رئيس التحرير
عصام كامل

عفريت «تميم».. جورج نادر عراب صفقات «التهدئة العربية الكبرى»

جورج نادر فى لقاء
جورج نادر فى لقاء سابق مع ترامب

جورج نادر.. رجل أعمال أمريكى من أصل لبنانى، تراه قطر عدوا وتعتبره "عفريت" لنجاحه في إفساد مخططات الأمير تميم بن حمد، في اختراق الإدارة الأمريكية والحصول على دعم دونالد ترامب، في الضغط على دول المقاطعة.


مهندس التهدئة

تهاجمه الدوحة هذه الأيام وتلاحقه بالاتهامات مستندة في ذلك إلى تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول جورج نادر، وكيف نجح في خلق لوبى " إماراتى – سعودي" مشترك للتأثير في صناعة القرار الأمريكى بهدف خلق تهدئة بالمنطقة العربية بعيدة عن ممارسات قطر وتعويلها على دعم التنظيمات الإرهابية الهادفة لنشر الفوضى.

تقرير الصحيفة الأمريكية، إن صدق فهو يمثل انتصارا للعرب ويثبت مدى رجاحة عقول جيل جديد من الحكام استوعب اللعبة ويدرك أن صناعة القرار أهم من مناهضته أو التنديد به فيما بعد.. فمن هو نادر الذي أصبح كابوسا يؤرق منام تميم، وبحسابات مصالح دول الاعتدال العربى يستحق أن يطلق عليه لقب "عراب صفقات التهدئة الإقليمية".

تقرير الصحيفة

وادعت "نيويورك تايمز"، أنها حصلت على مئات الوثائق التي تزعم تدخل السعودية والإمارات العربية المتحدة في سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرة في هذا الصدد إلى دور يقوم به رجل أعمال من أمريكى من أصل لبنانى يدعى جورج نادر.

وزعمت الصحيفة المعروفة بمواقفها العدائية ضد السعودية ومصر والإمارات، ودفاعها عن قطر وتنظيم الإخوان، أن الوثائق تشتمل على مراسلات بالبريد الإلكتروني بين رجل الأعمال اللبناني-الأمريكي جورج نادر، المستشار السياسي لولي عهد أبو ظبي، ونائب رئيس لجنة المالية التابعة للحزب الجمهوري، إليوت برويدي.


وتشير الوثائق، وفقا لمصادر الصحيفة، إلى جهود إماراتية- سعودية للتأثير على سياسات وقرارات ترامب.

تدخل في الانتخابات

وقال أحد المصادر، إن المحقق الخاص في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية السابقة، روبرت مولر، استدعى نادر، مجددا للإدلاء بشهادته واستجوابه حول الاشتباه بتقديم الإمارات دعم مالي للتأثير على سياسات ترامب.

وقال مصدر مطلع على سير التحقيقات إن نادر أصبح "شاهدا متعاونا" مع مولر، وأن التحقيقات يبدو أنها تتوسع لتشمل التدخل الأجنبي، عموما في سير الانتخابات السابقة وعملية صنع القرار في البيت الأبيض.

وقالت المصادر إن إزاحة ريكس تيلرسون من وزارة الخارجية الأمريكية كان على رأس أولويات الرجلين، فضلا عن حث ترامب أكثر من مرة على لقاء قيادات في الدولتين الخليجيتين خارج البيت الأبيض.

وشكك محامي برويدي في صحة تلك الوثائق.

عقود الاختفاء

أمضى رجل الأعمال اللبناني-الأمريكي جورج نادر عقودا بعيدا عن الأضواء إلى أن برز اسمه في إطار التحقيقات التي يقوم روبرت مولر، المحقق الخاص في موضوع "التدخل" الروسي في الانتخابات الأمريكية.

ونظرا لامتلاكه علاقات مع الإدارات الأمريكية المتلاحقة، لعب نادر دور "القناة الخلفية" للتفاوض مع سوريا أثناء إدارة بيل كلينتون، ومنذ عام 2000 غاب عن الأنظار إلى أن برز اسمه مؤخرا في تحقيقات التدخل الروسي بانتخابات الرئاسة الأمريكية.

هجرته إلى أمريكا

هاجر نادر إلى الولايات المتحدة وهو في سن المراهقة ولم يكن يعرف سوى بضع كلمات باللغة الإنجليزية. والتحق بإحدى الجامعات الأمريكية لكنه لم يكمل الدراسة وترك الجامعة عام 1980.

أطلق نادر دورية باسم " Middle East Insight" التي سرعان ما بات لها وزن في دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، حيث نشرت المجلة مقابلات مع كبار أعضاء مجلس الشيوخ وقتها والرؤساء أمثال ياسر عرفات، وإسحاق رابين، ومعمر القذافي، وحسني مبارك والوليد بن طلال.

ويلف الغموض شخصية نادر ولا تعرف له أجندة سياسية، ويراه البعض مجرد باحث عن فرص لجمع المال عن طريق شبكة العلاقات التي أقامها في الشرق الأوسط والولايات المتحدة.

ويقول نمرود نوفيك مستشار رئيس حكومة إسرائيل السابق شيمون بيريز، إن نادر عرض على إسرائيل لعب دور الوسيط بين إسرائيل وسوريا ولبنان لكن جهوده لم تثمر عن نتيجة.

قناة خفية

في أواخر تسعينيات القرن الماضي لعب نادر دورا قناة الخلفية للمفاوضات بين إسرائيل وسوريا إلى جانب الوسيط الأمريكي وسفير الولايات المتحدة السابق في استراليا رونالد لاودر.

كما كانت لنادر علاقات مع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، الايباك، حيث عمل المسئول السابق في أيباك جوناثان كيسلر مدير تحرير دورية نادر "ميدل ايست انسايت".

وبعد عام 2000 غابت الدورية وصاحبها عن الأضواء تماما في واشنطن حتى وقت قريب.

وقالت الصحيفة إن نادر تردد العام الماضي كثيرًا على البيت الأبيض والتقى بستيفن بانون وجاريد كوشنر ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، مايكل فلين وبحث معهم السياسة الأمريكية تجاه دول الخليج قبل سفر ترامب للسعودية في مايو الماضي.

مرسي والإخوان

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن نادر نجح في تمرير أهداف للدول العربية منها على سبيل المثال، إقناع الولايات المتحدة بضرورة التحرك ضد "الإخوان المسلمين" أو الضغط على قطر.

وحرم عراب التهدئة جورج نادر من خلال اتصالاته، آن باترسون، سفيرة أمريكا السابق في القاهرة -المعروفة بدعمها للرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية-، من الحصول على منصب بارز داخل البنتاجون.



الجريدة الرسمية