رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا أعرض الرئيس عن «التكاتك شو» الفضائية؟


فيلم شعب ورئيس الذي قدمته وأخرجته المخرجة الشابة ساندرا نشأت، مساء الثلاثاء الماضي، قدم للناس في نعومة وبساطة الإنسان عبد الفتاح السيسي المرشح لفترة رئاسية ثانية، والحق أن القالب الإعلامي الفني الذي شاهدنا فيه طريقة تفكير وإحساس رأس البلاد، جمع ما بين الحوار التليفزيوني والفيلم التسجيلي، واختارت له المخرجة والمذيعة نموذج الحوار المرسل المتدرج الهادئ، رغم أن الثلثين الأخيرين منه كانا زاخرين بمقاطع فيديو يمكن أن تستفز الضيف. لم تستفزه على الإطلاق..


بل مضي يرد على مخاوف الناس الأمنية، ووعد بمعالجة هذه المخاوف لدحضها. بالطبع تطرق الحوار إلى مناطق وجدانية واجتماعية وسياسية كثيرة، لكن يلفت النظر حقا الملاحظات التالية:

١-الحياء المتجدد طول الوقت على وجه رئيس الجمهورية، فقد كانت نظراته تخاطب الكاميرا، أي الجمهور، حتى أننا نسينا تقريبا وجود مذيعة!

٢- لم يتحرج الرئيس قط من ذكر كل أسماء رؤساء مصر من ناصر إلى السادات إلى مبارك إلى مرسي إلى عبد الفتاح، وأرخ لزوال احتياطي مصر من الذهب بحرب اليمن التي التهمت هذا الغطاء، ثم جاءت حرب يونيو والهزيمة، فأتت على الفتات المتبقي من اقتصادنا، وظللنا هكذا حتى عام ٧٧.

٣-لاحظ الناس الهدوء والمسحة الدينية الغالبة على إجابات الرئيس، وربما كان الرجل يريد أن يرى الشعب رئيسه البسيط المتدين الوطنى، رب أسرته الذي عامل أولاده بالحزم والشدة والأبوية والحنان، فأفلحوا.

٤- اختيار الرئيس للمذيعة والمخرجة من خارج الفضائيات، ومن خارج ماسبيرو، ومن خارج أي برنامج توك شو، أتاح له أن يوجه انتقاداته الناعمة إلى برامج "التوكتوك شو" الليلية، وكيف أنها في سبيل رفع معدلات المشاهدة يلجأ مذيعون إلى اختيار حوادث وقضايا ومقاطع مصورة لا تمثل القيم الأخلاقية ولا الاجتماعية السائدة.

٥- لم يقدم الرئيس برنامجا انتخابيا للفترة الثانية من رئاسته إذا فاز، وهو فوز مؤكد، ونتذكر بالفعل أنه خاض انتخابات الفترة الأولى بدون برنامج انتخابي، وكانت جملته الشهيرة عنوانا لأحلامه، وهي (سيكون أمرا عجبا) وهو ما تحول في معظمه إلى إنجازات محققة بالفعل على أرض الواقع.

٦- نعي الرئيس أن يلومه الناس على غياب منافسين حقيقيين، وعبر بأسى قائلا (وهل ده ذنبي؟)؛ واعتبر الأحزاب مقصرة في خلق عملية سياسية تقود إلى إفراز كوادر جديدة. وكان يتمنى لو أمامه عشرة منافسين.

هناك العديد من الملاحظات، ويبقى رد الفعل الإعلامي الغريب على هذا الأداء الإعلامي الفني البسيط لفيلم "شعب ورئيس"، فقد تساءل إعلاميون لماذا ساندرا؟ ولماذا لم يكن المذيع أو المذيعة من ماسبيرو؟ وتحدثوا عن أسئلة غويطة وعويصة وتقيلة، والحقيقة أن العويصة والتقيلة والغويطة لغة المتحذلق غير الفاهم، بينما كانت الفتاة سلسة وواثقة لم تتعرق أسئلتها حرجا ولا ارتباكا، واستخرجت من الضيف الكبير جواهر نفسية ووجدانية، ناهيك عن الآراء والمعلومات السياسية.

ونصيحة مخلصة لعاهات الإعلام التقليديين، كونوا أسوياء الشعور، ليراكم الناس أجمل، وبدلا من النفسنة السوداء، ابحثوا عن قوالب جديدة وأفكار جديدة، والأهم أن تواجهوا أنفسكم، لماذا ابتعدت عنكم اختيارات المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي؟ الشعب يذكر لكم كم تأرجحتم وكيف انبطحتم ولمن انقلبتم.. فكيف يخاطب الرئيس شعبه من خلال وجوه غير مقبولة؟
شكرا ساندرا..أحسنت.

Advertisements
الجريدة الرسمية