رئيس التحرير
عصام كامل

معان في الأمومة


الأم هي أسمى رمز للعطاء والبذل والإيثار والتضحية، الأم هي مصدر العطف والحنان وهي الحصن الحصين للأبناء، وهي أحق الناس بالصحبة والوفاء والإحسان، الأم هي الحاضنة المعطاءة دون انتظار مقابل، الأم التي عانت في حملها وولادتها وهي التي ربت وسهرت وكم تعبت وعانت وتألمت دون شكوى، الأم التي تكمن سعادتها في سعادة الأبناء تفرح لفرحهم وتتألم لألمهم، الأم هي الحضن الدافئ الآمن، وهي الملاذ عند الضعف والإحساس بالخوف والجزع.


الأم هي التي جعل الله تعالى الجنة تحت قدمها، رضاها من رضاء الله، برها والإحسان إليها مكمن سر السعادة في الدنيا والآخرة، يا بركة دعاها ورضاها، السعيد من أبرها وكان بها حفيًا، والشقي من أساء إليها وأحزن قلبها، الأم وصية الرحمن في كتابه الكريم ونبيه صلى الله عليه وسلم في هديه القويم..

هذا وللأمومة مظاهر عديدة وصور متنوعة وفي بعض معاني الأمومة، نجد أن الأم الأصل في أمهات أجساد الأرض، فهي الأم الأولى والتي أخرجنا الله تعالى من رحمها ومنها خلقنا سبحانه وتعالى، يقول عز من قائل: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى".

ومن هنا يجب على العاقل أن يتواضع وهو يخطو فوق ظهر أمه ولا يتعالى ولا يتجبر ولا يفسد حتى تحنو عليه وتحتضنه برفق عند عودته إلى بطنها بعد مماته، وفي معنى الأمومة أيضًا نجد أن منهج الإسلام بما حواه من قيم إنسانية نبيلة ومكارم وفضائل ومحاسن نجد أنه منهج أمومة احتضن به الحق سبحانه وتعالى عباده وخلقه، وتأكيدًا لذلك عندما ننظر إلى كلمة الإسلام نجد أول حرف منها الألف وآخر حرف الميم، وهما الحرفان اللذان يشيران إلى كلمة أم..

الألف والميم البداية والنهاية، ونجد أيضا أن للأرواح أمًا، وهي الأصل فيها، ومصدرها، وهي تلك النفخة الربانية المنسوبة إلى الله تعالى، يقول عز وجل: "ونفخت فيه من روحي"، وعندما نتطلع إلى أقدس وأجل معنى للأمومة في الكون والوجود والحياة نجده في لفظ الجلالة، وهو الاسم العلم على الذات الإلهية، الله، وأول حرف منه حرف الألف، والاسم الذي يشير إلى رحمة الله للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم، وأول حرف منه الميم، الألف الله، والميم محمد، أم، فهما الأمومة الحاضنة لعوالم الوجود والخلق..

الإله الذي كتب على نفسه الرحمة وحبيبه صلى الله عليه وسلم المرسل منه رحمة للعالمين، رحم الله أمهاتنا اللاتي رحلن عن دنيانا وبارك في الذين بيننا وجازاهن الله جميعًا عنا خير الجزاء، "وبالوالدين إحسانًا".
الجريدة الرسمية