رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أمسى المسا.. ورحلت «ريم بنا»


لم ولن يكون لي في الحياة خصم سوى السرطان ذلك اللعين الذي يخطف أرواح الأحبة، سواء وهم على الأرض أو يختطفها إلى الموت، فلا يميز بين الطيبين أو الأشرار، يشبه النار في الهشيم تأكل كل شيء، ولا يترك لنا سوى الأوجاع والذكريات لتعذبنا في كل لحظة وكل موقف، ويذكرنا بخيبتنا ونحن مكتوفي الأيدي أمامه لا نستطيع أن نفعل شيئًا.


في يناير، أودعنا روح أستاذ "جرانت فؤاد"، الذي كان مصدر قوة ودعم نفسي لكثيرين، وأولهم أنا، وما زلت غير مقتنع أنه رحل، فأنا أتمنى لو في أي لحظة، يتصل هاتفي لأجده هو ليطمئن عليَّ في غربتي، واليوم استيقظت على خبر وداع صديقتي الجميلة وغزال الغناء وقديسة النضال -ريم بنا- الفلسطينية الجميلة، صاحبة الروح الجاذبة للجمال.

ما زلت أتذكر منذ أربع سنوات، عندما كنت في غرفتي أذاكر ووجدت واحدة من أقاربي تذاكر في صالة المنزل وهي تستمع لأغنية "أحبك حبين" وكانت تلك أول مرة أسمع تلك الأغنية بذلك الصوت الخلاب، فهرولت خارجًا كي أعرف من تلك التي تغني؟

فأجابتني أنها -ريم بنا- مطربة فلسطينية من نوع منفرد، تعرف كيف تخطف الأرواح في فضاء الخيال والحب. ومنذ ذلك الحين وأنا أستمع لها من حين لآخر، وربما كما يقول والدي أحيانًا إني محظوظًا لأن كل من اشتهيت أن تجمعني بهم صداقة تكونت بالفعل صداقة بيننا.

في العام الماضي وبالتحديد في آخر مايو، تعرفت على ريم بنا، ربما لم نتحدث كثيرًا ولم نلتقِ ولا مرة، لكنها كانت رقيقة القلب وخفيفة الروح.

أتذكر عندما أرسلت لها قصيدتي "على قبة الصخرة" لأعرف رأيها فيها وقالت لي: "على الرغم من بعض الألفاظ التي ستثير البعض، لكن القدس محظوظة لأنك كتبت لها".

وأتذكر قبل امتحاني في اللغة الروسية العام الماضي عندما صارت تتحدث معي بالروسية لكي أتشجع ولا أخشى الامتحان، جمال "ريم بنا" لم يكن مقتصرًا على غنائها أو فنها، لكن كان في روحها وحبها أيضًا لكل من حولها. ارقدي في سلام يا قديسة الغناء، واجعلي روحك تطير متحررة من كل الألم ومن كل الحزن، فكلاهما لا يليق بالأنقياء أمثالك.
Advertisements
الجريدة الرسمية