رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فيها حاجة حلوة.. فرحة الشناوي!


أمس سعدت كثيرا بتكريم الرئيس السيسي للعالمة الجليلة الدكتورة فرحة الشناوي، ولأن إعلامنا لا يسلط الضوء إلا على النماذج السيئة، ويلهث دائما خلف التافهين والتافهات، ولا يرى سوى الصور السلبية ويبرزها، ونجوم المجتمع عنده هم فقط أهل الفن والرياضة، فإنه لم ولن يعرف من هي فرحة الشناوي التي كرمها رئيس الجمهورية في يوم المرأة المصرية.


الدكتورة فرحة الشناوي كانت أول امرأة تتولى منصب وكيل كلية طب المنصورة، ثم أول امرأة عميدا لها، وأيضا أول امرأة تصبح نائبا لرئيس جامعة المنصورة، وهي مؤسس المركز الثقافي الفرنسي بالدقهلية، وأيضا المجلس القومي للمرأة في المنصورة، وكانت عضوا باللجنة العليا لزراعة الأعضاء في مصر، تلك هي المناصب الإدارية والأكاديمية التي تولتها، وهي الأقل في مسيرتها العلمية والعملية وعطائها لبلدها.

الدكتورة فرحة الشناوي من أوائل الحاصلين على دكتوراه في علم المناعة من فرنسا، ثم قامت بتأسيس معمل المناعة والبصمة الوراثية في مركز المسالك البولية والكلى بجامعة المنصورة، والذي ساهم في نجاح برنامج زراعة الكلى في هذا المركز العالمي المتميز، كما أن لها دورا مهما في تأسيس برنامج زراعة الكبد في الجامعة، من خلال علاقتها بجامعة باريس، هذا البرنامج الذي أصبح اليوم الأول محليا والثالث عالميا في زراعة الكبد بين الأحياء.
 
الدكتورة فرحة الشناوي خلال عمادتها لكلية الطب بدأ  في عهدها أول برنامج تعليم طبي بشراكة كاملة بين جامعة مصرية وأخرى أجنبية، من خلال التعاون مع جامعة مانشستر الإنجليزية، والذي أصبح أيضا اليوم من أهم البرامج في الجامعات المصرية، وخريجوه تخطفهم كل الدول، بل وأصبح مصدرا للدخل من العملة الصعبة لخزينة الدولة، حيث يفضله الطلاب الوافدون لجامعة المنصورة من الدول العربية والأفريقية وشرق آسيا.

فرحة الشناوي التي كرمها الرئيس أمس، وهي على مشارف السبعين عاما ومازالت تعطي حتى كتابة هذه السطور من خلال عملها مع فريق بحثي في مجال المناعة الطبية، وهو مجال هام وجديد يساعد في معرفة أسباب الأمراض وطرق علاجها، وصفحة التكريم في حياتها مليئة بالعديد من الأوسمة والجوائز المحلية والدولية، منها وسام فارس من الرئيس الفرنسي على دورها في تعميق العلاقات الثقافية والعلمية المصرية الفرنسية، فهي واجهة مشرفة لبلدها داخل مصر وخارجها، إنها حقا سيدة تعمل وأنجزت في صمت دون صخب أو ضجيج إعلامي.  

فرحة الشناوي رغم أعبائها الوظيفية والعلمية لم تنس دورها كامرأة وأم مصرية توفي زوجها، وترك لها ثلاثة أولاد في عمر الزهور، أحسنت تعليمهم وتربيتهم حتى أصبحوا نافعين لبلدهم من خلال وظائفهم العلمية المتميزة، وبجانب نجاحها في المناصب التي تولتها، وتميزها العلمي والمهني والأخلاقي، فإنها مثال للمرأة المصرية القدوة والنموذج ورحلة حياتها مليئة بقصص النجاح والكفاح المشرفة مثل الملايين من أمهاتنا اللائي يعطين دون انتظار لأي مقابل.
 
فكل التحية والتقدير والاحترام لكل أم مصرية تحملت من أجل بلدها وأولادها، والتحية أيضا للرئيس السيسي الذي يحرص على تكريم المجتهدين، ورسم البسمة على شفاه الضعفاء والمهمشين، ختاما بعد التكريم الرسمي للدكتورة فرحة الشناوي سوف تظل سمعتها الطيبة وعفة لسانها وحب الناس ودعوات فقراء المرضى رصيدها في الدنيا والآخرة، وسوف تصبح مصر بخير إذا كان علماؤنا هم نجوم المجتمع.  
  
egypt1967@yahoo.com
Advertisements
الجريدة الرسمية