رئيس التحرير
عصام كامل

رحيل قديس إلى جهنم


الأسبوع الماضي كان "ستيفن هوكينج" العالم الأسطوري المذهل في موعد مع القدر.. رحل الإنسان الذي تحدى كل أمراض الدنيا الفانية ليصنع عوالمَ من عبقرية فذة وهبها الله له، فكان مثالًا يحتذى به في الإمساك بقدرات المولى عز وجل.. لم يكن "هوكينج" مجرد عالم فيزياء عبقري، ولم يكن مجرد أسطورة علمية نادرة، ولم يكن مجرد أينشتاين الثاني فقط.. كان نموذجًا لقدرة الله في الأرض.. كان متدبرًا في الكون والتزم كل ما أمرنا الله به من التعقل والتدبر والبحث في ملكوت الله.


تصوروا أن رحيله يطرح على ساحة الجهل القابع في بلادنا نفس الإشكالية العتيقة التي تقول: إن على الأرض متحدثين باسم الرب خلصوا بعد دراسات أن الرجل ذاهب إلى جهنم.. تصوروا أن عالِما عاش حياته متحديا الضعف والمرض والفراش والكرسي المتحرك؛ ليقدم للإنسانية حلولًا لاستفهامات احتار الإنسان في تفسيرها، بحث في السموات وفي الأجرام وفي النجوم وظل طوال حياته ساهرًا الليالي من أجل البشرية؛ ليخرج علينا متجمدون في ثياب الدين ليعلنوا أن الرجل في طريقه إلى جهنم الآن.

المتجمدون أعطوا أنفسهم حقًّا لم يمنحهم الله إياه.. تحدثوا باسمه جل وعلا، وقطعوا بالقول إنهم يعرفون نهاية "هوكينج" وإن أمثاله مصيرهم النار لأنهم لم يطلقوا اللحى، ولم يرتدوا جلبابا قصيرا ولم يُتمتموا بما يُتمتمون به.. هكذا أصبح العالم الباحث في الملكوت مجرد كافر؛ لأنه لم يتبع شيخًا من شيوخ الجاهلية الأولى.. سبحانك ربي عما يصفون.. سبحانك ربي سبحانك تعلم ما لا نعلم، وتقدر على ما لا نقدر.. اللهم بحق علمك وقدرتك خلصنا من جهل الجاهلين.
الجريدة الرسمية