رئيس التحرير
عصام كامل

ومن الشهامة ما قتل.. «مصور» يدفع حياته ثمنا لحماية صديقه من بلطجي وشقيقه.. ادعاء صاحبة محل سرقة صاحب «محمود» مبلغا ماليا يشعل الأزمة.. المجني عليه يتعهد بالسداد.. والمتهم ينهى حيات

فيتو

جريمة بشعة هزت وقائعها منطقة البساتين، حيث أقدم "فوزى" عامل رخام على قتل "محمود" مصور فوتوغرافي لمجرد أنه حاول إنقاذ صديقه من بين يديه، طعنه بسلاح أبيض "قرن غزال" وانتظره حتى سقط على الأرض ثم فر هاربا، لكن قبضة الأجهزة الأمنية كانت له بالمرصاد وتم ضبطه وإحالته للنيابة العامة للتحقيق.




مسرح الجريمة

"فيتو" انتقلت إلى مكان الواقعة بشارع النصر بمنطقة بئر أم السلطان بدائرة قسم شرطة البساتين، ورصدت مسرح الجريمة التي أدمت قلوب أهل المنطقة.




عند دخولك شارع النصر ببئر أم السلطان والسير به تشاهد لافتات وكتابات على جدران المنازل "محمود – شهيد الرجولة" و"محمود- شهيد الشهامة"، وكأنك تسير في شوارع غزة بفلسطين، والصمت والحزن يخيمان على سكان الشارع، وأمام منزل "محمود" يجلس والده مرتديا جلبابا أبيض لكنه لا يستطيع الكلام، وأمامه يجلس نجله الأكبر على كرسى واضعا رأسه على يده حزنا على فراق شقيقه.



صاحبة محل البقالة
وعن تفاصيل الواقعة قال محمد على، شقيق المجنى عليه، إنه أثناء تواجده في ورشة عمله، سمع أحد الأشخاص ينادى عليه ليخبره أن شقيقه يتشاجر مع "فوزى وشقيقه سمارة"، وعندما خرج من الورشة شاهد شقيقة ينزف دماء من وجهه وبعض الأشخاص حوله يحاولون إسعافه، وأن شقيقه أخبره أن "فوزى وشقيقة سمارة" تعديا على صاحبه بالضرب أثناء شرائه طلبات من محل البقالة بعد اتهام صاحبة المحل له بسرقة 800 جنيه، مؤكدا له أن تدخله كان لفض المشاجرة وطلبت منهما الكف عن التعدي على صديقه، متعهدا لهما بدفع المبلغ حال ثبوت سرقته، لكنهما لم يستجيبا لتدخله وتعديا عليه بالضرب.



الدماء تسيل منه
وأوضح شقيق المجني عليه، أنه أخذ شقيقه وحاول إسعافه داخل الورشة، وبعد ساعة تقريبا من واقعة الاشتباك اجتمع بعض الأشخاص لحل المشكلة وتم تحديد موعد في اليوم الثاني لإنهاء المشكلة.

وتابع:"في الساعة التاسعة من مساء يوم الجمعة الماضي، جلس فوزى وشقيقه سمارة على قهوة بناصية الشارع، وأثناء مرور شقيقى من أمام القهوة سارعا بالتعدي عليه بالضرب وطعنه في صدره بـ"مطواة قرن غزال"، عندما سمعت صوت الصراخ خرجت من الورشة مهرولا، لقيت شقيقى بيجرى في الشارع والمتهمان بيجروا وراه، مسكت بشقيقي ووقفت أمامه وتصديت لهما لحمايته، وتراجع المتهمون عن ملاحقته، وفجأة سقط شقيقي على الأرض والدماء تسيل منه، أخذته واستقليت توك توك وذهبت به إلى المستشفى لإسعافه لكنه فارق الحياة قبل الوصول للمستشفى".


القصاص
وواصل شقيق المجني عليه حديثه والدموع تذرف من عينيه:"هو شقيقي عمل إيه علشان يموت، كل سكان المنطقة بيحبوه عمره ما تعاطى أي شيء ولا حتى شرب سيجارة، دايما في حاله من شغله للبيت، هو ده جزاء اللى يدافع عن إنسان مظلوم، ومش هيشفي غليلي إلا بتطبيق القصاص من قتلة شقيقي"..


تفاصيل جديدة

واصلت "فيتو" تجولها داخل الشارع والتقت علام عيد علام، 20 سنة - طالب، شاهد الواقعة، وقال إن "محمود" كان متواجدا بمنزلة مع أصدقائه لتجهيز بعض الصور التي التقطها لهم، وخرج صديقه هشام فايز "18 سنة - طالب"، للذهاب إلى محل بقالة لشراء بعض الطلبات، وأثناء تواجده أمام المحل اشتبهت فيه صاحبة المحل وادعت أنه سرق من زوجها 800 جنيه منذ أسبوع، وعندما سمعها "فوزى وشقيقه سمارة" توجها إليها وتعديا عليه، وخرج المجني عليه مسرعا إلى صاحبة لمعرفة سبب المشاجرة، وادعت صاحبة المحل في العقد السابع من عمرها، بأن صديقه سرق من زوجها مبلغا ماليا، فطلب منها أن تتأكد من زوجها الأول ولو ثبت أن صديقه هو السارق سيتكفل بإعادة المبلغ، مشيرا إلى أن المتهمين رفضا الحل الذي تقدم به المجنى عليه وتعديا عليه بالضرب وأصابوه في وجهه.


طعنة غادرة
وتابع "علام": "فوزي وشقيقه دائما ما يقفان على ناصية الشارع ليتعاطيا المواد المخدرة والاعتداء على المارة من الناس، وتوجه المجنى عليه إلى شقيقة بالورشة الذي قام بإسعافه، وبعد ساعتين من فض المشاجرة تقريبا في الساعة التاسعة مساء الجمعة، جلس المتهمان على القهوه المتواجدة على ناصية ورشة شقيق المجني عليه، وأثناء مرور "محمود" من أمامهما تعديا عليه بالضرب، وقام "فوزى" بطعنه في صدره "بمطواة قرن غزال" جرى المجنى عليه إلى ورشة شقيقة، والمتهمان يهرولان وراءه حتى أن شاهدا شقيقه، ففرا هاربين".


جنازة حاشدة
وتابع: "المتهمان دائما الشجار مع شباب المنطقة ولا يعجبهما أحد بها، وكانا دائما يعايران المجنى عليه بأنه "شاب فافى"، وأن شغل المصوراتيه ده شغل بنات وليس شغل رجالة"، مضيفا أن المجنى عليه محبوب بين أهالي المنطقة، وجنازته حضرها معظم أهالي المنطقة والمناطق المجاورة.

واستطرد:" "ربنا ينتقم منهم قتلوا أطيب إنسان في المنطقة".


آلاعيب صاحبة المحل

وواصل "علام" شهادته على الواقعة:"صاحبة محل البقالة ادعت في أقوالها بمحضر الشرطة، أن المجنى عليه عاكسها، طب إزاى شاب يعاكس سيدة عندها 60 سنة يعنى أكبر من والدته، ونفت الحقيقة، منها لله هي سبب المشكلة كلها، مع العلم أن زوجها نفى أن يكون صديق المجنى عليه، سرق منه أي مبالغ مالية".


كما أضافت ربة منزل، جارة المجني عليه والمتهم:"بأمانة الله محمود إنسان مؤدب ومحترم وعمره ماعاكس حد، وأسرته كلها مؤدبين ومحترمين، بس المنطقة هنا ملهاش في الغلبان، لو أهل ناس مفترية كانوا جابو عاليها واطيها.. وصاحبة المحل التي ادعت أنه عاكسها عمرها 60 سنة، يعني أكبر من والدته يعاكسها إزاى وهو شاب عنده 20 سنة، هي بتدعى علشان تنقذ المتهم من حبل المشنقة، إيه ذنب "محمود" علشان يقتلوه، كل المنطقة حزينة عليه "حسبى الله ونعم الوكيل".


فرحة ما تمت

وتواصلت شهادات أهل المنطقة المنصفة للمجني عليه، وسارع الطفل عبد الرحمن "12 سنة"، جار المجنى عليه، ليدلي برأيه في "محمود" وقال:" محمود شاب جدع ومحترم وبيحب كل الناس كبيرا وصغيرا، والمجرمين قتلوه عشان حاول الدفاع عن صديقة المظلوم، وهو مش فاضي للمشكلات بيشتغل بالنهار في ورشة رخام، وبالليل بيشتغل مصور فوتوغرافي، بيجرى على لقمة عيشة، وبيجهز شقته اللى مفروض أنه فرحة آخر الشهر، عريس وليسه هيدخل الدنيا".


وتابع: "المتهم كان دائم التعدى على الناس، ودايما واقف على الناصية بيغلس على خلق الله، ومعاملته سيئة مع الكل".


بلاغ المستشفى
كان قسم شرطة البساتين، تلقى إخطارًا، من مستشفى أحمد ماهر بوصول "محمود عادل" 21 سنة، عامل، ( توفي عقب إصابته بجرح طعني نافذ بالصدر من الجهة الأمامية ).

بالانتقال والفحص تبين حدوث مشادة كلامية منذ أسبوعين بين المجني عليه و"فوزي.م" 20 سنة، عامل رخام، وقيام الأخير بنهره بالتعدى عليه بسلاح أبيض "مطواة" محدثًا إصابته المشار إليها والتي أودت بحياته وتأيدت الواقعة بشهادة "علام عيد" 20 سنة، طالب.

ضبط المتهم

بإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن تردده تمكن ضباط مباحث القسم من ضبطه وبحوزته السلاح الأبيض المستخدم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.

تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.
الجريدة الرسمية