رئيس التحرير
عصام كامل

الإذاعية نادية صالح: أنا ابنة الست أمينة

فيتو

تحت عنوان "زيارة لصاحبة لمكتبة فلان" أجرت مجلة نصف الدنيا عام 2002 حوارًا مع أم الإذاعيين نادية صالح التي حاورت معظم إعلام وكتاب ومثقفي مصر والوطن العربي من خلال برنامج "زيارة إلى مكتبة فلان.


وقالت: "نشأت في بيت كثير الأبناء، وكانت العلاقة بين أمي وأبي مشابهة تماما للعلاقة بين سي السيد وزوجته الست أمينة في ثلاثية نجيب محفوظ.. كان أبى عصبي المزاج ذا شخصية قوية، فظل يعمل دائمًا على ضبط أمور المنزل، لكنه كان عطوفًا وكانت أمى هادئة طيبة مطيعة له جدا حتى أنه كان الوحيد الذي يرفع صوته عليها، لكنه في نفس الوقت كان يحبها حبا شديدا حتى آخر لحظة في حياته".

وتابعت: "كان يتحول إلى سى السيد في أمور كثيرة ولم تكن هي تقابل ذلك إلا بالصمت، وكنت أنا مفتونة بأبى، وكانت هناك صداقة قوية بينى وبينه، وكانت أمى في غيابه تهددنا به إذا أخطأنا.. كانت مسالمة إلى أبعد حد مما جعلنى أصبحت حريصة أن اكون شخصية قوية، لكن بعد وفاتها عرفت أنها امرأة عرفت كيف تعيش صح.. في مسالمتها كانت ضعفًا فقد استطاعت الحفاظ على الأسرة بصبرها على أمور كثيرة.. عاشت وماتت راضية عنى والحمد لله.. وأستطيع أن أقول أنا ابنة الست أمينة وسى السيد".

وأضافت الإذاعية الكبيرة وهى تغالب دموعها: "تعلمت من أمى تقدير الزوج واحترامه، لقد أحببت أبى وأعجبت به كثيرا لأن أمى جعلته بتقديرها واحترامها له يبدو في نظرى عظيمًا وجليلا.. عندما عملت في الإذاعة كانت أمى سعيدة جدًا بى لأنى حققت رغبتي في العمل مذيعة تلك المهنة التي تركت بسببها كلية الطب وأقول لها اليوم في عيد الأم.. وحشتينى يا أمى".

وحول رأيها في الأمومة بصفة عامة قال نادية صالح: "الامومة ليست بالضرورة أمومة دم ونسب بل هي أمومة العطاء والتضحية، وقد أعجبتنى كلمة قالها يحيى الفخرانى عن المرأة التي تنال إعجابه فقال (هي المرأة الأم فالأم الحقيقية هي التي تشعر بالأمومة تجاه زوجها وأخوها وأختها وابنها أو ابنتها".

نادية صالح من مواليد عام 1940، درست في كلية التجارة بعد أن تركت كلية الطب، وعملت مذيعة بالإذاعة عام 1965، قدمت العديد من البرامج منها يوميات امرأة عصرية، ألف مثل ومثل، بعيدا عن السياسة، أسماء وشخصيات، وطنى حبيبى، صباح الخير.. إلا أنه يظل برنامجها زيارة لمكتبة فلان هو الأشهر حيث استضافت فيه محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ويوسف إدريس وطه حسين ونجيب محفوظ وخليل فاضل وغيرهم من المشاهير، وتدرجت في المناصب في الإذاعة حتى أصبحت رئيس شبكة الشرق الأوسط.
الجريدة الرسمية