مواطن يشعر بمسئوليته الوطنية ويقف في صفه أمام لجنته الانتخابية ليدلي بصوته.

الأمر بسيط وليس شاقًا.. وحتى إذا كان واجبا شاقا فهو لا يذكر أمام التضحيات الهائلة التي نسمع عنها كل يوم، ومن أجل صورة الوطن أمام أهالي الشهداء والمصابين وأن من ضحوا من أجلهم هم أهل لهذه التضحيات وأنها محل تقدير وفخر.. المشاركة في الانتخابات هي أبسط تعبير عن الانتماء والولاء للأرض، وتعبيرًا عن حب هذا الوطن.

ولمن يرى أن نظام الحكم غير مناسب، فهذه فرصة للتعبير وحتى لا تكون المعارضة مجرد مجموعة من أحزاب ومجموعات صغيرة غير مؤثرة في الشارع عجزت عن طرح البديل القوى المنافس الذي لديه برنامج قابل للتنفيذ والمدرك لحقيقة الأوضاع الداخلية والخارجية بملفاتها وتعقيداتها، ولمن يدعي أن نظام الحكم المصري حكم عسكري مثلما اعتاد البعض على القول، وعلى الرغم من أننا في حالة حرب، فأحب أن أذكرهم أن الولايات المتحدة -الدولة الأكثر تقدمًا على صعيد الحرية والديمقراطية- من بين 45 رئيسًا تولوا الحكم كان هناك 33 رئيسًا ذو خلفية عسكرية..

بل إن من وصفوا بأعظم الرؤساء الأمريكيين كانوا رؤساء عسكريين وليسوا مدنيين، بل إنه حتى الرؤساء المدنيين قد نشأوا وتربوا طوال مسيرتهم على تقديم وتبجيل المؤسسة العسكرية والخضوع لها، فلا يوجد فصل حاد بين المؤسسة المدنية والعسكرية الأمريكية، إضافة إلى التغييرات التي أحدثها الرئيس ترامب في إدارته وتعيينه لجنرالات –بعضهم شارك في غزو العراق- في مناصب إدارية مهمة كوزارة العدل والخارجية والبيت الأبيض..

لأنه يعول كثيرًا على القادة العسكريين لكي يمنح شكلا جديدا لسياسات أمريكا الأمنية والخارجية في عهده الرئاسي.. هذا إضافة إلى أن البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) هي التي تتحكم في معظم الأمور في البلاد، وأي قرار يتخذ بعد الموافقة عليه من حيث مدى تحقيقه للأمن القومي، فضلا عن شعار إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي لعام 2017، وهي التي تضع أساس السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العالم، هو "أمريكا أولا" أي المصالح الأمريكية أمنيا ثم سياسيا واقتصاديا.. الأمن هو الأساس الذي يقوم عليه بنيان الدول.

كما يثار أن الانتخابات غير ديمقراطية وغير نزيهة، وهو حكم مسبق قبل بداية العملية الانتخابية وفي ظل تراجع عدد المنظمات الدولية التي سوف تراقب الانتخابات عن العدد الذي شارك في انتخابات عام 2014، وأنها محسومة النتائج مع غياب منافسة حقيقة، وهو ما تروج له بعض وسائل الإعلام الغربية، متجاهلة حالة عدم الاستقرار والصراعات والفوضى التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ككل والتي تتطلب نوعًا خاصًا من القيادة، لديها الوعي والإدراك والقدرة على الإنجاز، كما حدث في الدول الغربية ذاتها قبل ذلك.

وتعول الدول على شبابها في نجاح الديمقراطية، خاصة أن التركيبة العمرية لبلد ما تساعد على التنبؤ بمدى قدرة البلد على التحرك نحو الديمقراطية والحفاظ عليها، فهناك علاقة بين التركيبة السكانية والديمقراطية.. ولا شك أن الشباب المصري قوة هائلة في عملية الانتخابات، يستطيعون المشاركة والتعبير عن آرائهم، فهم قاطرة التنمية وأيقونة الحركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية..

وهم في ذهن الدولة دائمًا ومن أجلهم تم بناء أكثر من 14 مدينة جديدة وبناء وحدات سكنية وتوفير فرص عمل والاستماع لهم ولمطالبهم في مؤتمرات محلية ودولية خاصة بهم شملت حوار مع كبار المسئولين في مختلف الجهات، والعمل على إعداد جيل واع قادر على القيادة والحفاظ على الدولة، خاصة وقد أصبح الشباب الآن من أهم الفواعل الدولية.

والملاحظ من مشاركة المصريين في الخارج في عملية التصويت، الحضور والمشاركة من مختلف الفئات وخاصة حضور المرأة المصرية بقوة، وإصرارهم على التعبير عن رأيهم في أي مكان في العالم وقد تخطوا كل محاولات تضليل الإعلام الدولي والشائعات المغرضة والافتراءات ضد مصر وقيادتها وما تقوم به من مشروعات قومية، فكانوا خير سند وداعم، وشاركوا إدراكًا منهم للصورة الصحيحة السليمة لمجريات الأمور.

ليس التخاذل والتكاسل هو ما تستحقه مصر الآن.. مصر تحملت الكثير والكثير من مواطنيها.. وعليهم تحمل المسئولية والقيام بواجباتهم.
الجريدة الرسمية