رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عادل يكتب: «اخترت أن أفكر 2»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

استكمالًا لما قد طرحته في مقالي الأول بعنوان «اخترت أن أفكر 1».. تساءل الكثيرون كيف لتلك المعلومات السطحية ـ على حد قولك ـ أن تودي بأحدهم إلى طريق الإلحاد في الوقت الذي نرى فيه أناس يعرفون ما قد يعرفون من العلوم، حيث مُيزوا علماء في وسطنا وهم أنفسهم من قد نهجوا من طريق الإلحاد منهاجًا لهم.


ولكن كما نعرف «الضد يظهر حسنه الضد فبضدها تتميز الأشياء».. أين أنتم من هؤلاء العلماء الذين أقروا بوجود الإله؟

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة، ما الذي جعل من هؤلاء ملحدين - إذا كانوا حقًا ملحدين، وإذا كانوا قد اعتنقوا الإلحاد، فهل هو بغرض علمي أم بخلاف ذلك وإذا كان بغرض علمي هل ما ذكروه صحيحًا؟

هل الأمر حقًا يسير في مضمار العلم والمنطق؟ هل الأمر كله يكمن في معاداة الدين بشكل عام لهدف ما؟

إن نتاج المعلومات التي يمكن أن تتلقاها على مدار عمرك هو ما يمكن أن يكون وجهه نظرك وخلفيتك ومرجعيتك.

واستنادًا إلى ما ذكره ماركس بلانك الحاصل على جائزة نوبل في فيزياء الكم «إن الدين والعلوم الطبيعية يقاتلان معًا في معركة واحدة ضد الشك والجحود والخرافة، ولقد كانت الصيحة الواحدة في هذه الحرب وستكون دائما "إلى الله"».

وها نحن هنا نعمد إلى اتخاذ مثالًا للتوضيح وليس للقياس، مثالا يوضح هل ما نعرفه عن هؤلاء العلماء حقًا هو الحقيقة أم أننا ننساق انسياقًا أعمى وراء ما يدعون أنفسهم عُلماء دون إعمال للعقل، دون تروي وبحث فيما يزعمون.

هنا على سبيل المثال لا الحصر: أينشتاين ـ أذكى عقل عرفته البشرية ـ قالوا عنه إنه ملحد، في حين أن جل كتاباته تظهر خلاف ذلك، يمكننا أن نطالع منها مثالا: «كلما تعمق المرء في اختراق أسرار الطبيعة، كلما ازداد توقيره لله»، «تديني يتكون في إعجابٍ متواضعٍ بالروح الفائقة اللامحدودة التي تكشف عن نفسها في القليل الذي، مع فهمنا الضعيف العابر، يمكننا فهمه من الواقع»، «كلما درست العلوم كلما زاد إيماني بالله».

وأما ماكس جامر، وهو أستاذ فخري في الفيزياء ومؤلف كتاب السيرة الذاتية: أينشتاين والدين 2002، فيذكر أن مقولة أينشتاين الشهيرة: «العلم بدون دينٍ أعرج، والدين بدون علمٍ أعمى»، يمكنها أن تكون بمثابة خلاصة وجوهر فلسفة أينشتاين الدينية.. وللحديث بقية.
الجريدة الرسمية