رئيس التحرير
عصام كامل

الـ«مرقسية» و«رشدي».. اختلفت المشاهد وحضر الشهداء في الإسكندرية

فيتو

لم تتبدل المشاهد المأساوية خلال الفترة الأخيرة، التي عاشها أهالي مدينة الإسكندرية، عن بعضها خلال العمليات الإرهابية، التي يقوم بها مجهولون، لاستهداف منشآت عامة وأماكن حيوية، تشهد تكدسا للمواطنين، سواء كانت أماكن عبادة أو أخرى شرطية، لفرض فوضى في المحافظة، والنيل من أرواح المواطنين والمارة، من خلال تنفيذ عملياتهم والمخطط المتفق عليه من قبل الجماعات الإرهابية.


وكانت الإسكندرية خلال العام الماضي، على موعد مع تفجير هو الأول من نوعه، بداخل الكنيسة المرقسية بوسط المدينة، والتي راح ضحيتها ١٨شهيدا، و٤٨ مصابا، خلال تأدية الأقباط بالكنيسة للصلوات، بحضور البابا تواضروس الثاني، والتي جاءت قبل تفجير إحدى كنائس طنطا، إلا أن الانفجار أسفر عن تدمير جزء كبير من الكاتدرائية وحوائطها من الداخل والخارج، وانتشار دماء الضحايا في جميع أنحاء الكنيسة بالخارج، وسط سيطرة الحزن والخوف على الراهبات والمواطنين، حزنا على ضحاياهم، وتلهفهم على الاطمئنان على من بقي من أشقائهم.

إلا أن عروس البحر المتوسط، لم تسلم من العمليات الإرهابية، وكانت على موعد آخر مع مشهد من الدماء على الأرصفة والشوارع للمارة، من انفجار سيارة مفخخة لاستهداف موكب اللواء مصطفى النمر مدير أمن الإسكندرية، قبل ساعات من ماراثون العملية الانتخابية الرئاسية، إلا أن هذا الانفجار أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة ٥ آخرين، وتهشم بعض المحال التجارية والسيارات، التي كانت تنتشر بكثافة شديدة بالقرب من أشهر الفنادق بشرق المدينة، التي يحرص على زيارتها لفيف من الوزراء والأندية الرياضية الكبرى والوسط الفني، وتحولت منطقة رشدي، وبالتحديد بشارع سوريا، إلى بركة دماء، وسيطرت مشهد البكاء على أهالي المنطقة والمارة، الذين حرصوا عقب الانفجار، على الخروج بمظاهرة شعبية لترديد الهتافات ضد العمليات الإرهابية، ومساندة رجال الأمن في التصدى للإرهاب، ومنها "لا للإرهاب" و"هنشارك في الانتخابات" "مش حنخاف مش حنخاف".

أما عن المواقف البطولية التي اتسم به أهالي منطقة رشدي، هو مساعدة رجال الأمن على نقل المصابين من أماكنهم؛ لمحاولة إسعافهم، عبر سيارات الإسعاف والطوارئ الأولية، وتوزيع المياه على المتواجدين، وهو ما استشعره الحاضرون في مشهد ليس غريبا على شهامة المصريين.
الجريدة الرسمية