حكاية عليا وسلمى مع الكرة الأمريكية.. تحدٍ داخل الملاعب
دائمًا ما ارتبطت كرة القدم الأمريكية بالقوة والصلابة، لذلك من الغريب أن تكون جاذبة للفتيات، وعلى الرغم من عدم الوجود الواسع للعبة في مصر، فإن هناك من الفتيات من قررن الدخول لهذا العالم، بل سيصبحن هن عماد أول بطولة لدوري كرة القدم الأمريكية للنساء في مصر.
بدأت رحلة كرة القدم الأمريكية في مصر عام 2007، حينما بدأ بعض الشباب في ممارستها بشكل فردي، ثم أصبحت بشكل رسمي عندما تبناها نادي وادي دجلة في عام 2009، ثم تأسس الاتحاد المصري لكرة القدم الأمريكية في عام 2013 على يد مؤمن نعيم، رئيس الاتحاد المصري للعبة، لضم كل الفرق الموجودة آنذاك وإقامة دوري محلي يتيح المنافسة بينهم.
تقول عليا محرز، الطالبة بكلية الفنون الجميلة، إنها اختارت هذه اللعبة لأنها تخرج طاقة كبيرة وتبرز شخصيتها، تضيف أنها عرفت باللعبة عن طريق زميلاتها اللاتي بدأن لعبها، وأنها اختارتها لأنها تحب التجارب الجديدة.
وعن الصعوبات التي واجهتها، تابعت عليا، أنها كانت في البداية لديها رهبة الملعب والخوف من الإصابة في يدها، ولكن مع مرور الوقت اعتادت اللعب ولم تعد تواجه أي صعوبات.
لم تظهر لاعبات الفريق مرتديات خوذات وأقنعة وجه وزيًا ضخمًا لحمايتهن من التصادمات، كما نرى في مباريات كرة القدم الأمريكية العالمية، وهو ما فسرته "عليا"، بأن هناك نوعين من كرة القدم الأمريكية أحدهما يتطلب ارتداء ملابس تحمي الجسم وتسمى Tackling أي الإمساك بالخصم.
أما النوع الآخر للعبة فهو أقل عنفًا ويسمى Flag ويتطلب ارتداء حزام على الخصر يجذبه الخصم، وهو النوع الذي تلعبه فتيات فريق Gezira Thunder والذي تتبعه عليا.
وقالت سلمى ثابت، إحدى لاعبات الفريق والتي قضت ما يقارب العام في ممارسة اللعبة، إن الأمريكان فوتبول لعبة مميزة عن باقي الرياضات وممتعة وغير تقليدية وتحتاج إلى التركيز نظرًا لسرعتها وهو ما شجعها على ممارستها.
وأضافت سلمى، أن اللعبة أصبحت تتمتع بالإقبال والشهرة بين عموم الناس في الوقت الحالي، أما عن الصعوبات التي تواجهها سلمي، رفضت تسميتها "الصعوبات"، وإنما سمتها "تحديات" وهي العمل على الارتقاء بمستوى اللعب.
وتابعت سلمى أنها تتلقى الدعم المعنوي من الجميع والتشجيع على الاستمرار في اللعب بمجرد أن يفهموا مجريات اللعبة وأنها غير مؤذية للبنت التي تلعبها.
أسامة ثابت، كابتن الفريق وأحد لاعبي فريق Gezira Thunder للشباب، شرح لنا أن الفريق يحوي 14 لاعبا خلال المباراة، 7 منهم مسئوليتهم هي الدفاع والـ 7 الآخرين يتولون مسئولية الهجوم، كما أكد أن اللعبة للبنات لا تكون مكلفة نظرًا لقلة المعدات التي يستخدمونها في اللعب مقارنة بالشباب.
ويتابع أسامة متحدثًا عن رؤيته لمستقبل اللعبة في مصر، أنها تكبر بسرعة وأصبح لها جمهور يزداد بمرور الوقت، وأنهم يتلقون عبر صفحة الفريق على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" طلبات للانضمام للفريق، بفضل وسائل الإعلام التي سارعت في تبني اللعبة، مؤكدًا أن اللعبة في طريقها إلى مزيد من الانتشار.
